خبر غزة: « أبو جلمبو » يغزو الشواطئ وينقذ الصيادين من معاناتهم

الساعة 08:02 ص|16 سبتمبر 2011

غزة: "أبو جلمبو" يغزو الشواطئ وينقذ الصيادين من معاناتهم

فلسطين اليوم-الأيام المحلية-كتب عيسى سعد الله

بكّر سلطعون البحر "أبو جلمبو" في غزو شواطئ قطاع غزة بكميات كبيرة غير مسبوقة، مفاجئا بذلك المعنيين ممن يبيعونه ويشترونه، الذين اعتادوا أن يتأخر موسمه عدة أسابيع.

ويعتبر أبو جلمبو من ألذ وأشهى المأكولات البحرية، خاصة الإناث التي تحتوي على كميات كبيرة من الكافيار اللذيذ والمفيد، كما يرى مئات الصيادين في حضوره المبكر رافعة تنقذهم من معاناتهم، المتمثلة في تراجع حاد في صيد الأسماك.

وساهمت جحافل أبو جلمبو الوافدة في توفير فرصة عمل لهؤلاء الصيادين الذين جهزوا شباكا خاصة على الفور يقومون بنشرها بشكل دوري في البحر.

وتعد عملية اصطياد هذا النوع من الأسماك التي يكثر في فصل الخريف عادة سهلة نسبياً مع كثافته غير المسبوقة في البحر.

وبعث وجود أبو جلمبو في البحر الارتياح في قلوب الصيادين الذين أعلن الكثير منهم إفلاسهم، بسبب تراجع الصيد ومنعهم من التوجه للصيد داخل المياه المصرية.

ويعلق الصياد خميس سعيد على التواجد الكثيف للغازي اللذيذ في البحر بالقول: إن الله بعثه لينقذ الصيادين من الفقر، وليكون مصدرا للرزق لهم، ولو كان بسيطا.

وأضاف سعيد في الخمسينيات من عمره، ويصطاد يومياً نحو عشر صناديق من أبو جلمبو زنة كل منها عشرة كيلو غرامات: إنه يصطحب الشباك إلى منزله الواقع في حي الشيخ رضوان في مدينة غزة، ويقوم بعون من أشقائه وجيرانه بتخليص أبو جلمبو العدواني من الشباك وبيعه وهو حي للزبائن.

وعزا ذلك إلى سهولة تسويقه في ظل تكدس الأسواق بآلاف الصناديق التي تأتي من الصيادين من كل مكان.

وتجتذب هذه الطريقة الكثير من الزبائن الذين ينتظرون امتلاء الصناديق لشرائها بأسعار زهيدة جدا، حيث يبلغ متوسط ثمن الصندوق نحو 30 شيكلاً فقط، إضافة إلى كون حجمه متوسطاً وكبيراً نوعاً ما، على الرغم من ظهوره المبكر.

ويعتبر الخريف والشتاء من أفضل المواسم لاصطياده، لكن الكافيار يكثر في إناث السمك في هذا الشهر والشهر القادم، كما يقول الصياد أيمن أبو صلاح، مضيفا أنه يتم في الفصلين اصطياد كميات وفيرة من السلطعون الذي تصل أسعاره إلى الحضيض. ويأمل أبو صلاح الذي يتخذ من أحد مفترقات الطرق في مخيم الشاطئ مكاناً لتخليص السلطعون من الشباك أن تتواصل غزواته لفترة طويلة.

ويواجه الصيادون صعوبة في تخليص "الجلمبو" من الشباك نظراً لطول فترة بقائه حياً وإصراره على مهاجمة للإنسان بمنقاريه.

ويلاحظ بوضوح جروح غائرة في أيدي كل من يساهم في تخليص أبو جلمبو من الشباك، حيث تشاهد الدماء تسيل في أحيان كثيرة من أيدي الصيادين بسبب خدشه الحاد.

واشتكى أبو صلاح من عدوانية أبو جلمبو، مشيراً إلى أن عملية التخليص تحتاج إلى نباهة وفطنة حتى لا يتعرض الشخص للخدش أو العض.

والسلطعون "أبو جلمبو" يسمى أيضاً بالسرطان البحري من فصيلة القشريات، ويوجد منه أنواع كثيرة، ويفضل حياة البحر ويعيش في المياه المالحة قرب الشواطئ، مدفونا في تربة القاع تحت طبقة رملية بعمق سنتيمتر على الأقل، وهو منتشر في كافة أنحاء العالم وخصوصاً في البحار.

وعكس قيام بعض الشبان الهواة بصيده ليلا بالقرب من الشاطئ بواسطة قضبان حديدية وفرة هذا النوع من الأسماك التي تتصف بالقسوة على الإنسان بسبب منقاريه الحادين ومخالبه المدببة.

ومن صفات هذا الحيوان أن له جسما دائريا مسطحا مغطى بدروع قشرية قوية، وله خمسة أزواج من الأرجل يستخدمها في السير والسباحة ومنها زوج عبارة عن ملقطين "كلابين" كبيرين يسميان "عضاعض"، يستخدمها في الأكل والصيد والدفاع عن نفسه، ويمكنه أن يحطم بها الأصداف بسهولة للحصول على ما بداخلها من الرخويات.

وتتعدد استخدامات أبو جلمبو في الأكل، حيث يمكن تناوله مسلوقا أو مشويا أو مقليا أو ضمن أطباق أخرى، ولكن يفضله سكان القطاع مشوياً على الفحم.

ويعد أبو جلمبو من الحيوانات آكلة اللحوم، ويتغذى على بقايا المواد العضوية ويأكل النباتات والكائنات الحية الدقيقة التي ليس لها أعمدة فقارية، بينما يعتبر في مراحل نموه الأولى غذاء للأسماك وقنديل البحر والجمبري "القريديس".

ويشكل تواجد أبو جلمبو بكثرة في الأسواق فرصة كبيرة وثمينة لسكان القطاع وخصوصاً الفقراء لتناوله بسعر متدن جداً، الذين يقبلون على شرائه لعجزهم عن ذلك خلال شهر الربيع أو بداية الصيف، حيث تشهد أسعاره ارتفاعاً كبيراً.

ويقول المواطن أسعد القانوع إنه يشتري الجلمبو مرتين في الأسبوع ليتسنى لأبنائه التمتع بأكله وتذوقه قبل ارتفاع الأسعار، مبيناً أنه يشتري الصندوق الواحد متوسط الحجم بنحو 25 شيكلاً.

وأعرب عن أمله في استمرار توفره كما هو عليه الآن.

وفي الكثير من الأحيان يرتفع أسعار الجلمبو بشكل كبير جداً، بسبب قيام الكثير من التجار بتهريبه إلى مصر كما حصل في بداية العام الجاري حيث وصل سعر الصندوق الواحد إلى 200 شيكل.