خبر مصدر فلسطيني: اجتماع أبو مازن مع هيل وروس كان عاصفا

الساعة 07:54 ص|10 سبتمبر 2011

مصدر فلسطيني: اجتماع أبو مازن مع هيل وروس كان عاصفا

فلسطين اليوم-رام الله

قال مصدر فلسطيني لـصحيفة «الشرق الأوسط» إن اجتماع الرئيس محمود عباس (أبو مازن) مع القائم بأعمال مبعوث السلام الأميركي الخاص ديفيد هيل ودينيس روس مسؤول ملف الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي كان عاصفا سياسيا وخرج المبعوثان الأميركيان عن قواعد اللياقة الدبلوماسية في نقل الرفض الأميركي للمسعى الفلسطيني للحصول على عضوية الأمم المتحدة الكاملة منها أو كدولة غير عضو، في حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وطلبهما من أبو مازن الذي وصل إلى حد الأمر: لا تذهب إلى مجلس الأمن الدولي أو الجمعية العامة. وأضاف المصدر «أن الرئيس أبو مازن كان في المقابل حازما جدا في رده عليهما بالتأكيد أنهما لم يعطياه أي بديل عملي.. ولم يتركا له أي خيار سوى أن يسلك هذا الدرب.. موضحا أن هذا الخيار لا يتناقض مع استئناف مفاوضات الحل النهائي..». وحسب المصدر فإن هيل الذي تحدث بلهجة أشد من اللهجة التي تحدثت فيها الوزيرة هيلاري كلينتون مع أبو مازن مساء يوم الاثنين الماضي، هدد بإمكانية توتر العلاقات بين واشنطن والسلطة وجاء رد أبو مازن مختتما اللقاء بالقول: «نحن ذاهبون إلى مجلس الأمن».

ويأتي ذلك ليؤكد ما نشرته صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية أمس نقلا عن مصدر إسرائيلي الذي قال: إن روس وهيل اللذين جاءا إلى المنطقة لممارسة ضغوط اللحظة الأخيرة على أمل أن تنفع في ثني الفلسطينيين عن قرارهم، حذرا أبو مازن من أن طلب العضوية سيكون له تداعيات خطيرة. وقال المصدر الإسرائيلي إن الفريق الأميركي الذي ضم هيل وروس خلافا للعادة، ونائب المستشار القانوني للخارجية جوناثان شوارتز «كان قاسيا في طرح التداعيات أمام أبو مازن». وأضاف أن الفريق عدد له الأضرار التي قد تنجم عن مسعاه، ضررا ضررا، منها طبعا تخفيض المساعدات المالية التي تبلغ الآن 450 مليون دولار في السنة.

ويعتقد المصدر الفلسطيني أن اللغة الصريحة والواضحة والحازمة التي تحدث فيها أبو مازن مع هيل وروس ربما كانت وراء تصريحات المتحدثة باسم الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند التي قالت الليلة قبل الماضية بشكل واضح وصريح إن واشنطن ستستخدم حق النقض «الفيتو» إذا ما طرح مشروع العضوية الكاملة على مجلس الأمن الدولي.

وأعلن أبو مازن أن طلب العضوية أصبح جاهزا، وأنه سيقدمه للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون مع بدء اجتماعات الجمعية العامة في 21 وسبتمبر (أيلول) الجاري. ونقلت صحيفة «الإندبندنت» البريطانية في عددها أمس عن أبو مازن القول خلال لقاء مع الصحافيين الأجانب في رام الله: إن المجتمع الدولي تأخر كثيرا في تقديم صيغة بديلة، موضحا أنه سيعيد النظر في القرار إذا ما وافقت إسرائيل على استئناف المفاوضات لإقامة دولة فلسطين على أساس الانسحاب من الأراضي المحتلة عام 1967 ووقف الاستيطان.

وجدد أبو مازن القول: إنه ليس لديه الرغبة أو النية في مواجهة الولايات المتحدة، أو الرئيس باراك أوباما و«خسارة علاقات جيدة نحن بحاجة إليها»، مشيرا إلى أنه سيحاول الحفاظ على هذه العلاقات وإذا لم ترد واشنطن ذلك فالأمر يعود إليهم.

وكان الناطق باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة قد رد بالقول «نحن ذاهبون إلى الأمم المتحدة لطلب عضوية فلسطين كاملة من أجل الحفاظ على حقوق شعبنا الفلسطيني والحفاظ على فكرة حل الدولتين».

وردد أبو ردينة ما قاله أبو مازن: «نحن لا نريد مواجهة مع الإدارة الأميركية وملتزمون بمفاوضات قائمة على أساس مرجعية حدود عام 1967، ووقف الاستيطان، ونحث المجتمع الدولي على تحمل مسؤولياته، ولا يجوز أن يبقى الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال».

وقالت نولاند: «يجب ألا يكون مفاجئا قيام الولايات المتحدة بمعارضة مسعى للفلسطينيين في نيويورك لمحاولة إقامة دولة لا يمكن التوصل إليها إلا عبر التفاوض، لذلك نعم، إذا تم التصويت على شيء في مجلس الأمن ستستخدم الولايات المتحدة حق النقض».

إلى ذلك أرجع مبعوث الرباعية توني بلير في مقابلة مع وكالة رويترز، نشرت أمس، القرار الفلسطيني بالتوجه إلى الأمم المتحدة إلى حالة الإحباط التي يصاب بها الفلسطينيون. وقال بلير إن القرار هو صرخة فلسطينية تعكس حالة الإحباط التي يعيشونها، داعيا إلى حملة جديدة لإعادة عملية السلام إلى مسارها. وعبر بلير رئيس الوزراء البريطاني الأسبق عن تفهمه للإحباط الفلسطيني «فنحن جميعا محبطون. نريد أن نرى تقدما نحو السلام ونحو حل الدولتين.. والمشكلة هي لا بد أن نسأل ماذا سيحصل في اليوم التالي» مشددا على أن الأسلوب الوحيد الذي يمكن للفلسطينيين أن يحصلوا فيه على دولة هو أسلوب المفاوضات. لذا كما يقول بلير «فإن علينا من الآن وحتى ما قد تتمخض عنه الأمم المتحدة أن نعمل بكل قوة أن نعيد المفاوضات إلى مسارها».

من جانبه قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس إن الدولة الفلسطينية حان وقتها من زمان. وجدد مون في ختام زيارة لأستراليا وجنوب المحيط الهادي، تأييده لدولة فلسطينية مستقلة، موضحا أن عضويتها في الأمم المتحدة مسألة تحسمها الدول الأعضاء. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عنه القول إنه: يؤيد بقوة حل الدولتين الذي يعيش بمقتضاه الفلسطينيون والإسرائيليون جنبا إلى جنب في أمن وسلام. وتابع القول: «أساند أيضا دولة للفلسطينيين.. دولة فلسطين المستقلة ذات السيادة».