خبر الإعلام الغربي: تركيا تمارس لعبة شديدة الخطر في الشرق الأوسط

الساعة 12:39 م|14 سبتمبر 2011

الإعلام الغربي: تركيا تمارس لعبة شديدة الخطر في الشرق الأوسط

فلسطين اليوم: وكالات

في تعليقها على زيارة رئيس الوزراء التركي لمصر قالت مجلة فورين بوليسى جورنال الأمريكية، إن أردوغان يمارس لعبة شديدة الخطورة في الوقت الذي يمكن أن تكون المخاطر أشد.

وكتب دانيال واجنر بالمجلة، مشيرا إلى أنه على أردوغان أن يتوقف لحظة ويتساءل عما كان سعيه ليصبح بطلا في نظر رجل الشارع العربي سيجلب نتائج عكسية في نهاية المطاف، وما الكلفة التي سيدفعها جراء تحركاته؟ ويخلص مؤكدا إن كان على واشنطن أن تختار بين تركيا وإسرائيل، فإنها بطبيعة الحال ستختار حليفتها اليهودية.

وتتفق صحيفة الجارديان مع واجنر قائلة إن تركيا تمارس لعبة شديدة الخطر في محاولتها التمكن من قلب العالم العربي، وأشارت إلى أن المصريين أشادوا بموقف أردوغان الجريء من "إسرائيل"، لمن إلى أي مدى سيذهب رئيس الوزراء؟!.

وأشار مراسل الصحيفة إيان بالاك إلى أن الخطب التي ألقاها رجب طيب أردوغان في القاهرة، تعد مبرراً ممتازا لحملة تركيا لتصبح لاعبا كبيرا في الشرق الأوسط، على خلفية التغييرات الهائلة في الربيع العربي. ويعكس التهليل والاستقبال الحافل لأردوغان في القاهرة الموقف القوى لأنقرة في مواجهة "إسرائيل"، ناقدة عقود طويلة من التحالف معا.

وترى الصحيفة البريطانية أن سعى تركيل لدور إقليمي أقوى في السنوات الأخيرة يأتي في ظل شعورها بخيبة الأمل وربما الصدمة جراء إحباط طموحاتها في الانضمام للاتحاد الأوروبي على يد فرنسا وألمانيا.

وخلافا لإيران، المتهمة باللعب على الوتر الطائفي بتحالفها مع الجماعات الشيعية المسلحة في العراق وإيران، فإن تركيا تبدو كقوى سنية متعاطفة مع قضايا المنطقة، غير أنها تحظى بإعجاب كبير بسبب جرأتها على مواجهة "إسرائيل".

كما أن النظام السياسي في تركيا يبدو نموذجا مفيدا للدول العربية الخارجة من عقود من الحكم الاستبدادي. ودعوة أردوغان لمصر لمضاهاة دستور تركيا العلماني صاحبه تأكيدا منه أن العلمانيين ليست ضد الإسلام تماما.

ورغم الحماس التركي نحو انطلاقة جديدة في المنطقة، فإن هناك حدودا للمدى التي تذهب تركيا له، فعلى الرغم من نشاطها خلال الأزمة السورية إلا أنه لم تنضم إلى دعوة الدول الغربية للرئيس السوري بشار الأسد بالتنحي.

وتضيف الجارديان أن قرار أردوغان بعدم زيارة قطاع غزة في إطار جولته التي تتضمن ليبيا وتونس، يشير بقوة إلى ضبط النفس في مواجهة الغضب الإسرائيلي والأمريكي بل وغضب السلطة الفلسطينية المحتمل، إذ تبقى علاقة الأطراف الثلاث بحركة حماس متوترة.

غير أن مسئولين في أنقرة قللوا من شأن التحذير الذي تصدر عناوين الصحف التركية بشأن إرسال بلادهم سفن حربية لمرافقة أساطيل المساعدات المتوجهة لغزة بما يثير احتمالات اشتباك مسلح بين البلدين في أعالي البحار.

ومن جانبه، أشار د.عماد جاد، المحلل السياسي بمركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية، في مقابله مع الفايننشيال تايمز إلى أن القاهرة بدت مترددة في الهرولة لأحضان الأتراك. وأضاف أن الحكومة الانتقالية ربما يرون أن هذا ليس الوقت الصحيح لإقامة تعاون إستراتيجي مع أنقرة في وقت يعيش فيه الأتراك لحظة قوة بينما تشهد مصر لحظات ضعف.