خبر أوباما إذ يستشرس لإحباط مشروع الدولة!../ نواف الزرو

الساعة 02:24 م|15 سبتمبر 2011

أوباما إذ يستشرس لإحباط مشروع الدولة! نواف الزرو

يبدو أن ما كان قاله ستانلي كوهين المحامي الأمريكي- اليهودي عن الرئيس أوباما صحيحا وحان وقته الآن. فقد قال منذ مطلع العام: "لا يراهن كثيراً على سياسة الرئيس الأميركي باراك أوباما تجاه القضية الفلسطينية، رغم التفاؤل الذي أبداه البعض في الشرق الأوسط خلال الأشهر الأولى من وصوله إلى البيت الأبيض"، ويرى "أن باراك أوباما وجورج بوش توأمان"، ويعتبر "أنّ أوباما يخضع لسيطرة اللوبيات الصهيونية، وهو محكوم بسلسلة من الأكاذيب والخرافات، كمقولة أنّ إسرائيل دولة مسكينة تدافع عن الديموقراطية"، مشيراً إلى "أنّ اوباما أحاط نفسه بأشد المدافعين عن الصهيونية/ الجمعة 22 /1/2010".

ويبدو أن كل كلمة من هذه الكلمات والأوصاف تنطبق تماما على مواقف أوباما الراهنة إزاء مشروع الدولة الفلسطينية أمام الأمم المتحدة، وكأن اوباما يتبنى فيها تلك الأدبيات والسياسات والمواقف الصهيونية بالكامل!

فالرئيس الأمريكي وأركان إدارته يستشرسون كما هو واضح ويوظفون أوراقهم ويمارسون ضغوطاتهم في مواجهة مشروع الدولة الفلسطينية أمام الأمم المتحدة.

فمنذ حزيران الماضي، دشن الرئيس الأمريكي أوباما حملة تجديد ولايته الرئاسية بتأكيد التزامه بـ"أمن إسرائيل"، والالتزام بعلاقات "لا تنكسر معها" الخليج- الأربعاء 22/06/2011".

فالرئيس أوباما الذي يفترض أنه يمثل النزاهة والحياد والديموقراطية والحرية وحق تقرير المصير للشعوب المضطهدة والمحتلة، يتجاهل كل هذه القيم، ليصطف إلى جانب الدولة الصهيونية مع الاحتلال والاستيطان والعنصرية والحروب وإحباط مشاريع التحرر وتقرير المصير للشعب الفلسطيني، فلا تصدق هذه المواقف السافرة التي يتخذها أوباما وأركان ادارته ضد حق الفلسطينيين في طلب الاعتراف بدولتهم على ارضهم المحتلة.

فتصوروا ماذا يقول: إن التوجه الفلسطيني للأمم المتحدة هو انحراف عن مسار المفاوضات"، فأية مفاوضات هذه التي تتحدث عنه أيها الرئيس؟! وأي سلام؟ أهو السلام الصهيوني الذي يرفض الانسحاب والدولة والحقوق الفلسطينية، ويصر على الاحتلال والنهب والقمع والاستيطان

ويضيف: "أن المسعى الفلسطيني لنيل اعتراف الأمم المتحدة بدولة مستقلة يعد خطوة لصرف الأنظار لن تؤدي إلى إقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة، وأن الطريق الوحيد لحل هذه المسألة يكمن في اتفاق إسرائيلي فلسطيني ليس الا- وكالات الثلاثاء 13 / 09 / 2011 ".

فما الذي يؤدي إذن إلى إقامة الدولة القابلة للحياة...؟!

أهي المفاوضات العقيمة المراوحة مكانها منذ نحو عشرين عاما؟!

وأي اتفاق هذا الذي تتحدث عنه؟!

فكل الاتفاقات التي تم التوصل إليها مزقتها "إسرائيل" ورمت بها الى سلة المهملات!

يبدو أن الامر كذلك أيها الرئيس، كما قال كوهن، ومن قبه أوري افنيري الذي تحدث عن "احتلال اللوبيات الصهيونية للبيت الأبيض" وغيرهما، فانت على ما يبدو قد تأسرلت أو تصهينت، أو انضممت لليكود الصهيوني، كما كتب المحلل الاسرائيلي جدعون ليفي في هآرتس 20/2/2011 تحت عنوان:" براك أوباما انضم الى الليكود" قائلا: "لقد انتسب عضو جديد إلى الليكود، لا لمجرد الحزب الحاكم بل لأشد أقسامه صقرية، بين تسيبي حوطوبلي وداني دانون – إن براك اوباما يلتف من اليمين على دان مريدور وميخائيل ايتان ويُضعف موقفهما"، ويضيف ليفي عن الفيتو الأمريكي: "إن قرار النقض الذي تستعملته الولايات المتحدة في فترة ولايته – وهو الذي وعد أوباما بأن لا يستعمله كأسلافه – هو قرار نقض لاحتمال التغيير والوعد به، قرار نقض للأمل، إنه قرار نقض ليس ودّيا لاسرائيل، يؤيد المستوطنين واليمين الإسرائيلي، هما فقط"، مستخلصا: "لكن الوعد بالتغيير والاهتمام الحقيقي بإسرائيل هما شيء واحد، والسلوك السياسي شيء آخر: فثمة قرار نقض آلي آخر، وكأنه لم تقع أمور قط، أوباما مثل جورج بوش، لا يوجد أي فرق".

ولم تتأخر وزيرة خارجيته كلينتون عنه كالعادة، فسارعت إلى الإعلان بمنتهى الانحياز للموقف الصهيوني: "إن الطريق إلى حل الدولتين لاقامة دولة فلسطينية إلى جانب اسرائيل يمر عبر القدس ورام الله لا عبر الأمم المتحدة- وكالات: 13/09/2011"، وتكرر كلينتون السمفونية الصهيونية قائلة: "إنه يتعين على الفلسطينيين عدم السعي للحصول على عضوية كاملة في الأمم المتحدة بل عليهم بدلا من ذلك استئناف المحادثات المباشرة مع الإسرائيليين"، فأي مفاوضات هذه التي تتحدثين عنها مسز كلينتون...؟!

وكانت كلينتون أكدت سابقا: "أن واشنطن لن تدعم أي خطوة فلسطينية أحادية الجانب ترمي لنيل اعتراف الأمم المتحدة بدولة فلسطينية، لأن حل الدولتين لن يتحقق إلا بواسطة التفاوض"، مضيفة: "إن الطريقة الوحيدة والحاجة الملحة بالنسبة للطرفين الفلسطيني والإسرائيلي هو الحوار الذي يصب في مصلحة الطرفين"، وحثت كلينتون الجانبين على استئناف المفاوضات بينهما حالا رغم الأحداث التي تشهدها بعض دول الشرق الأوسط-2011-4-21، كما هددت كلينتون في مكالمة أجرتها مع رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض بقطع المساعدات الاقتصادية التي تقدمها واشنطن للسلطة في حال تقدمت بطلب إلى الأمم المتحدة في سبتمبر للاعتراف بها كدولة- صحيفة يديعوت أحرونوت الأحد 21 / 08 / 2011".

فهل نحن يا ترى أمام أجندات وأدبيات ولاءات ومواقف أمريكية أم صهيونية؟!

ألا تحتاج كل هذه "البلطجة" الأمريكية المتصهينة إلى إعادة حسابات وأولويات عربية؟!

ألا تحتاج القضية إلى مسيرات واحتجاجات جماهيرة واسعة ضد العداء الأمريكي الشرس للحقوق الفلسطينية؟