خبر الخسارة السياسية ستحث العنف – هآرتس

الساعة 11:09 ص|23 سبتمبر 2011

الخسارة السياسية ستحث العنف – هآرتس

بقلم: آفي يسسخروف

اذا لم تقع تغييرات في اللحظة الاخيرة، فان رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (ابو مازن) سيعود الى المناطق منذ غد، ولا يكون في جعبته أي انجاز يستعرضه امام الجمهور الفلسطيني. كبار مسؤولي السلطة الفلسطينية اوضحوا بانه منذ اليوم سيرفع طلب السلطة الى مجلس الامن بنيل العضوية الكاملة في الامم المتحدة، رغم ان الاقتراح لن يقر. بالتوازي، أغلب الظن سيرفع اقتراح اوروبي في الاسابيع القادمة الى الجمعية العمومية لنيل مكانة "غير عضو" لفلسطين (؟؟؟).

 

ولكن هذه الخطوة بعيدة عن ارضاء الجمهور الفلسطيني، ولا سيما في ضوء مستوى التوقعات العالي الذي وضعته السلطة لنفسها. في ارجاء الضفة أملوا بان تؤدي خطوة عباس الى اعتراف ما من مؤسسات الامم المتحدة، سواء في مجلس الامن ام في الجمعية العمومية في نهاية الاسبوع هذا. ولكن توجه عباس الى الامين العام للامم المتحدة بطرح الطلب على مجلس الامن، المتوقع اليوم، لا يمكن أن يعتبر انجازا كافيا. النقاش في مجلس الامن سيؤجل الى موعد غير معروف، وحتى عندها من غير المتوقع أن يقر. 

 

يمكن ان نتهم بالطبع ابو مازن بالمسؤولية عن الخطوة التي تبدو حاليا فاشلة. هو الذي ذهب الى الامم المتحدة، مع علمه انه من المتوقع الا يحصل هناك على اعتراف حقيقي من خلال الجمعية العمومية. وهو الذي اختار التخلي عن الجمعية العمومية والتوجه أولا الى مجلس الامن. غير أن الوفد الفلسطيني لم يتوقع على ما يبدو باقي التطورات التي وقعت بالتوازي، والتي فاقمت فقط الاحساس بانعدام الانجاز في الجانب الفلسطيني مقابل الاحساس بالنصر الدبلوماسي الاسرائيلي. الوقوف الذي لا لبس فيه من الرئيس الامريكي براك اوباما الى جانب اسرائيل في خطابه، وانعدام وجود اغلبية في مجلس الامن تؤيد الطلب الفلسطيني دون صلة بالفيتو الامريكي. 

 

ولكن قبل أن يبدأ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير خارجيته افيغدور ليبرمان باحتفالات النصر، يبدو ان عليهما ان يأخذا بالحسبان آثار فشل عباس. ظاهرا، توجد غير قليل من الاسباب للاحتفال الاسرائيلي: اوباما بدا في خطابه صهيونيا أكثر من أي وقت مضى؛ قيادة السلطة في مسار مواجهة مع الولايات المتحدة؛ وامين سر م.ت.ف ياسر عبد ربه قال أمس للقناة 2 ان الامريكيين لم يعد بوسعهم ان يتوسطوا بين اسرائيل والسلطة. المظاهرة التي جرت امس في مركز رام الله، وركزت بالذات على العداء الفلسطيني تجاه الرئيس اوباما، تجسد هذه الازمة أكثر فأكثر؛ كما أن الصدمات العنيفة الحقيقية بين الجيش الاسرائيلي والفلسطينيين لم تكن حتى الان ولم يسجل هجوم دبلوماسي عالمي على اسرائيل. المشكلة ان عودة عباس الى المناطق مهزوما وشبه مهان، ستحدث هزة في مكانة الرئيس الفلسطيني الذي بدا في الايام الاخيرة اقوى من أي وقت مضى. بتعابير كثيرة، اذا لم تتغير صورة الاتصالات في الامم المتحدة في اليوم القريب القادم، فان الخسارة الفلسطينية في الساحة الدبلوماسية قد تحث باالذات العنف على الارض. 

 

هذا من غير المتوقع أن يحصل في غضون اسبوع او اسبوعين. ومع ذلك فالحديث يدور عن خطوة عاقبتها ليست محمودة. الانتقاد الذي سيطلق ضد ابو مازن وفتح بانهما فشلا مرة اخرى في مهمتهما، سيزداد فقط. حماس ستستخدم الفشل كي تناكف عباس في كل مناسبة وجمع التأييد على حسابه. بالتوازي، الوضع الاقتصادي الاخذ في التدهور في الاشهر الاخيرة سيعطي مؤشراته بانعدام رضى الجمهور في ضوء اداء السلطة والى هذا يمكن أن نضيف المأزق السياسي، الاحساس بان امريكا تميل بشكل فظ جدا ضد الفلسطينيين واسرائيل ستواصل البناء في المستوطنات. هذه العناصر التقيناها من قبل في صيف 2000. يحتمل أن يكون الجمهور الفلسطيني اليوم تعبا جدا وراضيا جدا (اقتصاديا) من أن يخرج الى انتفاضة جديدة. ولكن بدون انجازات دبلوماسية ومع اقتصاد آخذ في التدهور، مع علامات استفهام آخذة في الكبر حول قدرة قيادة السلطة على تغيير الوضع السياسي، فان تعبير الانتفاضة الثالثة سيكف عن أن يكون كلمة فظة.