خبر مؤسسة منديلا تكشف عن تفاصيل مثيرة في صفقة « شاليط »"

الساعة 10:02 ص|08 سبتمبر 2011

مؤسسة منديلا تكشف عن تفاصيل مثيرة في صفقة "شاليط""

فلسطين اليوم-غزة

 

كشف القيادي في كتائب الشهيد عز الدين القسام الأسير عبد الله البرغوثي عن تفاصيل مثيرة لمداولات ومفاوضات جرت بينه وبين مسئولين إسرائيليين داخل سجنه حول صفقة تبادل الأسرى المرتقبة، أبدى خلالها قدرا كبيرا من التحدي ورفض التنازل عن أي اسم ضمن القائمة.

وأكَّد البرغوثي خلال أزيارة محامية مؤسسة مانديلا بثينة دقماق له الأربعاء في سجن عزل ريمون, أنه أبلغ مسئولين إسرائيليين أن حركة حماس لن تتنازل عن اسم واحد في قائمة تبادل الأسرى المرتقبة؛ وأنها تملك حلولاً إبداعية فيما يخص الأسرى المدرجة أسماؤهم بالقائمة وتعترض "إسرائيل" على إطلاق سراحهم.

وشدد على أن قيادة الحركة العسكرية ستطرح هذه الحلول بالوقت المناسب، مؤكدا أن كافة هذه الحلول تؤدي نتيجة واحدة هي إطلاق سراح كافة الأسرى الـ 450 الوارد ذكرهم بالقائمة الأولى.

وقدم البرغوثي لدقماق تفصيلات تنشر لأول مرة عن مجريات المفاوضات التي أجراها داخل السجون من مسئول ملف شاليط في حكومة الاحتلال.

وأضاف "أخبرتهم أنه يجب على إسرائيل أولا وقبل كل شيء أن تقوم بإحضار هؤلاء الأسرى الـ 450 إلى سجن واحد، وأن يتسلمهم هو بنفسه ثم تفاوض "إسرائيل" على المقترحات، مشددا على أن هذه القائمة ليست للتفاوض.

وقال "أبلغتهم بشكل واضح بأنه إما أن تقبل إسرائيل أو ترفض وإن القرار والكلمة الفصل بهذا الخصوص تعود لقيادة الحركة العسكرية وحدها فقط، وإنه يتحمل كامل المسؤولية عن هذا الكلام و لا يسمح لأحد بالتراجع أو الخروج عنه".

 

كما كشف البرغوثي أن "إسرائيل" طلبت منه بادرة حسن نية وذلك بأن يطلب من الحركة بالخارج عرض شريط مصور جديد للجندي الإسرائيلي"، فكان رد الأسير البرغوثي بأنه لن يسمح بخروج أي معلومات عن الجندي الإسرائيلي لأن هذا معناه عند حكومة الاحتلال عامين آخرين من اللعب والمناكفة والمحاولات الفاشلة للوصول للجندي الأسير.

وقال: "عندما تكون إسرائيل وحكومتها جادَّة ومستعدَّة فعلا للصفقة وللإفراج عن الأسرى ستتحدث الحركة حول شاليط".

وتابع "أن قيادة الحركة لن توافق على التنازل عن أي أسير ورد اسمه بالقائمة التي سلمت عبر الوسيط الألماني لإسرائيل حول صفقة التبادل بالجندي الأسير "، مؤكدا أن "الصفقة يجب أن تشمل كل المذكورين أيا كان شخصه أو تنظيمه أو اتجاهه السياسي مهما تعرضت قيادة الحركة داخل السجون للضغوط".

 

وأضاف "أن سلطات الاحتلال رغم ادعائها بأن قيادة حركة حماس داخل السجون تعطل صفقة التبادل إلا أنها قامت بإجراء مفاوضات معه حول الصفقة بصفته قائد كتائب القسام في الضفة والقدس وصاحب أكبر ملف أمني منذ نشأة الاحتلال الإسرائيلي".

 

وأردف "أنه كان وعلى مدار 5 سنوات من أسر الجندي الإسرائيلي يرفض التدخل بالموضوع جملة وتفصيلا وبأي شكل من الأشكال، حتى عندما تم نقله دون علمه إلى سجن هداريم للقاء الأسرى والتفاوض حول الصفقة فقد رفض ذلك رغم علمه بمحاولات مفاوضة الأسرى من قيادة الحركة حول الصفقة".

 

ونوه إلى أنه في أواخر شهر أيار وعلى مدار أسبوع كامل لم تتوقف سلطات الاحتلال عن محاولات التفاوض حول الصفقة وقائمة الأسرى المقدمة من الحركة، وذلك في عدة لقاءات عقدتها معي داخل الزنزانة أو في مكاتب إدارة السجن استمر بعضها لثلاث ساعات دون جدوى.

 

وقال: "لقد أكدت لهم في كل لقاء بصفتي قياديا عسكريا أنه لن توافق قيادة الحركة على التنازل عن أي أسير ورد اسمه بالقائمة".

 

وقدم البرغوثي شرحا عن تفاصيل المفاوضات حول الصفقة قائلا: "إن المباحثات حول الصفقة بدأت منذ أواخر أيار واستمرت حتى السادس من حزيران المنصرم بحيث تم رفع مضمون هذه الجلسات بشكل رسمي من قبل المخابرات الإسرائيلية إلى رئيس الهيئة الخاصة في جهاز (الموساد) الذي عينه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مبعوثا خاصا له في ملف شاليط دافيد ميادن".

 

وأوضح أن الجلسات كانت تتم بحضور نائب مدير السجن ومدير الاستخبارات ومبعوث عن الشباك وممثل استخبارات الجنوب ومبعوث عن وزارتي الداخلية والخارجية للاحتلال.

 

 

وقال البرغوثي: "إن أولى الجلسات بدأت مع مدير السجن الذي اتهم قيادة الحركة بتعطيل الصفقة وأن الرد سيكون مزيدا من العقوبات على قيادة الحركة، إلا أن رده كان بأن من تدعون أنه يعطل الصفقة لن يتمها لو خرج أسير واحد من القائمة ناقصا إصبعا واحدا".

 

 

وأكد لهم أنَّ "أي أسير يتنازل عن حقه بالإفراج عنه سيكون أول شخص يفرج عنه وإذا أراد العودة للسجن فليعد بعد الإفراج عنه".

 

 

ونوَّه إلى أنَّ "إدارة السجون أبلغته أن القيادي الأسير إبراهيم حامد تنازل عن حقه بالإفراج عنه، وأكد أن هذا مجرد كذب وادعاء من المخابرات الإسرائيلية، ولقطع الطريق على الاحتلال فإن أي حدث كهذا لن يكتب له النجاح لأن الرأي الأول والأخير للقيادة العسكرية للحركة".

 

 

وشدد على أن كل الضغوط الممارسة على الأسرى وعائلاتهم لن تكون ذات نتيجة، فهذا قرار موحد لقيادة الحركة داخل السجون لن يسمح بالخروج عليه.

 
واستطرد قائلا: "بعد هذا النقاش حضر في وقت لاحق إلى زنزانتي ضابط من مخابرات الاحتلال، وسألني عما إذا كان هذا رأيي الشخصي أم قرارا حركيا بموجب تواصل مع الخارج؟، فأجبته: "إن هذا قرار عبد الله البرغوثي القيادي العسكري لحركة حماس وإنَّ صفقة التبادل الكلمة فيها للجناح العسكري للحركة".

 

 

وأضاف "أن القيادة السياسية لحركة حماس لا تتدخل بالصفقة وأنها ليست مخولة بأي صلاحية بهذا الموضوع، لذا فلتكف إسرائيل عن محاولاتها الفاشلة ببحث هذا الموضوع مع قيادة الحركة السياسية داخل السجون وخارجها أيا كان الشخص الذي تفاوضه".

 

 

وحول قائمة الأسماء قال البرغوثي: "إنه وفي جلسات التفاوض الموسعة طرح الاحتلال وممثليه موضوع ما يقارب 120 – 125 من الأسرى المطروحة أسماءهم بالقائمة وتقدموا بعروض مختلفة كاستبدال الأسرى من الفصائل الأخرى بأسرى جدد من حركة "حماس".

 

وأضاف "تم رفض ذلك العرض"، مشددا في حديثه لهم أن "الأسماء التي أدرجت بالقائمة ثابتة وهي أمر مقدس لا مجال للنقاش فيه نهائيا".

 

 

وذكر أنَّ كبار المسؤولين الإسرائيليين عرضوا عليه موضوع الاستغناء عن الأسير عاهد أبو غلمي -قائد كتائب الشهيد أبو علي مصطفى الجناح العسكري للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين- المحكوم مؤبد والمتهم بالوقوف خلف عملية اغتيال وزير السياحة السابق رحبعام زئيفي - مقابل أعداد لأسرى من حركة حماس.

 

 

فكان ردّ البرغوثي بأنهم لو أخرجوا بدلا من عاهد السيد المسيح عليه السلام فلن تتم الصفقة دون الأسير أبو غلمي ولن يتغير أي اسم تحت أي ظرف ومهما كانت النتائج.
يُذكر أنَّ الأسير عبد الله البرغوثي صاحب أعلى حكم بتاريخ "إسرائيل" وهو 67 مؤبد، وهو قائد كتائب القسام في الضفة والقدس ومسئول عن عشرات العمليات الاستشهادية خلال انتفاضة الأقصى وهو يقبع بالعزل منذ اعتقاله عام 2003 ومحروم من زيارة عائلته.