خبر الحياة اللندنية: واشنطن تحوّل عباس من حمامة سلام الى رجل مواجهة

الساعة 10:04 م|23 سبتمبر 2011

الحياة اللندنية: واشنطن تحوّل عباس من حمامة سلام الى رجل مواجهة

فلسطين اليوم-الحياة اللندنية-نيويورك - محمد يونس

ربما كان جدول الرئيس محمود عباس الأكثر ازدحاماً من بين جداول الرؤساء والقادة والمسؤولين الذين وصولوا الى نيويورك للمشاركة في الدورة السنوية للأمم المتحدة: 80 رئيس دولة ورئيس وفد ومبعوث وضعت أسماؤهم على قائمة الساعين لمقابلة عباس، عدد كبير منهم من المسؤولين الغربيين الذين حملوا له نصحية بالابتعاد عن مجلس الأمن وعن مواجهة أميركا وإحراج حلفائه الغربيين، والتوجه بدلاً من ذلك الى الجمعية العامة.

 

لكن عباس فاجأ الجميع بإصراره العنيد على اللجوء الى مجلس الأمن لطلب العضوية الكاملة لدولة فلسطين، على رغم معرفته المسبقة بأن القرار لن يمر بسبب معارضة أميركا، صاحبة «الفيتو» والتأثير على معظم الأعضاء الآخرين في المجلس.

 

وقال مساعدو الرئيس الذين يرافقونه الى المنظمة الدولية إن السياسة الأميركية دفعت عباس أخيراً الى تحدي أميركا. وقال الدكتور نبيل شعث لـ «الحياة» إن أميركا عارضت ليس فقط التوجه الى مجلس الأمن وإنما التوجه الى الجمعية العامة، مضيفاً: «ومن الخلف عملت الإدارة الأميركية على توجيه حلفائها لتقديم عروض واقتراحات تقلل وتقيّد من مكانة العضو المراقب في الأمم المتحدة، مثل عدم الانضمام الى الوكالات الحساسة في المنظمة الدولية مثل محكمة الجنايات الدولية وغيرها».

 

ورأى مسؤولون إن رفض الأميركيين لمكانة حتى العضو المراقب ترك عباس من دون خيار وجعله يتخذ قراراً يشكل تحدياً كبيراً لهم. وتعرض عباس الى تهديدات مباشرة بقطع المساعدات وأخرى غير مباشرة من بعض الدوائر الأميركية بالشروع في ملاحقته وملاحقه أبنائه. وترافقت هذه التهديدات مع أخرى إسرائيلية بفرض قيود عليه وعلى السلطة الفلسطينية.

 

لكن مساعدي عباس يقولون إن مواقف إسرائيل والإدارة الأميركية جعلته مستعداً لأسوأ الاحتمالات، وهو مغادرة المشهد. وقال عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» الدكتور محمد اشتيه لـ «الحياة»: «الأميركيون والإسرائيليون يريدون منا أن نواصل التفاوض الى ما لا نهاية مع مواصلة الاستيطان الذي لم يترك لنا أي أرض نقيم عليها حتى مزرعة وليس دولة، وعندما نعترض يهددونا بالعقاب». وأضاف: «ليس أخطر على القضية الفلسطينية من بقاء الوضع القائم، لذلك قررنا البحث عن بدائل وفي مقدمها إعادة الملف الى المنظمة الدولية».

 

وقدم الرئيس عباس طلب العضوية الكاملة الى مجلس الأمن أمس قبل أن يغادر نيويورك عائداً الى رام الله. وقال مسؤولون إنه مدرك للجهود التي تقوم بها أميركا لإفشال مشروع القرار عبر التصويت من دون استخدام الفيتو، لكنه أصر عليه».

 

وقال الناطق باسم الوفد الفلسطيني الدكتور حسام زملط لـ «الحياة»: «هدفنا تحقق، وهو إعادة القضية الفلسطينية على الأجندة الدولية». وأضاف: «اليوم كل العالم منشغل في القضية الفلسطينية وفي البحث عن مخرج، وهذا إنجاز كبير». واستبعد إقدام أميركا وإسرائيل على فرض قيود وعقوبات على السلطة خشية من الخطوة التالية التي يتخذها الرئيس وهي المغادرة. وأضاف: «الرئيس عباس يتمتع بصدقية دولية عالية باعتباره رجل سلام لم يدع يوماً الى غير السلام ولم يقبل العنف، لذلك لا يستطيعون إقناع أحد بغير ذلك».

 

واقترح وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو على اجتماع لممثلي منظمة المؤتمر الإسلامي على هامش الدورة أن تعمل الدول العربية والإسلامية على تعويض الفلسطينيين عن أي قطع للمساعدات الأميركية، وقال: «إن مجموع المساعدات الأميركية للسلطة الفلسطينية لا تزيد على نصف بليون دولار سنوياً، ويمكننا جميعاً أن نتعاون في تعويضه».