خبر نشاط الأنفاق بين مد وجزر ومالكوها يخشون إغلاقها

الساعة 07:15 ص|17 سبتمبر 2011

 

نشاط الأنفاق بين مد وجزر ومالكوها يخشون إغلاقها

فلسطين اليوم-غزة

شهد نشاط أنفاق التهريب تذبذبا واضحا بعد الحملة المصرية وإغلاق وتدمير عدد من الأنفاق جنوب محافظة رفح.

يشار إلى أن أنفاقا كثيرة متوقفة عن العمل، في حين اقتصرت أخرى فترات العمل على ساعات الليل خوفا من اكتشافها وتدميرها من قبل السلطات المصرية.

وتثير الجرافات والحفارات المصرية التي ما زال بعضها متمركزا قرب المنطقة الحدودية، مخاوف وقلق عمال ومالكي الأنفاق، تحسبا من تجدد الحملة وإغلاق المزيد منها.

ويشير أحمد طافش الذي يعمل في نفق قرب حي البرازيل إلى أن أنفاقا كثيرة لم تستأنف نشاطها بعد توقف الحملة المصرية منذ نحو أسبوع، في انتظار ما ستؤول إليه الأوضاع مع تردد شائعات حول إمكانية تجدد الحملة في أي وقت.

وأوضح أن العمليات الأمنية المتواصلة للجيش المصري في مدن شبه جيرة سيناء تؤثر بشكل سلبي على حركة تدفق البضائع باتجاه المنطقة الحدودية.

وأشار طافش إلى أن عودة الأمور إلى سابق عهدها مرتبطة بتراجع الجرافات والآليات المصرية من المنطقة الحدودية وتخفيف الحواجز الأمنية المنتشرة في سيناء، متحدثا عن قيام السلطات المصرية بضبط كميات من البضائع خلال اليومين الماضيين، خاصة مواد البناء.

وبين أن الأوضاع الحالية أضرت بالكثير من العمال، وحرمت بعضهم من العمل الذي يعتاشون من ورائه.

ويرى المواطن "أبو إبراهيم" الذي يعمل في مجال الأنفاق، أن حالة التراجع التي شهدها عمل الأنفاق لها علاقة أيضا بحالة التشبع التي يعاني منها القطاع، خاصة في البضائع التي يتم تهريبها عبر الأنفاق كالأسمنت ومواد البناء الأخرى.

وأوضح أن مخازن التجار باتت مكدسة بالبضائع علاوة على التراجع في عمليات البناء مقارنة بالفترة السابقة.

وبين "أبو إبراهيم" أن نشاط الأنفاق يزداد في فترات ومواسم معينة، مبينا أنها تستعد الآن لموسم عيد الأضحى، وتهريب الماشية بمختلف أنواعها.

وأشار إلى أن الحملة المصرية الأخيرة لم تؤثر جديا على عمل الأنفاق، خاصة أن الأنفاق التي أغلقت قليلة، لكن المخاوف من تجددها بقوة أكبر ما زالت قائمة.

واشتكى العديد من العمال من تراجع عمل الأنفاق، موضحين أن مشغليهم سرّحوهم، بينما طلب آخرون من العمال البقاء في حالة انتظار ليعودوا إلى عملهم فور تحسن الأوضاع.

ويؤكد الشاب صلاح عبد الهادي، وكان يعمل في نفق قرب بوابة صلاح الدين، أنه توقف عن العمل بعد أن قرر مشغله تجميد العمل في النفق إلى حين تحسن الأوضاع.

وبين عبد الهادي أنه يذهب إلى منطقة الأنفاق، ويجلس في مكان مخصص لانتظار العمل، عله يحظى بفرصة عمل ولو قصيرة كرفع أو إنزال الأسمنت من وإلى الشاحنات.

وأوضح أنه ينتظر موسم قطف الزيتون ونضوج الحمضيات وعيد الأضحى، على أمل أن تجدد الأنفاق نشاطها وتهرب هذه السلع كما يحدث كل عام في شهري تشرين الأول والثاني.

يذكر أن منطقة الشريط الحدودي الواقعة إلى الجنوب من محافظة رفح والبالغ طولها حوالي 13 كيلومترا، تعد مسرحا لأنفاق التهريب التي تربط قطاع غزة بالأراضي المصرية.

ومر العمل في الأنفاق خلال السنوات الماضية بفترات مد وجذر، فكانت فترات ذهبية للأنفاق قبل الاعتداء الإسرائيلي على أسطول الحرية إذ كانت تدخل معظم السلع والحاجيات الأساسية لسكان القطاع.

وبدأ هذا الدور بالتراجع تدريجيا بعد الضغوط الدولية التي مورست على إسرائيل عقب مهاجمتها قافلة سفن لمتضامنين أجانب وأتراك وقتل عدد منهم، ما اضطرها لتخفيف الحصار وإدخال أنواع جديدة من السلع للقطاع ما تسبب في تراجع عمل الأنفاق.