خبر حماد: لا يوجد تغيير في موقفنا القاضي بالتوجه للأمم المتحدة

الساعة 06:14 ص|16 سبتمبر 2011

حماد: لا يوجد تغيير في موقفنا القاضي بالتوجه للأمم المتحدة

 فلسطين اليوم-وكالات

اكد نمر حماد المستشار السياسي للرئيس الفلسطيني محمود عباس لصحيفة "القدس العربي" الخميس بأن لا تغيير على الموقف الفلسطيني القاضي بالتوجه للامم المتحدة، مشيرا الى ان الادارة الامريكية ترفض عضوية دولة فلسطين في الامم المتحدة خوفا من اقدام الفلسطينيين على ملاحقة اسرائيل على جرائمها بحقهم امام محكمة الجنايات الدولة.

واوضح حماد لـ'القدس العربي' بأن المبعوثين الامريكيين يؤكدوة بشكل دائم للقيادة الفلسطينية بأن الاعتراف بدولة فلسطين على حدود عام 1967 سيمكنها من ملاحقة اسرائيل قانونيا امام المحافل الدولة، ولمنع تلك الملاحقة لا بد من الوصول للدولة من خلال المفاوضات مع اسرائيل وعدم الذهاب للامم المتحدة لمطالبتها بالاعتراف بالعضوية الكاملة لدولة فلسطين.

واضاف حماد قائلا لـ'القدس العربي' 'الامريكيون يقولون لنا في كل مرة اذا اصبحتم دولة سترفعوا دعاوى لمحكمة الجنايات الدولية ضد اسرائيل، ونحن نرد عليهم بالقول: اذا كانت اسرائيل ترتكب جرائم سواء كنا دولة او لم نكن يجب ان تعاقب على جرائمها. واذا لم ترتكب جرائم لماذا هذا الخوف والقلق؟'.

وتابع حماد ' يبدو ان الامريكيين يرفضون عضوية دولة فلسطين في الامم المتحدة خوفا من ملاحقة اسرائيل على جرائمها امام محكمة الجنايات الدولية'.

واكد حماد اصرار عباس على التوجه للامم المتحدة لمطالبتها بالعضوية الكاملة للدولة الفلسطينية، وقال 'هذا القرار لا رجعة فيه' رغم الموقف الامريكي المعارض.

واشار حماد الى ان الذهاب الفلسطيني للامم المتحدة لا يتناقض مع التحركات الامريكية والاوروبية لاعادة الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي لطاولة المفاوضات.

وبشأن تحركات اللحظة الاخيرة التي يقوم بها الامريكيون والاوروبيون قال حماد 'هناك تحركات ومحاولات امريكية وانما لا يوجد تغيير في الموقف الفلسطيني القاضي بالتوجه للامم المتحدة لمطالبتها بالعضوية الكاملة للدولة الفلسطينية على الاراضي المحتلة عام 1967'، مضيفا 'نحن نريد قرار يعترف بدولتنا الفلسطينية على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية ثم مطالبة هذه الدولة ان تدخل في مفاوضات مباشرة مع دولة اسرائيل لحل كل قضايا النزاع بينهما'.

وشدد حماد على التوجه الفلسطيني لمجلس الامن الدولي للمطالبة بعضوية فلسطين كاملة في الامم المتحدة رغم التحركات الامريكية والاوروبية لثني الجانب الفلسطيني عن ذلك المسار واستبداله بالذهاب للمفاوضات مع اسرائيل، وقال حماد 'نحن نقول باننا لسنا ضد المفاوضات، وهذا موضوع ثاني ليس له علاقة بالذهاب للامم المتحدة'.

واوضح حماد بان الرئيس الفلسطيني محمود عباس في لقاءاته مع المبعوثين الامريكيين وغيرهم يؤكد دائما بانه 'لا تناقض بين استعدادنا للذهاب للمفاوضات وذهابنا للامم المتحدة' كون المجتمع الدولي يعترف بعدم شرعية الاستيطان الاسرائيلي وعدم شرعية الاحتلال.

واضاف حماد 'ذهابنا للامم المتحدة هو تثبيت قانوني لمواقف ومبادرات وخطط المجتمع الدولي' بشأن القضية الفلسطينية.

وبشأن التهديدات الاسرائيلية بالغاء الاتفاقات الموقعة مع الفلسطينيين اذا توجهوا للامم المتحدة قال حماد 'سيتحملون نتائج ما يترتب على الغائهم للاتفاقيات المعترف بها والمصادقة عليها دوليا. فهذا سيكون قرارهم اللاشرعي'.

وشدد حماد على ان التهديدات الاسرائيلية بالغاء الاتفاقيات يدل على نوايا اسرائيل الحقيقة المتمثلة في عدم رغبتها بالسلام.

وكان نائب وزير الخارجية الإسرائيلي داني ايالون هدد الخميس من أن تقديم الفلسطينيين طلب عضوية دولتهم إلى الأمم المتحدة سيؤدي إلى إلغاء كل الاتفاقات المبرمة بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي.

'وصرح ايالون للإذاعة الاسرائيلية 'إذا اتخذ الفلسطينيون قرارا أحاديا كهذا فسيؤدي إلى إلغاء كل الاتفاقات وسيحرر إسرائيل من كل التزاماتها وسيتحمل الفلسطينيون المسؤولية الكاملة'.

إلا ان ايالون رفض إعطاء تفاصيل حول الإجراءات التي يمكن ان تتخذها إسرائيل واكتفى بالقول 'في الوقت الحالي نحن نفضل الا نعطي تفاصيل إضافية حول ما سيكون عليه ردنا'.

وكان وزير الخارجية الاسرائيلي افيغدور ليبرمان حذر الأربعاء الفلسطينيين من العواقب الوخيمة' لمشروع طلب عضوية دولة فلسطين في الأمم المتحدة.

وتعارض كل من إسرائيل والولايات المتحدة الطلب الفلسطيني الذي سيقدمه عباس الاسبوع القادم للامم المتحدة بسبب عدم احراز تقدم في عملية المفاوضات المجمدة منذ عام.

وفي ظل التحركات الدبلوماسية الامريكية المكثفة لمنع الفلسطينيين من التوجه للامم المتحدة عاد الموفدان الامريكيان ديفيد هيل ومستشار الرئيس باراك اوباما الخاص دنيس روس الى المنطقة الاربعاء لاجراء محادثات مع عباس الخميس لمحاولة اقناعه بالعدول عن التوجه للامم المتحدة.

ومن جهته اكد حماد لـ'القدس العربي' على ترحيب الفلسطينيين بأية مقترحات يحملها المبعوثان الامريكيان، وقال 'اي افكار تطرح فان الجانب الفلسطيني على استعداد لسماعها ومناقشتها ولكن اي افكار بالنسبة لنا يجب ان لا تكون نتيجتها او الغاية منها عدم التوجه للامم المتحدة' ،ذلك في اشارة على اصرار الجانب الفلسطيني التوجه للامم المتحدة.

ومن ناحيته اعتبر الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي التوجه الفلسطيني إلى الأمم المتحدة لطلب العضوية فيها جزءا من النضال الوطني، وشكلا من أشكال المقاومة السياسية والدبلوماسية.

وقال البرغوثي في تصريح صحافي 'يجب النظر إلى توجهنا إلى الأمم المتحدة لطلب العضوية فيها، على أنه جزء من النضال الوطني الفلسطيني، وشكل من أشكال المقاومة السياسية والدبلوماسية، والتي هي جزء لا يتجزأ من أشكال النضال الأخرى خاصة المقاومة الشعبية'.

وأضاف البرغوثي 'لقد دخلنا في إطار نضالنا ضد الاحتلال في مرحلة تحتاج لتدعيم هذا النضال بالمقاومة، والوحدة الوطنية، ونحن الآن لسنا في مرحلة الحل عبر المساومة، بل في مرحلة نيل الحقوق الوطنية والدفاع عنها'.

وأكد أمين عام المبادرة أهمية مواصلة السعي بهذا المجال، قائلا 'يجب النظر إلى هذا الأمر على أنه تحدٍ للاحتلال الإسرائيلي، وبديل عن المفاوضات عديمة الجدوى، في وقت واصلت فيه إسرائيل وتواصل توسعها الاستيطاني، وتهوديها للأرض على امتداد 20 عاما'.

وحذر البرغوثي في التصريح الذي نشرته وكالة الانباء الفلسطينية الرسمية الخميس من الرضوخ لأي ضغوطات تهدف لإجهاض طلب العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، مضيفا، 'إن أي استجابة أو رضوخ لهذه الضغوطات سيشكل خسارة كبيرة جدا للقضية الفلسطينية، خسارة معنوية وسياسية'.

وشدد البرغوثي على أن التوجه للأمم المتحدة هو أمر ضروري وحيوي لإقامة الدولة المستقلة، وعودة اللاجئين، وإطلاق سراح الأسرى وكافة الحقوق غير منقوصة، مشيرا إلى أن الفيتو إن وقع في مجلس الأمن فإن التوجه للجمعية العامة يعني فتح المجال أمام الحصول على العضوية في العديد من المؤسسات الدولية، التي تخدم الشعب الفلسطيني في مواجهة جرائم الاحتلال.