خبر ماذا عن حدود مؤقتة لفلسطين؟- إسرائيل اليوم

الساعة 08:40 ص|22 سبتمبر 2011

ماذا عن حدود مؤقتة لفلسطين؟- إسرائيل اليوم

بقلم: يوسي بيلين

من أكثر البلاغات غرابة التي سمعتها في الاسبوع الماضي في نيويورك بلاغ سفيرة الولايات المتحدة في الامم المتحدة، سوزان رايس، التي أعلنت ان الولايات المتحدة لن تشغل نفسها بمسائل صياغة قرار الجمعية العامة في الشأن الفلسطيني.

وعبر ناس مقربون جدا من الادارة الحالية ايضا على مسامعي عن دهشة لهذا الاعلان. فما زلنا لا نعلم بعد كل شيء ما هي الصيغة التي سيأتي بها الفلسطينيون الى الامم المتحدة، وما زالوا ايضا لم يبتوا الرأي في انه كيف سيبدو القرار بالضبط. هذه آخر لحظة لمحاولة التأثير لمنع قرار ذي صبغة أحادية.

تجتمع الجمعية العامة للامم المتحدة ولا يتحدث أحد في أي شأن آخر سوى الدولة الفلسطينية. هل سيصل اقتراح القرار الى مجلس الامن أم الجمعية العامة؟ أتكون أكثرية في الجمعية العامة تستطيع جعل الحاجة الى فيتو امريكي لا داعي لها؟ وهل تحقق الولايات المتحدة بعد القرار التهديد بوقف مساعدة الفلسطينيين؟ وهل تتخذ اسرائيل خطوات رد فتضم المناطق وتمنع عن الفلسطينيين دفعات الجمارك عن سلع يستوردونها، وتحجب عن الشخصيات الهامة تصاريح دخولهم الى اسرائيل؟.

هذا عند الفلسطينيين انجاز لا يستهان به. فالقرار الذي كان قد يوطأ تحت قرارات كثيرة جدا تتصل بصراعات مختلفة في العالم، أصبح رأس زاوية يجب على الجميع النظر فيه. وهذا عند الامريكيين صداع حقيقي بسبب رغبتهم في عدم مواجهة العالم العربي المستيقظ، ولعلمهم انه لا يوجد شأن كالشأن الفلسطيني يمكن ان يُشعل حرائق في هذا العالم.

لكنهم يفضلون مرة اخرى – كما في الوضع الليبي – لسبب ما، أن يقودوا من خلف. فسوزان رايس لا تتدخل أما ممثل الرباعية طوني بلير فيتبادل مع الأطراف أوراقا بقصد التوصل الى قرار رباعية ذي شأن بقدر كاف لمنع الحاجة الى قرار الجمعية العامة للامم المتحدة.

وهذا في الحقيقة قرار لا يريده أي طرف – لا الفلسطينيون الذين قد يدفعون عنه ثمنا باهظا جدا (وبخاصة بسبب فقدان المساعدة الامريكية) من اجل ان يحصلوا فقط على مكانة غير مهمة بقدر كاف لدولة ليست عضوا، ويجلسوا قرب ممثل الفاتيكان صاحب نفس المكانة.

يصعب ان نعتقد ان تنجح جهود بلير. ويصعب ان نؤمن ان يكون كافيا في هذه المرحلة المتأخرة ان تتخذ الرباعية قرارا ليتنازل الفلسطينيون عن طلب الحصول على اعتراف من مؤسسات الامم المتحدة.

إن الشيء الذي ما يزال ممكنا هو ان يُقترح على الولايات المتحدة ان تنتقل من المقعد الخلفي الى المقعد الأمامي، وأن تجري دبلوماسية مكوكية (كالتي أجراها وزير الخارجية السابق جيمس بيكر قبل عشرين سنة) لصوغ قرار الجمعية العامة بحيث تستطيع اسرائيل والفلسطينيون ايضا التمتع به.

سيتناول هذا القرار الشؤون الحيوية لكل طرف ويمكن ان يكون قاعدة لبدء تفاوض في تحقيق الجزء الثاني من خريطة الطريق وهو دولة فلسطينية في حدود مؤقتة تكون الأساس لمباحثة تبدأ من جديد في التسوية الدائمة. وهذا ما يزال ممكنا.