خبر لنطفيء النار- هآرتس

الساعة 08:15 ص|12 سبتمبر 2011

لنطفيء النار- هآرتس

بقلم: أسرة التحرير

اقتحام السفارة الاسرائيلية في القاهرة هو ذروة الاحتجاج الجماهيري المصري ضد سياسة اسرائيل بشكل عام، وقتل الجنود المصريين بشكل خاص. وعلى نحو طبيعي تبعث الاحداث قلقا عميقا على مستقبل اتفاق السلام بين اسرائيل ومصر. ولكن شغب الجماهير – الذي تنكرت له معظم حركات الاحتجاج المصرية – موجه أيضا ضد النظام الجديد في مصر ويتحداه في كل ما يتعلق بادارة السياسة الخارجية. هذا النظام، كما من المهم التشديد، يتمسك بكل الاتفاقات التي وقعت مع اسرائيل، ويصف اقتحام السفارة كعمل "يمس بصورة مصر ومكانتها الدولية"، على حد تعبير وزير الاعلام المصري اسامة هيكل.

وبالقياس الى تركيا، التي قررت طرد السفير الاسرائيلي كعقاب على قتل مواطنيها والاصرار على عدم الاعتذار، فان مصر لم تتخذ خطوة مشابهة بعد مقتل جنودها. يبدو في هذه الاثناء، انه مثلما في تحديات اخرى طرحتها اسرائيل على حلفها الاستراتيجي مع مصر، يعتبر الان ايضا هذا الحلف ذخرا حيويا لا ينبغي تركه لمصيره في يد المشاغبين: حرب لبنان الاولى، الانتفاضة الثانية واستمرار بناء المستوطنات وإن أدت الى اعادة السفير المصري ولكنها لم تؤدي الى مس حقيقي بالعلاقات مع اسرائيل.

ومع ذلك، سيكون من قبيل الخطأ الاستراتيجي من جانب اسرائيل اذا تجاهلت السياق الواسع لاقتحام السفارة في القاهرة وتناولت الامر كحدث موضعي سيجد حله باعتقال المشاغبين وتقديمهم الى المحاكمة. لقد تغيرت قواعد اللعب مع مصر. سياسة الغمزات والتفاهمات الصامتة لعهد حسني مبارك تقف الان امام المحاكمة ولم يعد ممكنا بقاؤها. وللرقابة العامة على السياسة الداخلية والخارجية للنظام الجديد قوة لم تكن لها في الستين سنة الاخيرة. وكي يكون ممكنا بقاء التحالف الاستراتيجي مع مصر، وكذا مع الاردن، تركيا ودول اخرى، سيتعين على اسرائيل أن تقترح سياسة حقة وحلولا حقيقية للنزاع مع الفلسطينيين؛ عليها أن تنفض عنها شعارات فارغة حول المكانة والعزة الوطنية والاعتراف بالتغيير العميق الذي طرأ على مكانتها.