خبر خطبة الحقيقة لنتنياهو- هآرتس

الساعة 09:48 ص|19 سبتمبر 2011

خطبة الحقيقة لنتنياهو- هآرتس

بقلم: عكيفا الدار

(المضمون: يتهم الكاتب بنيامين نتنياهو بأنه السبب الرئيس لتعويق المفاوضات مع الفلسطينيين بشروطه التي يعلم انه لا يوجد من يقبلها في الجانب الفلسطيني - المصدر).

        وعد رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بأنه "سيقول الحقيقة" في خطبته في الجمعية العامة في الامم المتحدة في يوم الجمعة. وليس هذا أمرا قليل الشأن حينما يكون الحديث عن سياسي اختلق لقاءا مع جنود بريطانيين تم قبل ان يولد هو نفسه. وليس هذا مفهوما من تلقاء نفسه ممن ضم رحبعام زئيفي الى حكومته بعد وفاته.

        ان احدى المرات النادرة التي قال فيها نتنياهو الحقيقة كانت حينما اعترف بأنه ضلل (ايضا) زوجته الثالثة. وقد فعل ذلك آنذاك ايضا خشية نشر شريط مسجل كشف عن علاقة عاطفية خارج الزواج. فقد تعلم بيبي بعد الفعل ان قول الحقيقة لم يكن له داع لأن الشريط المسجل لم يكن سوى اشاعة. ان السطور التالية تحاول ان تصوغ حقيقة بيبي قُبيل خطبة حياته.

        "جئت الى هذه القاعة التي أعلنت فيها أمم العالم قبل 64 سنة انشاء دولة يهودية، برغم ان للعرب هنا أكثرية آلية. اجل أعلم انه ليس لهذا معنى كبير وأننا نملك فيتو آليا من الولايات المتحدة في مجلس الامن وأهم من هذا أننا نملك أكثرية آلية في مجلس النواب الامريكي وأن جماعة ضغطنا، الايباك، تمسك بالرئيس براك اوباما من مكان حساس. ولكن كيف تمكن الموازنة أصلا بين اكثرية آلية على اسرائيل وأكثرية آلية معها؟ اذا كنت قد أتعبت سارة بالحضور الى نيويورك فسأعرض عليكم حقيقتي المتعلقة بطلب الفلسطينيين ان تعترفوا بدولة لهم في حدود 1967، عاصمتها القدس الشرقية.

        "لا أفهم لماذا يكتفون بدولة واحدة. فأنا مستعد أن أعرض عليهم اربع دول على الأقل: واحدة في غزة والثانية جيب في منطقة نابلس – بل يمكن ان تكون مع نفق الى طولكرم – والثالثة في ظاهر رام الله والرابعة في جبل الخليل من غير باروخ مارزيل ومغارة الماكفيلا بالطبع.

        "تستطيعون ان تعرفوا حقيقتي المتعلقة بغور الاردن من تسجيل لقاء مع مستوطنين في عوفره قبل عشر سنين. قلت لهم انه في جولتي الاولى بصفتي رئيس الحكومة تلقيت من الامريكيين وعدا بأنني أنا الذي سأخط حدود "مواقع عسكرية محددة" في المناطق ستظل في يد اسرائيل بحسب اتفاقات اوسلو. وقلت للمستوطنين انني أرى غور الاردن كله منطقة عسكرية وافتخرت بأنني "أوقفت منذ تلك اللحظة اتفاقات اوسلو". وقلت في خطبتي في جامعة بار ايلان انني اؤيد حل دولتين. وكان ذلك بعد وقت قصير من خطبة براك حسين اوباما في القاهرة، حينما خشيت أن يكشف حيلتي وأن يمضي حتى النهاية مع اصدقائه المسلمين.

        "أنا أدرك أنني اذا استمريت في اضاعة وقتي بنشر صور رجولية لوسائل الاعلام فلن يستطيع حتى غيلين باك، اذا انتخب رئيسا للولايات المتحدة، ان يضمن ألا تصبح دولة اسرائيل مُقصاة مثل نظام الفصل العنصري في جنوب افريقيا، فلهذا يجب علي أن أطرح الكرة في الملعب الفلسطيني. وبرغم الثمن السياسي الذي سأدفعه عن ذلك والوجبة التي تنتظرني في بيت أبي، سأكشف لكم اليوم لاول مرة عن اشياء لم تكن معلومة حتى الآن: فقد عبرت أمام اوباما عن استعدادي للانسحاب من أكثر من 95 في المائة من اراضي الضفة الغربية واجراء تفاوض في تبادل اراض. ولكن لا يجب التأثر أكثر من اللازم. لأنني أعقت هذا الاقتراح الثوري بشرطين: الاول موافقة الفلسطينيين الصريحة على ان تكون نتيجة التفاوض اتفاق سلام بين دولة الشعب الفلسطيني ودولة الشعب اليهودي القومية. والثاني تفاهم مسبق على ان يكون الاتفاق على انشاء دولة فلسطينية انهاءا للصراع دون ان نسمع بعد ذلك عن اعادة اللاجئين. وأنا أرى هذين الشرطين بمثابة يُقتل ولا يمر.

        "أنا أعلم ان أبو مازن يرى قبول هذين الشرطين انتحارا. لا يستطيع أي زعيم فلسطيني أن يُبيح لنفسه أن يتنازل سلفا عن حق العودة وأن يتنكر لمواطني اسرائيل الفلسطينيين ولا سيما في الوقت الذي نُسكن فيه يهودا في كل ثقب في الضفة وشرقي القدس. والحقيقة ان هذا هو السبب الذي من اجله أوجدت هذين الشرطين. فمن الواضح لي أن الساسة عند العرب كما هي الحال عندنا بالضبط مستعدون لأن يُقتلوا ويقتلوا من اجل تقديس اسم دولتهم. الى اللقاء في متساده".