خبر فيسك: الإمبراطورية الأمريكية انهارت واتفاقيات « أوسلو » صارت ماضيا

الساعة 02:51 م|20 سبتمبر 2011

فيسك: الإمبراطورية الأمريكية انهارت واتفاقيات "أوسلو" صارت ماضيا

فلسطين اليوم: غزة

توقع الكاتب البريطاني روبرت فيسك ألا يعود الشرق الأوسط الجديد إلى ما كان عليه من أوضاع في السابق، قائلا "الفلسطينيون برهنوا حتى إذا لم يحصدوا أصواتا كافية داخل الجمعية العامة للأمم المتحدة إذا لم يستسلم محمود عباس أمام نفوذ إمريكا وإسرائيل، على أنهم جديرون بإقامة دولتهم بل وأنهم سيرسخون للعرب أجمع ما تحب "إسرائيل" تسميته بحقائق على أرض الواقع".

وأضاف روبرت فيسك فى مقال نشرته اليوم الاثنين صحيفة "الإندبندنت": "إذن لن تستطيع أي من الولايات المتحدة وإسرائيل فرض هيمنتها على العرب مرة أخرى، لقد خسرت الولايات المتحدة نفوذها في المنطقة، فوداعا لعملية السلام وخارطة الطريق واتفاقيات أوسلو.. فكل هذه الأطروحات أضحت شيئا من الماضي".

وأعرب فيسك عن اعتقاده الشخصي بأن إقامة دولة فلسطينية نوعا من الخيال في الوقت الحالي على الأقل، بقوله: "إن من المستحيل إقامة دولة فلسطينية بعد ما استولى الكيان الإسرائيلي على الكثير من الأراضي العربية المحتلة من أجل مشاريعه الاستيطانية، إلا أن الحديث هنا أكبر من ذلك بكثير فتصويت الجمعية العامة أو مجلس الأمن سيسفر عن انقسام بين القوى الغربية المختلفة: بين الأمريكيين والأوروبيين وبين العرب والأمريكيين، كذلك سيحدث صدع عميق داخل الاتحاد الأوروبي، بين أوروبا الشرقية وأوروبا الغربية، وبين فرنسا وألمانيا فضلا عن إسرائيل والاتحاد الأوروبي.

وقال الكاتب البريطاني إن إسرائيل تتحمل نصيبا كبيرا من المأساة المرتقبة، موضحا "فبرفضها (الوقح) لتقديم اعتذار عن مقتل تسعة أتراك ممن كانوا على متن قافلة أسطول الحرية العام الماضي، وكذلك رفضها الاعتذار لمصر بشأن مقتل جنودها بنيران القوات الإسرائيلية تكبدت خسارة اثنين من حلفائها في المنطقة في أقل من عام واحد وهى تستحق ما هو أكثر من ذلك".

وأشار الكاتب إلى أنه قد يكون هناك اعتقاد بأن دولة "إسرائيل" أسست "ظلما"، إلا

أنها اكتسبت شرعية من قبل الأمم المتحدة حين اجتمعت لتحديد مصير الفلسطينيين في 29 من نوفمبر عام 1947، كذلك كان الأمريكيون أول من أعطى صوته لصالح إقامة دولة "إسرائيل" والآن وفى شىء من السخرية نجد "إسرائيل" هي من تسعى لثنى الأمم المتحدة عن منح الفلسطينيين شرعيتهم، بل وتكون الولايات المتحدة أول من يلجأ إلى الفيتو للحيلولة دون منحهم هذه الشرعية.

ولفت إلى أنه فى الشرق الأوسط الجديد الذى تتأجج فيه الصحوة العربية وثورة شعوبه من أجل نيل كرامتها وحريتها سيشكل التصويت الأممى، على الرغم من الفيتو الأمريكى حدثا مفصليا، ليس مجرد صفحة وتطوى، بل سيعنى سقوط إمبراطورية.

وأكد أن الإخلاص الشديد الذى توليه السياسة الخارجية الأمريكية للمصلحة الإسرائيلية سيؤدى بالولايات المتحدة إلى أن تقف هذا الأسبوع ليس ككونها البلد الذى أنتج وودرو ويلسون ومبادئه الـ 14 حول الإصرار والعزيمة وليس البلد الذى كافح على مدار عقود طويلة ضد النازية والفاشية كذلك ليس ككونها "أيقونة الحرية" كما قيل لنا، ولكنها ستقف كدولة "أنانية" و"مرعوبة" يجبر زعيمها بعد أن تعهد بإبداء عاطفة جديدة للعالم الإسلامى، على دعم قوى مغتصبة ضد شعب لا يطالب إلا بحقه الشرعى فى إقامة دولته.

وشن هجوما على الرئيس الأمريكى باراك أوباما، واصفا إياه بـ"عجوز" و"مسكين"، إذ رأى فيسك أن الرئيس الأمريكى سيؤكد خلال المواجهة الأممية الأسبوع الجارى أن إعادة انتخابه لفترة رئاسية ثانية يمثل له أهمية تفوق بكثير مسألة مستقبل الشرق الأوسط، بل أن طموحه الشخصى للبقاء فى السلطة يطغى على مآساة ومعاناة شعب منكوب ومحتل، مشيرا إلى أنه فى الشرق الأوسط الجديد سينعم العرب بنفس الحقوق والحريات التى طالما تباهت بها الولايات المتحدة واسرائيل.

واعتبر أن الولايات المتحدة فشلت في الوقوف أمام "إسرائيل" وفى الإصرار على تحقيق سلام "عادل". وقال إن العرب يتحملون قدرا من المسئولية بسماحهم "للطغاة من حكامهم "بالبقاء كل تلك الفترة، كما أن "إسرائيل" التي كان يتعين عليها إبداء ترحيب بإقامة دولة فلسطينية ليست بمنأى عن تلك المسئولية.

واختتم مقاله بالقول إن اللعبة الآن انتهت فهيمنة السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط ستضحي بلا جدوى بفعل دعهما لإسرائيل: "فيالها من تضحية كبيرة باسم الحرية!".