خبر باراك: الأنا أم العقل -هآرتس

الساعة 08:21 ص|18 سبتمبر 2011

باراك: الأنا أم العقل -هآرتس

بقلم: أمير أورن

(المضمون: بدل ان يحاول اهود باراك الضغط على نتنياهو بربطه بمسيرة سياسية تمنع الكارثة يخصص جهده وطاقته لمسائل ثانوية فرعية في داخل اسرائيل - المصدر).

        في مساء تذكر سنة على موت الجنرال اسرائيل طال، في يوم الخميس الماضي في اللطرون، ذكر صديق مقرب من طال، هو الأديب عاموس عوز، ميله الى تربية ناس من رجالات الجيش والدولة – قادة ووزراء ورؤساء حكومات. "لم ينجح كثيرا مع رؤساء حكومات"، قال عوز في وخزة واضحة صوب الخطيب المركزي في ذلك المساء، ممن رباهم طال، أعني اهود باراك. ذكر شمعون بيرس عوز وباراك قبل عشرين سنة بأنهما وريثاه المحتملان في قيادة حزب العمل، ولا يعني هذا أن بيرس قد قصد آنذاك أو منذ ذلك الحين أن يستقيل ذات مرة. واليوم أصبح الرئيس بيرس صاحب التأثير العام لكنه بلا قوة سياسية، وأصبح باراك شيخ القبيلة السياسي – الامني. إن سنيه الخمس والنصف باعتباره وزير دفاع، تجعله في المكان الرابع في قائمة الممسكين بحقيبة الامن بعد دافيد بن غوريون (14 سنة)، واسحق رابين (9 سنوات) وموشيه ديان (7 سنوات). بيد أن باراك لا يستغل بقايا قوته التي أخذت تخفت لصوغ ايجابي لمستقبل اسرائيل. وبنيامين نتنياهو يُقدر باراك لكنه يخشى افيغدور ليبرمان. والخوف عند نتنياهو هو أقرب المستشارين.

        نجح نتنياهو في أن يخسر من اسرائيل، مصر والاردن، وقررت تركيا هي نفسها ان تخسر اسرائيل. وواشنطن ضده. إن رحلته الى نيويورك توميء الى تسليم لاخفاق سياسته الفلسطينية ومع اقتراب موعد انتخابات الكنيست – من كنتنياهو الذي كان السفير الى الامم المتحدة في الثمانينيات، يعلم انه لن يُغير أي كلام فصيح في قاعة الجمعية العامة أوامر التصويت التي تلقتها الوفود من العواصم. سيخطب نتنياهو كما حدث في مجلس النواب الامريكي لجمهوره المنزلي في الأساس. لتذهب السياسة الى الجحيم ولتحيا السياسة الداخلية.

        إن تقرير مراقب الدولة عن اجراء تعيين رئيس الاركان العشرين في الجيش الاسرائيلي قد يعرض أداء باراك في القضية في ضوء اشكالي، حينما جعل نفسه مصنفا للمرشحين، حينما كان متمسكا – دون فحص كاف وبصورة فاشلة بسبب ذلك – بتعيين اللواء يوآف غالنت. وهذا أحد اسباب جهود باراك لصرف الانتباه – انتباه الجمهور وانتباه المراقب ميخا لندنشتراوس – الى جهة غابي اشكنازي في القضية الثانوية التي هي فرع من شأن تعيين رئيس الاركان، قضية بوعز هرباز. فقد حاول معسكر باراك بعمل مكشوف في الاسابيع الاخيرة أن يجعل "قضية هرباز" هي "قضية هرباز – اشكنازي"، وأن يجعلها في المرحلة التالية "قضية اشكنازي – هرباز" وبعد لحظة ستحمل القضية اسم اشكنازي وحده.

        والى المسودات التي أخذت تُكتب في مكتب المراقب، تجري المعركة في ميدانين قضائيين – الاتصالات من اجل تسوية قضائية بين نيابة الدولة وهرباز، ودعوى التشهير التي قدمها متحدث الجيش الاسرائيلي السابق آفي بنياهو على مكتب النشر مكّان – اريكسون، الذي يرفض ان يكشف عن هوية الموقعين على اعلان مضاد للمستشار القانوني للحكومة يهودا فنشتاين ولندنشتراوس واشكنازي وبنياهو.

        إن باراك الذي لم تحقق معه الشرطة ألبتة في قضية هرباز (ولهذا لا يستطيع، بخلاف اشكنازي، أن يزعم ان روايته قد حُقق فيها)، يسلك في هذا الشأن في حماسة غريزية لوحظت عنده في الماضي مرة واحدة، في قضية سالم ب. ويغضبه الامكان الذي هو تآمري أكثر من كونه حقيقيا، أن يكون الجنود الأفظاظ من غولاني قد افتروا على سادة احكام الامور في دورية هيئة القيادة العامة. وبدل ان يدع اشكنازي يبرد في هدوء، يعيده الى الوعي العام.

        وبدل ان يوجه طاقته ليربط نتنياهو بمسيرة سياسية تمنع كارثة، يحارب وزارة المالية من اجل ميزانية الامن بلغة عدائية، تشبه تلك التي وجهها الى اشكنازي. لو سأل في الشعب الصحيحة في هيئة القيادة العامة لعرف كيف يوفر ثلاثة مليارات شاقل أو اربعة كل سنة، في مواد البناء خاصة.

        في فترة مجد هنري كيسنجر في ادارتي نيكسون وفورد قال واحد من مساعديه ان أكبر كنز لامريكا هو عقل كيسنجر. وان أكبر عبء على امريكا هو "أنا" كيسنجر. قد يكون الامر متأخرا جدا، لكن اذا لم يسمح باراك آخر الامر لعقله بأن يغلب أناه، فسيكون إثمه في الوضع السياسي والامني مساويا لإثم نتنياهو.