خبر هذا زمان اوباما- يديعوت

الساعة 09:58 ص|20 سبتمبر 2011

هذا زمان اوباما- يديعوت

بقلم: اورلي أزولاي - واشنطن

كان يجب على الرئيس الامريكي قبل لحظة من افتتاح الجمعية العامة للامم المتحدة ان يفتح الدرج في الغرفة البيضوية ويستل منه ما وضع هناك منذ أكثر من سنتين وهو خطة سلام اوباما. ليس في هذه الخطة شيء لا يعرفه الجانبان: فهي تشتمل على جميع العناصر التي تحدث عنها الرئيس في فرص مختلفة ومنها وقت حضوره أمام لجنة جماعة الضغط اليهودية "ايباك". كان يجب على اوباما بازاء الطلب الفلسطيني الاعتراف بدولة عن طريق مؤسسات الامم المتحدة وبين الرفض الاسرائيلي لكل اقتراح ان يضع على مائدة مجلس الامن اقتراحا امريكيا مُعدا للتصويت عليه.

لا يحتاج الآن الى فيتو امريكي ولا حماسة كلامية. يجب على اوباما ان يفعل ما وعد به عند انتخابه وهو ان ينشيء الدولة الفلسطينية ويفضي الى انهاء الاحتلال ونهاية الصراع. وقد حاول فعل ذلك دون نجاح، من غير إشراك الامم المتحدة والآن أخذ رمل الساعة ينفد: فالفلسطينيون الذين بدأوا يرون قليلا من النور في أقصى النفق، يئسوا من كل مسار آخر واختاروا الامم المتحدة. ونتنياهو غير معني بهذا المسار ولا بغيره، وهو في الأساس غير معني لأنه يستطيع ان يسمح لنفسه بأن يكون غير معني.

لا يستطيع براك اوباما ان يسمح لنفسه بهذا الترف: فالعالم يراقبه ويحسب خطواته بحسب مستوى الزعامة التي سيظهرها. الجزء الواقع في البلدان العربية وذاك الموجود في اوروبا ايضا. جاء الرئيس الامريكي بأمل كبير مع انتخابه للشرق الاوسط ايضا، فقد وعد باقرار سلام بين فلسطين واسرائيل على أساس دولتين واحدة الى جانب الاخرى. وحصل على جائزة نوبل للسلام سلفة عن ذلك. والآن حانت ساعته الكبيرة. يستطيع هذا الاسبوع في الامم المتحدة ان يحوز أوراق اللعب كلها وان يضعضع بمرة واحدة جميع الافكار والتلاعبات بخطوة زعامية باحثة عن الخير: فهو يستطيع ان يعرض في مجلس الامن اقتراحا امريكيا، تؤيده الرباعية، يشتمل على أسس خطته السلمية وهي: انشاء دولة فلسطينية على أساس حدود 1967 مع تبادل اراض في اتفاق. ويستطيع ان يضيف الى الصيغة المقترحة ايضا مادة تقول ان اسرائيل ستعترف بالدولة الفلسطينية وان الفلسطينيين سيعترفون باسرائيل باعتبارها دولة اليهود. ويجب عليه ان يعرض جدولا زمنيا وان يستعمل مع اوروبا وروسيا ضغطا سياسيا على الطرفين لدخول التفاوض بعد التصويت بيوم.

ان زعيما يتحدث بصوتين يخسر صدقيته سريعا جدا. قال اوباما انه يؤيد دولة فلسطينية وهو الآن يوشك ان ينقض اجراءا يرمي الى تقديم انشاء هذه الدولة ولو على نحو رمزي. سيكون النقض الامريكي مدمرا لا لمكانة الولايات المتحدة في العالم العربي فحسب بل لاسرائيل ايضا التي سيتم تصويرها مرة اخرى باعتبارها دولة ترعاها الولايات المتحدة وتثير غضب جميع الجماعات الليبرالية في امريكا ومنها اليهود الليبراليون الذين يزعمون ان اسرائيل تجرها للعمل مخالفة مصالحها الأساسية.

يستطيع الرئيس اوباما هذا الاسبوع في الامم المتحدة أن يسوغ جميع الآمال التي تم تعليقها عليه. ويستطيع على هذا النحو ايضا ان يُدخل عاملا موقظا في الشرق الاوسط الذي تعب من كلام بلا تغطية ووعود باطلة. وقد اخطأ حينما أصغى الى اولئك الذين عارضوا في البيت الابيض عرض خطته. وهو يستطيع هذا الاسبوع ان يفاجيء. يستطيع الرئيس الامريكي باجراء كهذا ان يضع نفسه في موضع جديد باعتباره زعيما لا رئيسا فقط.