خبر كيف استعدت إسرائيل لمواجهة الغضب الفلسطيني ؟

الساعة 05:43 ص|19 سبتمبر 2011

كيف استعدت إسرائيل لمواجهة الغضب الفلسطيني ؟

فلسطين اليوم-الأهرام المصرية-كتب - ‏عادل شهبون:

مع اقتراب انعقاد الدورة‏66‏ للجمعية العامة للأمم المتحدة في الثالث والعشرين من الشهر الجاري يستعد الفلسطينيون للتوجه إلي هناك للاعتراف بدولتهم المستقلة علي حدود الرابع من يونيو‏1967‏ كدولة كاملة العضوية اسوة ب‏193‏ دولة بالعالم وتكون القدس الشرقية عاصمة لها‏.

  وتحسبا للمظاهرات المتوقعة انطلاقها بعد اعلان السلطة الفلسطينية عن قيام الدولة الفلسطينية بدأت أجهزة الأمن الإسرائيلية منذ عدة أشهر وبالتحديد في شهر يونيوالماضي التدريب سرا علي فض المظاهرات والاحتجاجات المتوقعة, ففي الرابع عشر من يونيو بدأت التدريبات في غابة مسماة حديد بالقرب من غابة بن شيمين وشارك في هذه التدريبات المئات من عناصر الشرطة وحرس الحدود والقوات الخاصة وتدرب هؤلاء علي عدة سيناريوهات محتملة عن احتجاجات للفلسطينيين في الضفة الغربية والقري التي يقيم بها عرب إسرائيل, هذه التدريبات واسعة النطاق حضرها فريق من الصحفيين لكنه اضطر لمغادرة المكان بعد اعتراض قادة التدريب علي وجودهم.. وقطاع المنطقة المركزية للشرطة الإسرائيلية هوالأول الذي بدأ هذه التدريبات الكبيرة وتبعته كافة القطاعات في كل المدن, وعملية التدريبات هذه اطلق عليها اسم نقطة التحول5 وتتم بمشاركة الجيش وكافة الأجهزة الأمنية والعسكرية, والسيناريوهات التي تتدرب عليها قوات الشرطة والجيش في إسرائيل وضعت علي ضوء الأحداث التي شهدتها الحدود الإسرائيلية مع سوريا ولبنان منذ عدة أشهر والتي حاول فيها الالاف اقتحام المناطق الحدودية.. ويعتقد قادة الشرطة في إسرائيل ان المظاهرات القادمة ستتسم بالعنف الشديد وأن تتخذ نفس طابع المظاهرات التي وقعت علي الحدود الشمالية, وطبقا لتقارير أجهزة المخابرات الإسرائيلية فإن المظاهرات والاحتجاجات ستبدأ أولا في الضفة الغربية, والسيناريو الأساسي الذي تتدرب عليه عناصر الأمن الإسرائيلية هواقتحام آلاف الفلسطينيين للحواجز الأمنية في عمق الضفة الغربية وعلي طول الجدار العازل ومحاولة الدخول لإسرائيل بالقوة, وفي المرحلة الأولي من المواجهات المتوقعة من المحتمل أن يكون الجيش هو القوة الأولي التي ستتعامل مع المتظاهرين لمنعهم من دخول إسرائيل تليه قوات الشرطة التي اكتسبت خبرة في التعامل مع الفلسطينيين الذين حاولوا دخول منطقة مجدال شمس من قبل والسيناريو الأخطر من وجهة نظر الشرطة هو تدفق الفلسطينيين بأعداد كبيرة علي إحدي المستوطنات القريبة من الجدار العازل..

سيناريو آخر وضعته أجهزة الأمن الإسرائيلية في الاعتبار وهواندلاع موجة احتجاجات عنيفة من جانب عرب إسرائيل خاصة في مناطق كفر قاسم والطيبة والطيرة وقلقيلية وهذه المناطق تتبع القطاع المركزي للشرطة والذي كان أول من بدأ التدريبات, وتأتي استعدادات الشرطة الإسرائيلية لاحتجاجات عرب إسرائيل رغم أنه ليس لديها معلومات مخابراتية تقول أن لدي سكان المناطق سالفة الذكر نية للمشاركة في أية مظاهرات, وتقول قيادات شرطية أنه إذا خرج عرب إسرائيل في مظاهرات فإن ذلك سيكون بشكل عفوي ودون ترتيب أوتنظيم مسبق.. وتقديرات الاجهزة الأمنية الإسرائيلية أن هؤلاء المتظاهرين سيتسببون في إغلاق المحاور المرورية الأساسية ومنها طريق6 وطريق44 وفي اجتماع أمني تم في مدينة إيلات تطرق قائد عام الشرطة الإسرائيلية يوحانان دانينو لسيناريو محاولة اختراق الحدود والدعوات عبر الانترنت وعن طريق شبكات التواصل الاجتماعي وكيفية الاستعداد لمثل هذه الامور.

وتعتمد خطة عمل الشرطة الإسرائيلية علي إبقاء عدد قليل من القوات في مراكز الشرطة المختلفة( حوالي عشرة عناصر في كل مركز شرطة) لادارة الامورالطارئة أوالعاجلة للمواطنين أما باقي القوات فتشارك في مواجهة المظاهرات والاحتجاجات, وفي حالة اتساع نطاق المواجهات تضطر باقي الوحدات لترك المهام المنوطة بها في الأوقات العادية لتنضم لفرق مواجهة الاحتجاجات وإضافة للشرطة وحرس الحدود تشارك أيضا وحدة الكلاب البوليسية والقوات الخاصة التي تتدرب علي احتمالات مشاركة بعض المسلحين في المظاهرات أوحدوث حالات اختطاف الرهائن. ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو كما كشفت مصادر سياسية في إسرائيل يخشي هوالآخر من اندلاع انتفاضة ثالثة بالتزامن مع إعلان الدولة الفلسطينية, وكانت صحيفة يديعوت أحرونوت قد كشفت عن أن نتانياهو يخشي من اندلاع مواجهات في الأراضي الفلسطينية المحتلة ينضم إليها عرب إسرائيل كما حدث في الانتفاضة الثانية التي اندلعت في اكتوبر من عام2000.