خبر الشهيد خالد الدحدوح .. مدرسة تطبيقية في أمن المجاهد

الساعة 11:55 ص|21 سبتمبر 2011

الشهيد خالد الدحدوح .. مدرسة تطبيقية في أمن المجاهد

فلسطين اليوم – موقع المجد الأمني

في هيبته وشيبته ترتسم الكثير من المعاني الأمنية , فهو رجل أمني عسكري من الطراز الرفيع, في كلامه وتحركاته وتنقلاته ودمته للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة.. انه الشهيد القائد : خالد الدحدوح أبو الوليد.

وقد دلت كل التقارير والشهادات الشخصية من قبل رفاق الشهيد الدحدوح على الحس الأمني العالي الذي تمتع به هذا الرجل, فالكل كان يشهد له بأنه مدرسة تطبيقية في التحرك والتعامل الأمني الصحيح.

 

نجاة من الاغتيال

ويعتبر خالد الدحدوح (ابو الوليد - 45 عاما) احد أبرز القياديين المطلوبين لدولة الكيان حيث كان يشغل رئيس المجلس العسكري لسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي, وسبق ان تعرض لمحاولات اغتيال باءت بالفشل كان آخرها قبل اغتياله بعدة أشهر عندما نجا من محاولة اغتيال استشهد خلالها اثنان من رفاقه في وحدة التصنيع التابعة لـ "سرايا القدس"، في حين استشهد شقيقه أيمن وابن عمه أمين في عملية اغتيال في 29 شباط (فبراير) عام 2004.

ولمع اسم الدحدوح الذي يقطن في حي الزيتون جنوب قطاع غزة على بعد مئات الامتار مما كانت سابقاً مستوطنة «نتساريم»، ابان انتفاضة الأقصى الحالية وهو يرأس وحدة التصنيع والوحدة التقنية في "سرايا القدس"، وهما الوحدتان المسئولتان عن تطوير الصواريخ المحلية في سرايا القدس, وكان يشرف بنفسه على عمليات إطلاق الصواريخ.

وكان يعتبر منسقاً لعمليات سرايا القدس مع الضفة الغربية، وتنسب دولة الكيان اليه وقوفه وراء عدد من الهجمات التي نفذها مقاتلون من "الجهاد" ضد أهداف صهيونية، وكذلك عمليات إطلاق الصواريخ المتواصلة ضد بلدات صهيونية خارج حدود القطاع.

 

روح الدعابة مع الحس الأمني

وحسب المقربين منه، فان الدحدوح يتميز بابتسامته الهادئة وروح الدعابة التي يتمتع بها, وقد كان يتمتع بالحس الأمني العالي عندما كان لا يحدث أحدجاً بما يخطط وبما يدور في رأسه إلا الأشخاص المعنيين والمكلفين لتنفيذ المهمات التي كان يخطط لها.

ويقول قيادي في سرايا القدس لـ"موقع المجد.. نحو وعي أمني" :" كان أبو الوليد في الاجتماعات الخاصة يتخذ كافة التدابير الأمنية, وكان لا يحمل هاتفاً خلوياً في جيبه وكان يطلب تنفيذ الاحتياطات الأمنية في التعامل مع جميع أجهزة الاتصال وخاصة في وقت الاجتماعات حيث كان يطلب منا وضعها خارجاً أو في مكان بعيد.

ويضيف :" في الفترة الأخيرة قبل استشهاده كان يرفض الخروج في السيارات, فهو كان يحب أن ينهي أعمالة مترجلا كي لا تشعر به طائرات الاستطلاع والعملاء, فكثيراً ما كان يغير أماكن سكنه وكي لا يعرفه احد في الأماكن التي يسكن بها كان لا يختلط بجيرانه وكان قليل التحرك".

وتابع :" ما كان يخرج في السيارات إلا للضرورة, لكنه كان يطلب من جميع من هم في السيارة أخذ الاحتياطات الأمنية في قضية الجوالات, ورغم أن طبيعة عمله في وحدة التصنيع كان لا بد أن يتحرك إلا ان تحركاته كانت حذرة"

 

موعد مع الشهادة

رغم الاحتياطات الأمنية الكبيرة التي كان يتخذها الشهيد أبو الوليد إلا أن المتابعة الميدانية من قبل العملاء والتنسيق الأمني مكنت قوات الاحتلال من الوصول إليه, لكن هذه المرة لم تكن طريقة عادية في الاغتيال.

فقد أعدت المخابرات الصهيونية وبمساعدة عدد من عملاءها سيارة مفخخة سيارة من نوع سوبارو بيضاء بها أجهزة تجسس ورصد تنفجر فور مرور الدحدوح بجانبها.

وبالفعل مع استمرار المتابعة والمراقبة علمت المخابرات الصهيونية أن أبو الوليد سيتوجه بتاريخ  2-3-2006 لوزارة المالية في مجمع الوزارات لاستلام مبلغ مالي مستحق له, فزرعت السيارة الملغومة في طريق متوقع أن يمر فيه الشهيد وبالفعل.

وفي صبيحة ذلك اليوم خرج أبو الوليد لا يحمل أية أجهزة خلوية مترجلاً تجاه وزارة المالية لكن بينما كان يمر بجوار تلك السيارة الملغومة انفجرت, معلنة نهاية مشوار أمني وجهادي كبير.