خبر محللون: حماس تراهن على فشل عباس مع احتفاظها بهامش للمناورة اذا نجح

الساعة 06:50 ص|17 سبتمبر 2011

محللون: حماس تراهن على فشل عباس مع احتفاظها بهامش للمناورة اذا نجح

فلسطين اليوم-وكالات

يرى محللون ان حركة حماس تراهن على فشل الرئيس الفلسطيني في طلب عضوية دولة فلسطين في الامم المتحدة، لكنها تتجنب حتى الآن اعلان موقف واضح حيال هذه الخطوة كي تحتفظ لنفسها بهامش مناورة في حال نجاحها.

وقال المحلل السياسي مخيمر ابو سعدة ان حماس 'تراهن على فشل ابو مازن في الامم المتحدة لانه سيحسب لها كنقطة ايجابية، وهي معنية بفشله وتقصير مدة حكمه في السلطة' الفلسطينية.

واوضح المحلل اكرم عطالله انه 'اذا فشل ابو مازن فستكون حماس اقوى بما لا يقارن لان هذه اخر ورقة في يد ابو مازن وستسدل الستارة على مشروع المفاوضات وستسلم الراية لمشروع حماس'.

ومنذ اعلان الرئيس الفلسطيني محمود عباس نيته التوجه الى الامم المتحدة في ايلول (سبتمبر) الحالي، تتجنب حماس اعلان موقف صريح لجهة تأييد هذا التوجه او معارضته.

واكتفى اسماعيل رضوان القيادي في الحركة بالقول لفرانس برس ان 'هذه خطوة انفرادية وهناك العديد من المخاطر المترتبة عليها. كان اولى ان يكون هناك توافق على استراتيحية وطنية موحدة بدلا من الانفاد بالقرار الفلسطيني'.

اما سامي ابو زهري المتحدث باسم الحركة فاعتبر ان 'هذه الخطوة شكلية لن تبنى عليها اي جدوى حقيقية، عدا عن النقاط القانونية التي قد تشكل مساسا بحق العودة وغيره من الحقوق الوطنية'. لكنه تدارك 'في الوقت نفسه نحن لا نقلل من اهمية موقف الدول والاطراف التي تحدت اللوبي الصهيوني والضغط الاميركي دعما للقضية الفلسطينية، الا ان المهم ان هذه الخطوة ليس متوافقا عليها فلسطينيا'.

وراى ابو سعدة وعطالله ان حماس تهدف من هذا التحفظ الى ترك هامش للمناورة لتحقيق مكاسب سياسية محتملة لها في حال نجاح عباس في الحصول على دولة كاملة العضوية في الامم المتحدة.

وفي هذا الصدد قال عطالله ان 'حماس ستكسب بكل الظروف من خطوة ايلول (سبتمبر) وهذا ما يفسر صمتها تجاه هذه الخطوة، فاذا فشل ابو مازن سيكون هذا دعما لبرنامجها السياسي (المقاومة) واذا نجح ستشاركه في حصاد هذه الخطوة'.

واضاف 'حماس جزء من النظام السياسي الفلسطيني، فاذا حصل ابو مازن على دولة يصبح هذا النظام قائدا لتلك الدولة ومن ضمنه حركة حماس وهذا بحد ذاته مكسب سياسي لحماس وشرعية لها بعد اتمام المصالحة الفلسطينية' بينها وبين فتح.

وفي ايار (مايو) الماضي وقعت حماس وفتح اتفاق مصالحة في القاهرة انهى اربعة اعوام من الانقسام والقطيعة بين الجانبين على ان يفضي الى تشكيل حكومة وحدة وطنية والاعداد لانتخابات تشريعية ورئاسية خلال عام، الا ان هذا الاتفاق لم يطبق بعد.

وتابع عطالله 'حماس ستستفيد من هذه الخطوة ايضا من خلال شرعنة المقاومة بحيث ستصبح المقاومة داخل حدود الدولة المفترضة (1967)، اي مقاومة شرعية ومحمية بالقانون الدولي لأنها داخل دولة محتلة'.

وقال ابو سعدة وهو استاذ في العلوم السياسية 'اذا نجحت الخطوة في الامم المتحدة وحصل الشعب الفلسطيني على الاعتراف الدولي، فان المكسب الذي ستحققه حماس يكمن في انها نجحت في الحصول على دولة مستقلة ومعترف بها دوليا بدون ان تبذل اي جهد'. بدوره، رأى المحلل السياسي طلال عوكل ان نجاح عباس في الامم المتحدة 'سيؤثر بشكل ايجابي على حماس التي تسير نحو الاعتدال العام، وسيجعلها اكثر مرونة مع الوضع وستكون مستفيدة من هذا الانجاز في حال تحقق'.

ولكن رغم هذه المكاسب السياسية المحتملة التي قد تحصدها حماس ، اجمع المحللون على انها 'ستتضرر' في الوقت نفسه على الصعيد الشعبي مقابل ارتفاع رصيد عباس اذا نجح في الحصول على دولة.

وفي هذا السياق، اعتبر عطالله ان نجاح عباس في الامم المتحدة سيشكل 'خسارة لحماس باعتبار ان مشروع السلطة تقدم اكثر من مشروعها كونه حصل على دولة واعتراف دولي بينما حصلت هي على حصار'.

وقال عوكل 'اذا نجح ابو مازن فذلك سيعزز موقفه شعبيا ما قد يدفع حماس لتقديم تنازلات على الصعيد الداخلي الفلسطيني'.

وعزا ابو سعدة احجام حماس عن اعلان موقف واضح الى كونها 'محرجة، فالعالم كله يقف معنا ولن تستطيع هي ان تقف في وجه الحلم الفلسطيني بالحصول على دولة ولا تستطيع ايضا ان تؤيده لانها لا تؤمن بالعمل السياسي وبالمفاوضات'.

من جانبه، اورد المحلل السياسي مصطفى الصواف ان 'حماس ما زال يراودها شك كبير في نية عباس التوجه إلى الأمم المتحدة، وترى أن قرار عباس قابل للمساومة وأن هناك إمكانية كبيرة ليتراجع في اللحظة الأخيرة'.

واضاف في مقال بعنوان 'حماس والموقف من سبتمبر' نشر الاثنين في صحيفة فلسطين القريبة من حماس والتي تصدر في غزة ان 'حماس لا تريد أن تدخل في سجال إعلامي مع حركة فتح والمنظمة قبل أن يتوجه عباس إلى الأمم المتحدة بشكل رسمي'.

وتابع 'وعليه، نؤكد ان حماس ليست عاجزة عن تحديد موقفها من سبتمبر ولكن الشكوك تساورها في نية عباس التوجه إلى الأمم المتحدة، وعندما يتم ذلك بالفعل سنجد حماس فورا تخرج وتعلن موقفها بكل جرأة وصراحة ودون مواربة أو تدليس'.