خبر الاسرائيليون فقط توقعوا أكثر- يديعوت

الساعة 08:55 ص|13 سبتمبر 2011

الاسرائيليون فقط توقعوا أكثر- يديعوت

بقلم: البروفيسور افرايم ياعر

رئيس برنامج افنس لتسوية الصراعات والتقريب بين المواقف، جامعة تل ابيب

على خلفية الصور الصعبة لجمهور مصري غاضب ينقض في غضب شديد على مبنى سفارة اسرائيل في القاهرة من المثير أن نعلم ما الذي شعر به سكان مصر نحو جيرانهم الاسرائيليين قبل نحو من ثلاثة عقود، أي بعد زمن قصير من التوقيع على اتفاق السلام بين اسرائيل ومصر، وقريبا من المرحلة الاخيرة لاجلاء قوات الجيش الاسرائيلي عن سيناء. من اجل هذا عدت ونظرت في نتائج بحث أجراه في 1982 فريق باحثين من مصر واسرائيل بين السكان من الشعبين.

فحص البحث فيما فحص عن صورة العلاقات التي كان المواطنون المصريون والاسرائيليون مستعدين لاقامتها بينهم ومنها اتصالات وقتية وعلاقات اعمالية واستضافة منزلية وصداقة قريبة. وتعبر انواع العلاقات الاربعة عن مستويات مختلفة وعلاقات القرب، في حين تمثل العلاقات الوقتية أدنى درجة قرب والصداقة القريبة أعلاها.

الموازنة بين النتائج التي تم الحصول عليها من المجموعتين تدل على انه لم يكن حتى في تلك الفترة تناسب في الاستعداد لاقامة علاقات ما عامة، وعلاقات قريبة خاصة. فقد وافق 29 في المائة من المصريين على اقامة علاقات عرضية مع اسرائيليين، في مقابل 50 في المائة عارضوا ذلك، في حين كانت النسبتان الموازيتان بين الاسرائيليين 61 في المائة و18 في المائة. وفيما يتعلق بانشاء علاقات أعمال، كانت نسبتا الموافقة والمعارضة 22 في المائة و63 في المائة بين المصريين قياسا بـ 60 في المائة و22 في المائة بين الاسرائيليين. ووافق 17 في المائة من المصريين على استضافة اسرائيليين في منازلهم في مقابل 69 في المائة عارضوا ذلك، في حين كانت النسبتان بين الاسرائيليين 54 في المائة و29 في المائة.

وفي النهاية، كان 13 في المائة من المصريين مستعدين في تلك الفترة لانشاء علاقات صداقة قريبة مع اسرائيليين، في مقابل 74 في المائة عارضوا هذه العلاقات، في حين كانت النسبتان الموازيتان بين الاسرائيليين تقفان على 43 في المائة و36 في المائة.

أي أنه ليس فقط ان استعداد الاسرائيليين في جميع المستويات لانشاء علاقات مع المصريين كان أعلى كثيرا من استعداد المصريين لانشاء علاقات مع الاسرائيليين، بل انه بالنسبة لكل واحد من انواع العلاقات كانت نسب معارضة المصريين أعلى كثيرا من نسب الموافقة في حين كانت الصورة معاكسة بين الاسرائيليين. وكما كان متوقعا، كانت الفروق بين المصريين والاسرائيليين أبرز كلما كان الحديث عن علاقات اجتماعية أكبر شأنا، مثل الاستعداد لانشاء علاقات صداقة قريبة.

في اطار البحث فحص الباحثون ايضا ماذا كانت توقعات المجموعتين عن جوهر العلاقات بين أفرادهما في المستقبل. لا استطيع لضيق المقام أن أفصل النتائج وأذكر فقط انه برغم ان الفروق بينهما بقيت على حالها، فقد كان فيهما توقع ان تكون العلاقات الشخصية بينهما في المستقبل أقرب مما هي في الحاضر (آنذاك) في جميع المستويات. ويجوز أن نذكر ان خيبة الأمل من تدهور العلاقات بين الشعبين هي من نصيب الاسرائيليين خاصة لأن توقعاتهم كانت من البدء أكبر كثيرا من توقعات المصريين. وينبغي أن نخمن ان تكون خيبة الأمل هذه أشد مرارة ازاء عزلة اسرائيل التي أخذت تزداد بين أمم العالم عامة وفي المنطقة خاصة.