خبر داخلية غزة : ابتداءً من الخميس بدء سفر كل مواطن حسب كشفه

الساعة 06:38 ص|20 سبتمبر 2011

داخلية غزة : ابتداءً من الخميس بدء سفر كل مواطن حسب كشفه

فلسطين اليوم-غزة

في صالة أبو يوسف النجار الرياضية بمدينة خان يونس جنوب قطاع غزة تتعدد ألوان معاناة المسافرين الذين ينتظرون على أحر من الجمر سماع أسمائهم لتبدأ رحلة معاناة أخرى تشق طريقها نحو معبر رفح المتنفس الوحيد للغزيين الراغبين بالسفر.

ومن أبرز أشكال المعاناة في صالة الانتظار التي خصصتها وزارة الداخلية لاستقبال أعداد المسافرين يومياً عبر معبر رفح ازدحامها بأعداد المواطنين الصادرة أسماؤهم في الكشوف المعدة لآلية السفر اليومي نتيجة إبقاء الجانب المصري وضع السفر في معبر رفح على ما هو عليه.

تواصلٌ مستمر

ويطالب الغزيون السلطات المصرية منذ انتهاء ثورة 25 يناير التي أطاحت بالرئيس المصري السابق محمد حسني مبارك بفتح معبر رفح بشكل دائم وكامل ورفع المعيقات أمام حركة المسافرين الفلسطينيين.

وبعد الثورة وعدت السلطات المصرية بتسهيل السفر على معبر رفح وتذليل العقبات لكن سرعان ما تراجعت عن جزء كبير منها، حيث يشهد المتنفس الوحيد للغزيين على العالم الخارجي حركةً بطيئة لأن الآلاف من المسجلين في كشوفات التنسيق في وزارة الداخلية ينتظرون السفر.

وتتواصل الجهات المختصة في وزارة الداخلية مع الجانب المصري لتحقيق أكبر قدر من التسهيلات والتخفيف عن كاهل المواطنين في السفر.

الدكتور زكي الداعور فلسطيني مقيم في السعودية قال لموقع الداخلية: "نحن شاعرون بالتسهيل الذي حققه القائمون على عملية السفر كثيراً .. خلال فترة الصيف ومنتصف رمضان كانت الأزمة كبيرة نتيجة الأعداد الراغبة في السفر".

أما المسن محمد مطر (80 عاماً) فجهز نفسه وحزم أمتعته لينطلق في رحلة سفره الأولى لمدينة العريش المصرية عبر بوابة معبر رفح البري انطلاقاً من صالة أبو يوسف النجار.

وقال المواطن مطر "شعبنا عانى وما زال يعاني إلى الآن من عملية السفر وتكدس أعداد الراغبين في السفر ومعاناة المرضى والأطفال وأصحاب الإقامات، لكن نأمل أن تصبح الأمور طبيعية وأفضل من السابق".

وكان يغادر القطاع المحاصر عبر معبر رفح يومياً (400) مسافر فقط، وهو ما رفضه الفلسطينيون، ويطالبون بزيادته إلى أضعاف للتخفيف من أزمة السفر, خاصة أصحاب الإقامات وحملة الجوازات الأجنبية والمرضى والحالات الإنسانية والطلبة.

وأشار الثمانيني مطر إلى أن الفلسطينيين في غزة يعانون أزمة إنسانية متواصلة جراء بقاء الوضع في حركة السفر عبر معبر رفح على ما هو عليه دون تطبيق الجانب المصري التسهيلات التي وعد بها.

وقد يضطر بعض المواطنين إلى تلعودة  دون التمكن من السفر نتيجة الأعداد الكبيرة من المسافرين وإدخال الجانب المصري لعدد محدد منهم .

حالاتٌ إنسانية

وفي هذا يقول المهندس حاتم أبو حميدة من سكان بيت لاهيا ويقيم في ألمانيا "في مرات سابقة قدمت وأسرتي لصالة أبو يوسف النجار واضطررنا للعودة مرة ومرتين وهذه هي المرة الثالثة ".

ويضيف أبو حميدة "يجب ألا يتم إعاقة المسافرين لما لبعضهم من احتياجات وحالات إنسانية وأخرى مرضية وطلبة وأصحاب إقامات قد تنتهي في حال تأخر المسافر عن الموعد المقرر له".

وتتمنى زوجته العودة لغزة في رحلات السفر المقبلة وقد تحسنت آلية السفر وأزيلت العقبات الموضوعة أمام المسافرين.

وتترقب الطفلة ريجينا أبو حميدة على أحر من الجمر موعد بداية العام الدراسي الجديد لها في ألمانيا، وتتمنى تحسن أمور السفر في قطاع غزة حال عودتها في رحلة سفر مقبلة مع أسرتها.

فيما يقول المسافر عدنان العواودة (52عاماً) "نأمل حدوث إجراءات أفضل خاصة من الجانب المصري ونأمل أن يفتح معبر رفح 24 ساعة وليس كما هو حالياً".

وأشاد العواودة بالنظام والترتيب القائم في كشوفات السفر اليومية بدءً بمكاتب التسجيل التابعة لوزارة الداخلية ومروراً بصالة الانتظار في أبو يوسف النجار وانتهاءً بالمرور عبر معبر رفح، لكنه طالب السلطات المصرية بتنفيذ الوعود التي قطعتها على نفسها بعد انتهاء الثورة.

وأثمرت الجهود الحثيثة المتواصلة التي تبذلها وزارة الداخلية عن تقليص الفجوة في كشوفات السفر حيث كان في الماضي يسافر المواطن بعد أسبوع وأكثر عن يوم تسجيله أما اليوم فأصبح سفر كل مواطن حسب تسجيله في كشفه.

المرحلة المقبلة

بدوره، قال الأستاذ إسماعيل أبو الجبين مدير مكتب السفر في وزارة الداخلية إن أزمة السفر انتهت بنسبة 80%".

وأضاف في حديث لموقع الداخلية "ابتداءً من يوم الخميس سيتم سفر كل مواطن في اليوم الذي سجل فيه – حسب كشفه -"، مشيراً إلى أن آلية السفر في المرحلة المقبلة ستتحقق لكافة الفئات المخصصة سابقاً كالمرضى والطلبة وأصحاب الإقامات وحالياً كالتأشيرات والزيارات وحملة التقارير الطبية.

من جانبه، كشف المقدم أيوب أبو شعر مدير شرطة معبر رفح البري النقاب عن أن 20 ألف مواطن ينتظرون حالياً دورهم للسفر، آملاً انتهاء أزمتهم في الفترة القريبة المقبلة.

وأشار في تصريح متلفز لقناة "الجزيرة مباشر" إلى أن وزارة الداخلية تتبع آلية معينة في وقت الأزمات تتضمن عدة خطوات منها، أن يتم تواجد المسافرين المسجلين في كشوفات وزارة الداخلية في صالة أبو يوسف النجار بخان يونس في الصباح الباكر ومن ثم إرسالهم إلى معبر رفح البري"، منوهاً إلى أن تلك الخطوة تأتي من أجل تنظيم حركة السفر والحد من مشكلة تكدس المواطنين في المعبر.

وأردف قائلاً: "عندما تصل الحافلات إلى الجانب المصري يتم التعامل معها مباشرة"، مطالباً السلطات المصرية بالمزيد من التسهيلات من خلال فتح المعبر بشكل كامل وزيادة ساعات العمل لاستيعاب أكبر عدد من المسافرين.

وأضاف: "نقدر ظروف مصر الشقيقة الاستثنائية لكننا نطالب بزيادة الطواقم الفنية العاملة لتسهيل عملية السفر ولاستيعاب أكبر عدد من المسافرين، وحتى يتم فتح المعبر لمدة أطول".

وتعمل الوزارة بكل جد واجتهاد من أجل التخفيف من معاناة المواطنين المسافرين وتذليل كافة العقبات لسفر المزيد منهم كل حسب موعد تسجيله في الكشوفات اليومية.