خبر تأييد تطهير عرقي -هآرتس

الساعة 10:00 ص|20 سبتمبر 2011

تأييد تطهير عرقي -هآرتس

بقلم: موشيه آرنس

(المضمون: الدول التي ستؤيد انشاء دولة فلسطينية في الضفة الغربية تؤيد في واقع الامر التطهير العرقي لهذه المناطق من اليهود كما أعلن سفير م.ت.ف في نيويورك - المصدر).

        حينما يعلن "سفير" منظمة التحرير الفلسطينية في الولايات المتحدة، معن عريقات، ان الدولة الفلسطينية يجب ان تكون "نظيفة من اليهود" فهو يقصد انه ينبغي اجلاء جميع اليهود الذين يسكنون اليوم في المناطق التي تراها م.ت.ف جزءا من الدولة الفلسطينية. وبعبارة اخرى فان الدول التي تنوي ان تؤيد في الامم المتحدة طلب م.ت.ف الاعتراف بالدولة الفلسطينية، ستصوت في واقع الامر مؤيدة هذا التطهير العرقي.

        قد توجد بين الاعضاء في الامم المتحدة دول، مسلمة في الأساس، اراضيها "نظيفة" من اليهود وليست عندها أي مشكلة اخلاقية في قبولها عضوا اخرى مصممة على التخلص من كل وجود لليهود على اراضيها. بل قد تكون هذه زيادة مطلوبة على "ناديها". لكن ماذا عن سائر الاعضاء في الامم المتحدة؟ ماذا عن دول اوروبا التي طُهرت قبل زمن غير بعيد جدا تحت سلطة المانية بل ساعدت على تطهير اراضيها من اليهود؟ أليس هذا التصويت بالنسبة اليها مشكلة اخلاقية؟ سيكون من المثير للاهتمام أن نرى سلوكها.

 

        تمهيدا لدولة فلسطينية – استعراض خاص

        برغم ان الحديث عن طموح بغيض، فليس مفاجئا ان الفلسطينيين – اولئك الذين يُقدم محمود عباس باسمهم طلب الانضمام الى الامم المتحدة، واولئك الذين تقودهم حماس ممن يعارضون هذا الطلب – لا يريدون ان يروا أي يهودي على ارضهم. ان ما يُرى مفاجئا بالنظرة الاولى حقيقة انهم يؤمنون بأن هذا الطموح قابل للتنفيذ. ويبدو انهم يستمدون تشجيعا من دعوة أجزاء من اليسار الاسرائيلي الى اقتلاع يهود يسكنون خارج خطوط الهدنة الاسرائيلية الاردنية في نيسان 1949. وليست أقل منها مفاجأة حقيقة ان الادارة الحالية في واشنطن، برغم معارضتها مبادرة عباس في الامم المتحدة، تُعبر عن موافقتها على هذه الفكرة باصرارها على وقف البناء في المستوطنات وراء خط الهدنة. ويبدو ان دول اوروبا تقبل الخط الذي ترسمه واشنطن بهذا الشأن.

        بيد انه لا سبب للمفاجأة في الحقيقة. ففي 2006 نفذ اريئيل شارون تطهيرا عرقيا كهذا في غوش قطيف، واستغل الجيش الاسرائيلي لطرد 8 آلاف مزارع يهودي عن اراضيهم. فاذا كان يمكن فعل هذا في قطاع غزة فلماذا لا يتم فعله في يهودا والسامرة وشرقي القدس مع تحلية هذه الحبة المرة بـ "تبادل" اراض؟.

        وقد قال وريث شارون في رئاسة الحكومة، اهود اولمرت، حينما كان ما يزال يؤمن بأنه سينجح في قيادة اسرائيل الى نصر في المغامرة البائسة التي سُميت "حرب لبنان الثانية" ان خطوته التالية ستكون اقتلاع مستوطنات يهودية في يهودا والسامرة. ومن الواضح ان النهاية البائسة للعملية في لبنان غيرت الوضع لكن لا يوجد أي شك في ان "انفصال" شارون أثر في توقعات الفلسطينيين ومطالبهم. وقد رفض عباس الذي شجعته التصريحات التي صدرت عن واشنطن، مفاوضة اسرائيل إن لم توقف البناء وراء خطوط الهدنة ولم تُعبر عن استعداد لقبول اتفاق يقوم على هذه الخطوط. ولهذا يمضي الآن الى الامم المتحدة.

        من المفارقة الشديدة ان كثيرين آمنوا ان "انفصال" شارون من غزة سيكون خطوة نحو مصالحة اسرائيلية فلسطينية. وأصبح في واقع الامر نيرا على الأعناق لانه غرس في أذهان الفلسطينيين فكرة ان التطهير العرقي لليهود من المناطق وراء خط الهدنة قابلة للتنفيذ، برغم ان كل من يعرف الوضع السياسي في اسرائيل يعلم ان ما حدث في غوش قطيف لن يحدث مرة اخرى. وهذا الظن الفلسطيني المخطوء هو الذي منع أكثر من كل شيء آخر، تجديد التفاوض في السنتين الاخيرتين. ان المبادرة الفلسطينية في الامم المتحدة اشارة الى رفض تجديد هذا التفاوض في المستقبل القريب.