خبر د.أيوب عثمان يكتب..عم، وعمن، ولمن، تعتذر... يا رئيس الجامعة ؟!

الساعة 12:02 م|18 سبتمبر 2011

د.أيوب عثمان يكتب..عم، وعمن، ولمن، تعتذر... يا رئيس الجامعة ؟!

بقلم: الدكتور/ أيوب عثمان

كاتب وأكاديمي فلسطيني

أستاذ  الأدب الإنجليزي والنقد المساعد

عضو مجلس نقابة العاملين- جامعة الأزهر بغزة.

  لا يختلف عاقلان على أن الاعتذار الحقيقي عن خطأ أو خطيئة إنما يصدر عن الأقوياء لا الضعفاء. فالاعتذار من شيم الكبار والأخيار، ومن شجاعة الأقوياء والأوفياء. ولأن المرء حينما يعتذر، فإنما يزداد على قوته قوة وعلى كبره كبرا.

لكن الاعتذار له أسس وأصول: أول هذه الأسس والأصول أن يكون مقدم الاعتذار قد ارتكب خطأ أو أخطاء، جريمة أو جرائم يرقى الاعتذار بكلماته وأسلوبياته إلى مستواها، فضلا عن أن من أسس الاعتذار وأصوله أن يكون المعتذر عارفاً ومبيناً لماذا يعتذر وعمن يعتذر ولمن يعتذر، لا سيما حينما يقدم اعتذاره على الملأ فينشره على موقع الجامعة الالكتروني المنفتح على الدنيا بأسرها، والذي يطلع عليه الملايين.

إن من أسس الاعتذار وأصوله أيضاً أن يكون المعتَذر لهم على علم ودراية بما يجري الاعتذار عنه، كما أن المعتذر القوي الذي يعتذر عن قناعة يملك قوة أكبر يستطيع من خلالها أن يعترف بما ارتكب من خطأ أو أخطاء حتى لأولئك الذين لا علم لهم ولا دراية لديهم بما اقترف من أخطاء. وعليه فإننا نرجو من رئيس الجامعة ألا يترك الناس-في حيص بيص-وهم يتساءلون: ما الأمر؟! عن أي شيء أو أشياء يعتذر رئيس الجامعة؟! هل ارتكب رئيس الجامعة إثماً أو آثاماً في حق الجامعة تجعله يعتذر على هذا النحو الذي يلفعه غموض يحتاج إلى جهد كبير لكشفه وفهمه. بعض الناس يقولون: إن رئيس الجامعة يعتذر بعد أن أدرك أنه ذاهب، وإن كان هو باق باق!! وبعضهم يقول: رئيس الجامعة يعتذر على هذا النحو عن شيء خطير ما، ويسعى هو إلى أن يسدل الستار عليه فلا يسائله بعد اعتذاره العلني الالكتروني أحد. أما بعضهم فيقول: إن رئيس الجامعة يعتذر نيابة عن البعض ممن لم يستجيبوا له حينما طلب منهم الاعتذار عن فعل ما كان لهم أن يفعلوه. ويقول البعض: إن رئيس الجامعة ربما استدرك بعد مطالبة نقابة العاملين بإعفاء النائب الإداري والمالي أن الأمور قد ازداد انفلاتها، فمارس ضغطاً هنا وضغطاً هناك، ولما لم يفلح مع هذا ولا مع ذاك، أراد الاعتذار عن هذا وذاك. غير أن بعض الناس يقول: إن رئيس الجامعة بعد أن صدمه مقال بعنوان: لا... يا نقابة العاملين... لا: وأين رئيس الجامعة ومجلسها؟! اتضح له منه أنه المسؤول الأول والأخير عما يجري في الجامعة من خراب وتخريب، فربما يكون حينها قد عقد النية على أن يكون رئيساً للجامعة مبنىً ومعنىً... ربما يكون قد عقد النية على أن يصبح رئيس جامعة ذا عزم... وذا حزم... وذا حسم، فأراد أن يقدم لعزمه وحزمه وحسمه باعتذار يليق بما عقد النية عليه من عزم وحزم وحسم!!!

أما آخر الكلام، فإذا عقد رئيس الجامعة، الآن، نيته على أن يكون أكثر قوة، وأقوى عزماً، وأكثر حزماً وحسماً، فليبدأ إذن بنفسه، وليجب عن تساؤلاتنا: عم يعتذر، وعمن يعتذر، ولمن يعتذر، دون أن ينسى أو يتناسى قول الحكيم: "افضح الشرع يسترك".