خبر ملاحظة تحذير وجودية -هآرتس

الساعة 08:33 ص|21 سبتمبر 2011

ملاحظة تحذير وجودية -هآرتس

بقلم: سافي راخلفسكي

(المضمون: يُنبه الكاتب كل قادر في اسرائيل وخارجها الى وقف نتنياهو الذي يقود اسرائيل الى كارثة وجودية محققة - المصدر).

        هل من المحتمل أن يعلن بنيامين نتنياهو في خطبته في الامم المتحدة انه الآن عاد فريق من طائرات اسرائيل من ايران؟ لا في ظاهر الامر. لكن التأهب في هذا الشأن ليس بسبب وعد صديق نتنياهو ديك تشيني بأن اسرائيل ستهاجم فقط؛ وبسبب المقتبسات في صحيفة "هآرتس" التي قالت ان نتنياهو وباراك قد سُمعا في المدة الاخيرة في حلقات مغلقة يتحدثان في شأن الهجوم؛ أو بسبب تحذير مئير دغان من هجوم في أواخر ايلول – ردا على العزلة – أو بسبب زيادة العصبية قُبيل اغلاق نافذة الفرصة العملياتية.

        ينبغي ألا نُمكّن للغموض. إنني باعتباري كتبت في الحاجة الى فحص جدوى الفاعلية في وقف قنبلة خلاصية، من الواضح لي الحاجة الى بناء التأييد الغربي ولا سيما الامريكي، باعتباره شرطا أساسيا من شروط القدرة حتى على تقدير التنفيذ.

        يجب أن يُقال ذلك بوضوح. لا توجد سلطة اخلاقية ولا امكانية استراتيجية يُمكنان زعيما من تعريض عشرات الآلاف من مواطنيه للخطر قبل أن يفعل كل شيء لجعل اسرائيل عزيزة على الغرب. كان اسحق رابين يبت الامور الاستراتيجية على هذا النحو. وتحدث اهود باراك على الأقل عن قلب كل حجر. فبماذا ينوي نتنياهو أن يواجه آلاف العائلات الثكلى ممن لا يُسمى أبناؤها يونتان؟.

        إن زعيما يعتقد حقا أن قنبلة في أيد خلاصية هي تهديد وجودي كان يجب عليه ان يُجاوز حتى جعل اسرائيل أول دولة تعترف بفلسطين في حدود 1967. وحتى لو بان وهم تنبؤات الأكثرية المقتنعة بأمور داحضة فليس الحديث عن ضربة خاطفة حاسمة. إن الحاجة الى جبهة خلفية استراتيجية غربية عميقة تتجاوز الحاجة الى قطع غيار وقنابل عمق.

        في هذه الظروف تصبح كل خطة وخيار عملياتي غير قانونيين على نحو واضح. وهما أخطر كثيرا من الخروج لحرب لبنان الثانية بلا خطة. إن التفكير في الهجوم لا من غير تأييد غربي وامريكي فحسب بل عن عزلة سياسية مطلقة ومعادية لا نفاذ له بصورة تبطل الحق في اصدار الأمر العسكري وواجب تنفيذه. وفي هذه الظروف يجب على من يستطيع وقفه أن يوقفه.

        اليوم هو يوم التساوي بين الليل والنهار. ان ايام الظلام التي أخذت تستطيل تنشيء ملاحظتي تحذير أخريين تلابسان الملاحظة الرئيسة. الاولى تحذير قُبيل جلسة الامم المتحدة. وهنا فان المفهوم من تلقاء ذاته مُسكت ايضا. لا يجب على أحد من قراء صحيفة "هآرتس" أن يطلب إذني بالسفر الى باريس، هذا هو الاستقلال وكذلك الاستقلال السياسي. إن حق الفلسطينيين المطلق هو أن يقرروا مصيرهم وبخاصة أنهم لا يطلبون مترا واحدا من اسرائيل السيادية وأنهم مستعدون لتبادل الاراضي. ومن يعارضون هذا يعملون في مضادة أمن اسرائيل. يمكن أن نتفهم الانجليكان المعنيين باسرائيل مقاتلة كي تُباد فقط في حرب يأجوج ومأجوج مع ايران والعراق وهذا شرط عودة يسوع. لكن يجب على غير المعني بابادتنا أن يعرف المصلحة الاسرائيلية، ومن يعملون بخلاف ذلك ولا سيما اليهود منهم، فليتفضلوا بارسال أبنائهم الى متساده.

        وملاحظة التحذير الثالثة هي لمصوتي العمل. اذا تجاوزت اسرائيل خطر متساده فلن تستطيع أن تعيش مع نار داخلية. إن تصويتا طائفيا اليوم في الانتخابات التمهيدية لن يُغتفر. يجب على المصوتين أن يفتشوا أنفسهم ليروا هل انتُخبت الجُذاذة في أيديهم بسبب الأصل (العرقي).

        يجب على المصوتين ايضا أن يزنوا كلام داليا رابين التي قالت ان عمير بيرتس هو وريث اسحق رابين، مع مال للأحياء لا للمستوطنات، وسواء كان كلام من تعرف خطر نتنياهو شخصيا دقيقا أم لا، فان السؤال الرئيس لكل زعيم ولكل من يدعي قيادة حزب العمل، بيقين واحد – هل ينوي أن يصنع كل شيء لوقف نتنياهو في طريقه الى متساده.