خبر زيارة السلطان- يديعوت

الساعة 08:16 ص|12 سبتمبر 2011

زيارة السلطان- يديعوت

بقلم: اليكس فيشمان

سيهبط اليوم على ارض القاهرة أكبر اللاعبين في الشرق الاوسط. السلطان التركي يهبط في مصر.

كلما أظهر اردوغان اخفاقا أكبر باسرائيل، ارتفعت أسهمه في المنطقة. وسيتم استقباله في القاهرة باعتباره بطلا قوميا. لكن هل يعقد إزاء ناظرنا حلف استراتيجي تركي مصري جديد يهدد اسرائيل؟ لا كما يبدو.

لا يجوز لنا أن نقع في شرك ألقاب التفخيم في الشرق الاوسط التي من المحقق انها ستحطم ارقاما قياسية حينما يسقط زعيما تركيا ومصر أحدهما على عنق الآخر. فمصر الرسمية تعرف جيدا الحساسيات الاقليمية. ولن يتجرأ المصريون ما ظل المجلس العسكري يحكم الدولة على المس بمصالح امريكية – ومن ضمن ذلك التوقيع على اتفاقات عسكرية مضادة لدولة صديقة للولايات المتحدة.

وهذا هو السبب الذي سيجعل اردوغان لا يأتي الى غزة. صحيح ان الامريكيين أوضحوا له عدم رضاهم عن الزيارة المتوقعة لكن ليسوا هم وحدهم، فقد نجح المصريون ايضا بدهاء في منع الزيارة، فقد أوضحوا للاتراك بأدب ان زيارة كهذه قد تنشيء مشكلات امنية صعبة. قرر المصريون ان هذه الزيارة غير جيدة لهم ولا للمنطقة. فهي ستغضب السلطة الفلسطينية، وتغضب اسرائيل، وتقوي الاخوان المسلمين، وتُهيج مجلس النواب الامريكي وتثير عصبية وزارة الخارجية الامريكية. والامريكيون لا يهمهم أن تتقارب اثنتان من دعائم سياستهم في الشرق الاوسط – تركيا ومصر – بعضهما من بعض، لكن لا على حساب الدعامة الثالثة، الاسرائيلية.

على خلفية تبادل الضربات الدبلوماسية بين اسرائيل وتركيا وتهريب ناس السفارة الاسرائيلية من القاهرة، يوجد عندنا ميل طبيعي الى ان نرى ظل الجبل مثل جبل. لكن لا يجوز لنا أن ننسى أن هذه الزيارة خُطط لها قبل شهرين، والى ذلك ستبقى تركيا ومصر، برغم جميع الأخوة والاحتضان والقُبل، ستظلان دائما عن جانبي متراس العالم الاسلامي. فالعرب لن يُمكّنوا من فرض هيمنة اجانب عليهم: لا الاتراك ولا الايرانيين.

في عهد مبارك ساد توتر راسخ مكشوف بين تركيا ومصر وهما دولتان تتنافسان على مقام الهيمنة في العالم الاسلامي. وعلى أثر الثورة وبازاء ضعف مصر نشأت لاردوغان فرصة أن يحاول الاقتراب من مصر، باعتبارها جزءا من مسار زيادة التأثير التركي في المنطقة.

يحلم اردوغان بأن يتبنى المصريون النموذج التركي في صوغ وجه بلدهم الجديد.

الآن سيهبط في القاهرة ويعلن: نحن أخوة وجئنا للمساعدة، وسنكون نموذجكم. وقد جاء الى مصر لاظهار التفوق التركي في المنطقة. وفي نفس الوقت يرسل اشارة الى الايرانيين الذين يطلبون الى تركيا تغيير علاقتها مع سوريا وهي قوله أنا قادر على تدبر أمري من غيركم ايضا.

بين مصر وتركيا اليوم عدة شؤون مشتركة للتعاون: الشأن السوري والشأن الفلسطيني وغيرهما. ولا شك في أن الاتراك سيقترحون على مصر مساعدة اقتصادية.

ان العلاقات بين الجيشين اليوم أفضل مما كانت من قبل، وتتحدث الدولتان عن تدريبات مشتركة ربما باعتبارها تعادل توثق العلاقات بين اسرائيل واليونان.

اذا كان يوجد شيء يخشونه في اسرائيل فهو امكانية أن يتحدث اردوغان تحدثا تحريضيا على اسرائيل اثناء الزيارة.

بعد الأحداث في السفارة الاسرائيلية في القاهرة، يحاول المصريون خاصة تليين الازمة مع اسرائيل. ويمكن التركي أن يُفسد الامور هنا.

لكن الهدف المركزي لزيارة اردوغان للقاهرة واحد وهو الاستمرار في تعظيم اسمه في الشرق الاوسط، والمطلوب من مصر أن تمنحه الزينة.