خبر خطة « إسرائيلية » مدروسة..5500 طالب مقدسي بلا إطار تعليمي

الساعة 06:21 ص|13 سبتمبر 2011

خطة إسرائيلية مدروسة..5500 طالب مقدسي بلا إطار تعليمي

فلسطين اليوم- القدس المحتلة

بعد أسبوعين على انتظام الدراسة وبدء العام الدراسي الجديد، استطاع الطالب المقدسي "مهدي أبو غزالة" الالتحاق مدرسة جديدة، بعد أن أنهى صفه السادس في مدرسته القديمة، والمخصصة لاستقبال الطلاب من الصف الأول وحتى الصف السادس.

عائلة مهدي وقبل انتهاء العام الفائت بدأت بالبحث عن مدرسة، وبعد رحلة طويلة جدا استطاعت أن تجد له مقعداً في إحدى المدارس الخاصة والتي تكلف سبعه الآلاف شيكلا " ألفي دولار" في العام الدراسي.

و رغم الوضع الاقتصادي الصعب للعائلة، إلا أنها لم تكن تملك خيارا أخر عن المدرسة الخاصة رغم تكلفتها العالية و بعدها عن منزله الواقع في واد الجوز، فالبديل أمامها كان تخلف مهدي عن المدرسة و بقاءه دون إطار تعليمي له، كما هو حاصل مع أكثر من 10 ألاف طالب و طالبة في مدينة القدس المحتلة.

تقول شقيقة مهدي:" حاولنا إيجاد مدرسة حكومية لتسجيل مهدي حين دخوله الصف الأول ولكن لم نجد بسبب الاكتظاظ الشديد في المدارس، و الآن و بعد ست سنوات لم نجد مقاعد فارغة، حتى بالمدارس الخاصة و التي تشكل رسومها عبء ثقيل علينا كعائلة مقدسية تعيش في ظل ظروف معيشية صعبه".

 

5500 طالب

وبحسب آخر إحصائية بحسب تقرير لجمعية حقوق المواطن وجمعية عير عاميم فإن حوالي 5300 طالب بدون أي اطار مدرسي.

وأشار التقرير إلى أن أكثر من 40 ألف طالب يضطرون التعلم في التعليم الخاص مقابل مبالغ مالية كبيرة، فيما يبقى 5300 طالب غير مسجلين في أي اطار تربوي، عام أو خاص.

وقال التقرير أيضاً أن حوالي نصف الغرف التعليمية في المؤسسات البلدية لا تلبي المعايير المعتمدة، 647 من أصل 1398 غرفة.

 

مشكلة ليست بالجديدة

يقول سمير جبريل، مدير تربية محافظة القدس و ضواحيها:" هذه المشكلة ليست بالجديدة، و إنما هي تراكمات لسياسات الإحتلال منذ احتلال الشق الشرقي من المدينة في العام 1967، فسلطات الاحتلال منعت بناء المدارس و لم تقم هي ببناء مدارس لسد النقص الموجود في الغرف الصفية و الذي يزداد سنويا".

و أشار جبريل إلى أن هذا نقص في الصفوف و المدارس أدى إلى تسرب الآلاف الطلبة و حرمانهم من التعليم وخاصة طلاب المرحلة الأساسية.

وقال جبريل ان نسبه الطلبة المقدسيين المسجلين في المدارس الخاصة بلغت 28% و هذا ليس دليل على الرفاهية و الوضع الاقتصادي العالي لأهالي و إنما عدم توفر مدارس حكومية أو تابعة للبلدية.

وتنقسم مدارس القدس الى ثلاث أنواع من المدارس، مدارس الأوقاف و هي المدارس التابعة لدائرة الأوقاف الفلسطينية، و مدارس البلدية و التي تتبع بلدية الاحتلال و المدارس الخاصة.

وتمنع سلطات الاحتلال الأوقاف من بناء المدارس او ترميمها او توسيعها، و التي هي بالأصل عبارة عن بيوت قديمة و مبان سكنية تم استئجارها و تحويلها لمدارس، و لا تتوفر فيها شروط بناء المدارس.

 

وضع مخطط له...

يقول مدير مركز القدس للحقوق الاجتماعية و الاقتصادية زياد الحموري أن أزمة التعليم في مدينة القدس المحتلة باتت أزمة مزمنة صعب حلها، و السبب عدم وجود نيه لدى الاحتلال لذلك، فبالرغم من المحاكم و القضايا التي رفعت بهذا الشأن إلا أن سلطات الاحتلال تدير ظهرها لهذه المشكلة.

وتابع الحموري:" تقدمنا بشكاوى كثيرة، و رفعنا قضايا لفتح صفوف جديدة للطلاب العرب و إيجاد مدارس مناسبة لهم، الا ان البلدية لا تقوم بالتعامل مع هذه القضايا و الشكاوى".

وتابع:" بحسب القانون الدولي أهالي القدس من مسؤولية سلطة الاحتلال، فهو يجني ضرائب التي يفترض صرفها لخدمة المواطن المقدسي، وتأمين التعليم و الصحة له".

و اعتبر الحموري أن ما يجري في القدس من إهمال و نقص و تمييز في التعليم بين اليهود و العرب هي قضية مدروسة و مخطط لها و النتيجة المرجوة من هذا المخطط هو تجهيل المواطن الفلسطيني المقدسي.