خبر الكابوس المرعب لطلاب المدارس

الساعة 08:36 ص|11 سبتمبر 2011

الكابوس المرعب لطلاب المدارس

فلسطين اليوم- غزة (خاص)

حاول أن يشق الطريق إلى الجانب الآخر منه ثلاث مرات، وفي كل مرة يرجع للخلف ليقبض على يد شقيقته التي تتمسك به بكل قوتها التي استمدتها من خوفها عليه، فيما التف حولها العشرات من الطلبة، ليكرروا محاولتهم في شق طريقهم بعد أن اعترضها عدد من الدراجات النارية والسيارات، ليتسمروا في مكانهم ينتظرون من يمدهم بيده لطريق آمن.

محمد وشقيقته داليا يدرسان في أحد المدارس الابتدائية، وغيرهم العشرات الذين يشقون طريقهم كل يوم بخوف وقلق من قُطاع الطرق الذين يأبون إلا وأن ينغصون على الأطفال فرحتهم بالعام الدراسي الجديد.

"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" التقت بعدد من الطلبة وأولياء الأمور والأسرة التعليمية، الذين عبروا عن قلقهم المتزايد من حوادث المرور وخاصةً الدراجات النارية و"التكتوك"، والتي بدأت تتفاقم بشكل كبير في الآونة الأخيرة على الرغم من كافة الإجراءات التي تقوم بها الشرطة الفلسطينية.

جدير بالذكر، أن مايقارب 59 مواطناً راحوا ضحيةً لحوادث السير التي وقعت في قطاع غزة خلال العام الحالي 2011، بالإضافة إلى عشرات الحالات التي أصيب بحالات حرجة، نتيجة التسيب وتجاوز السرعة وتجاهل إشارات المرور.

وقد برر مفتش تحقيقات حوادث المرور في شرطة غزة رائد حقوقي فهد حرب تزايد الحوادث المرورية التي تحدث في قطاع غزة بفعل السرعة الزائدة لدى سائقي المركبات والدراجات النارية وعدم التزامهم بالقوانين والإشارات المرورية.

فرح المصري الطالبة التي تدرس في الصف الثالث، تقول بلسان البراءة التي تظهر على ملامحها الصغيرة:"أنا أكثر شئ بخاف منه وأنا ذاهبة للمدرسة هو "الفزب"- الدراجات النارية لأنه دائما مسرعة جداَ و لا تتنبه لأحد في الطريق.

وأضافت الطفلة ساجدة إلى حديث ابنة عمها:"أنا أيضاً أخاف كثيراً عندما آراها، لأني رأيت حادثة "فزبة" بقطة صغيرة و قتلتها على الفور، فكيف لو دهست واحد منا أكيد راح يموت زي القطة".

فيما أشارت والدة الطفل خالد محمود إلى خطورة الأمر بالنسبة للأطفال الصغار، مشيرةً إلى أنها تعيش حالة قلق وتوتر عندما يذهب ابنها للمدرسة إلى أن يرجع، وقالت:"هذه الدراجات الشيطانية دفعتني لعدم الاطمئنان على حياة إبني لذا خصصت له سيارة أجرة لتوصليه للمدرسة وإرجاعه للبيت".

وطالبت أم خالد، المسؤولين بوضع حد لهذه الدراجات النارية وكافة السائقين الذين لا يراعون الله في قيادة السيارات ولا ينتبهون لبشر على الأرض.

بدورها، أعربت مديرة مدرسة تل الزعتر الابتدائية رغدة صلاح عن تخوفها الدائم الذي يصاحبها عند مجئ الطلبة للمدارس وعند مغادرتهم، حيث تقع المدرسة على الشارع العام ومقطع لعدة طرق.

وناشدت صلاح الحكومة من أجل العمل على حد دخول الدرجات النارية والتوكتك إلى القطاع وأن تضع دوريات مرورية من الشرطة أمام المدرسة وقت الدوام لتسيطر على الأمان.

فيما تحدثت المعلمة منار الهسي، عن تجربتها الخاصة التي تذكرها دوماً بالخوف من هذه الدراجات النارية، وقالت:"عندي عقدة من الدراجات لأني رأيت حادثا في السنة الماضية وأنا خارجة من باب المدرسة حيث داست دراجة نارية طفل في الصف الثالث الابتدائي مما أدي إلى موته وهو الوحيد لأهله".

فيما أضافت المعلمة فاطمة بشير:"المدارس تقع على شوارع عامة فهي خطرة بالنسبة للطلاب خاصة الابتدائي و أيضا قريبة على السوق فإني أناشد السلطة بأن تحد من تلك الحوادث وعدم التساهل مع مرتكبي الحوادث المرورية.