خبر القيادي الرفاعي:لن نشهد تطوراً بملف المصالحة قُبيل معرفة ما سيحصل بالأمم المتحدة

الساعة 05:04 م|07 سبتمبر 2011

القبادي الرفاعي:لن نشهد تطوراً بملف المصالحة قُبيل معرفة ما سيحصل بالأمم المتحدة

- ندعم التوجه للأمم المتحدة إذا جاء ضمن إطار الخروج من نفق المفاوضات والتنازلات

- لن نشهد تطوراً في ملف المصالحة قُبيل التوجه للأمم المتحدة

-التقليص في خدمات الأونروا بالمخيمات بلغ حداً غير مسبوق وفاقم من معاناة أهلنا

 

فلسطين اليوم- غزة (خاص)

أكد القيادي أبو عماد الرفاعي ممثل حركة الجهاد الإسلامي في لبنان اليوم الأربعاء، أن حركته مع أي توجّه يخرج شعبنا الفلسطيني من دائرة المفاوضات العقيمة، موضحاً أن حركته تدعم قرار التوجه إلى الأمم المتحدة إذا كان يأتي ضمن إطار الخروج من نفق المفاوضات والتنازلات.

وأضاف الرفاعي في حديث خاص بـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أنه في حال تمسكت السلطة الفلسطينية بهذا الحق، ولم تقدّم تنازلات من أي نوع فيه، ورفضت الاعتراف بالكيان الصهيوني كدولة يهودية، وتمسكت بعودة جميع اللاجئين الفلسطينيين إلى بيوتهم، فإن حركة الجهاد على استعداد للمشاركة بكل ما يلزم من أجل مساندة حقوق الشعب الفلسطيني. 

وعلى صعيد الموقف التركي الأخير..، أشاد الرفاعي بموقف تركيا من طرد السفير الصهيوني، معتبراً إياها خطوة هامة وتأتي في وقت مهم وحسّاس، وستكون له انعكاسات إيجابية على الوضع الفلسطيني، كما سيزيد القرار من حدّة العزل التي يعانيها الكيان الصهيوني  

ودعا القيادي الرفاعي رئيس الوزراء السيد طيب رجب أردوغان، إلى إتمام زيارته إلى غزة، وتحقيق حلم الشهداء الذين سقطوا لأجل فك الحصار عنها.

وفيما يلي نص المقابلة: 

س.. في البداية.. كيف تُقيمون موقف تركيا من طرد السفير الصهيوني، وما تأثير هذا الموقف على القضية الفلسطينية؟

ج.. إننا نشيد بالموقف التركي ونعتبره خطوة هامة وتأتي في وقت مهم وحسّاس، وستكون له انعكاسات إيجابية على الوضع الفلسطيني.  إن هذا الموقف كان يجب أن يتم مباشرة بعد "مجزرة الحرية" التي ارتكبها الجيش الصهيوني بحق الشهداء الأتراك الذين سقطوا فوق أسطول الحرية.  وهو موقف يدلّ على عنفوان وإباء الشعب التركي، وتمسكه بكرامته الوطنية، وبأن سنوات من الاتفاقات والعلاقات مع العدو الصهيوني لم تغيّر من هوية هذا الشعب ولا من معتقداته بأن الكيان الصهيوني هو عدو للأمة الإسلامية جميعها.  ونحن ندعو رئيس الوزراء، السيد طيب رجب أردوغان، إلى إتمام زيارته إلى غزة، وتحقيق حلم الشهداء الذين سقطوا لأجل فك الحصار عنها.

 

س.. هل تعتقد أن قرار تركيا سيؤثر على كيان العدو من حيث السياسة الدولية، باعتبار تركيا دولة لها وزنها وثقلها في المنطقة.

ج.. لا شك أن القرار التركي سيزيد من حدّة العزل التي يعانيها الكيان الصهيوني بسبب المجازر التي يرتكبها بحق الشعب الفلسطيني، واستمرار حصاره لغزة، والتعنت في عمليات الاستيطان في الضفة وتدنيس القدس الشريف، ولا سيما بوجود وزير خارجية عنصري مثل ليبرمان، وخاصة في ظل التغيرات الكبيرة التي تجري في المنطقة، وما جرى على الحدود المصرية وردة فعل الشعب المصري العظيم، ولا ننسى هنا أن تركيا دولة عضو في حلف الناتو، ولها وزنها الاستراتيجي والسياسي، هذه العوامل كلها ستترك أثرها دون شك على العلاقات السياسية الدولية للكيان الصهيوني.

 

س.. أيام قليلة تفصلنا عن توجه رئيس السلطة محمود عباس للأمم المتحدة، ما موقف حركة الجهاد الإسلامي من هذا التوجه، وفي حال دعمكم لهذا التوجه هل ستشاركون في فعاليات شعبية تساند السلطة في توجهها.

ج.. في المبدأ، نحن مع أي توجّه يخرج شعبنا من دائرة المفاوضات العقيمة التي ثبت فشلها بعد أكثر من عشرين عاماً، في عملية تسوية ظالمة، دفع شعبنا أثماناً باهظة لها.  وإذا كان التوجه إلى الأمم المتحدة يأتي ضمن إطار الخروج من نفق المفاوضات والتنازلات، فإننا بلا شك نؤيده وندعمه.

 

المهم بالنسبة لنا هي الثوابت الوطنية الفلسطينية وعلى رأسها حق عودة شعبنا إلى أراضيه ومدنه وبيوته ذاتها التي أخرج منها.  فإذا تمسكت السلطة الفلسطينية بهذا الحق، ولم تقدّم تنازلات من أي نوع فيه، وإذا رفضت الاعتراف بالكيان الصهيوني كدولة يهودية، وتمسكت بعودة جميع اللاجئين الفلسطينيين إلى بيوتهم، فإننا على استعداد للمشاركة بكل ما يلزم من أجل مساندة حقوق الشعب الفلسطيني.  فالقضية بالنسبة إلينا هي قضية شعب ووطن لا قضية دولة.

 

س..كيان العدو دوماً يهدد السلطة ويتوعد للفلسطينيين في حال توجهوا للأمم المتحدة بقطع المساعدات والمنح الدولية، والعدوان العسكري على غزة، برأيكم ما سبب تهويل الاحتلال للموقف وإلى ماذا يهدف؟

ج..من وجهة نظر العدو الصهيوني فإنه يجد نفسه أمام معضلة حقيقية في حال تم الاعتراف بدولة فلسطينية كاملة العضوية في الأمم المتحدة، لأنه يرى أن مثل هذا الاعتراف سيعطّل أكذوبة "الإرهاب" التي يطلقها على المقاومة المسلحة والانتفاضات الفلسطينية، لأن القانون الدولي يسمح بمقاومة الاحتلال بكافة السبل.  كما يخشى أن من شأن مثل هذا الاعتراف أن يسمح للفلسطينيين بالتوجه إلى مؤسسات دولية، مثل المحكمة الجنائية الدولية، لملاحقة الكيان الصهيوني بجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، كالحصار والاستيطان وعمليات القتل، وذلك لأن النظام الداخلي للمؤسسات الدولية، التي تدّعي تحقيق العدالة، لا يعترف بالشعوب بل بالدول.  ويرى العدو الصهيوني أن الاعتراف بدولة فلسطينية عبر مجلس الأمن أو الأمم المتحدة يحرمه من التحكم بقضايا الوضع النهائي وفرض شروطه.  لذلك، ووفق قراءة العدو للمسألة، فإننا لا نستبعد أن يلجأ إلى كافة الوسائل والسبل لمنع الاعتراف بالدولة.

 

المهم بالنسبة إلينا، في حركة الجهاد الإسلامي، هو أن لا تكون المبادرة باتجاه الأمم المتحدة مجرد مناورة من قبل السلطة لاستدراج عروض تفاوضية جديدة، وأن لا يتم استدراج السلطة في مجلس الأمن إلى اعتراف مشروط بالدولة الفلسطينية، فيحصل الكيان الصهيوني في مجلس الأمن على ما لم يحصل عليه بالقوة.  وفي حال قام العدو بأي عدوان، فإن شعبنا كفيل بالردّ عليه.

 

س.. ما موقفكم من حرق المساجد في الضفة المحتلة، خاصةً أنها ليست المرة الأولى التي يتم فيها حرق مسجد على أيدي الصهاينة، دون التحرك الجدي الفلسطيني والعربي والإسلامي لوقف ذلك.

ج.. إن الصمت العربي والإسلامي على ما يحصل في الضفة أمر لم يعد مقبولاً، ولا سيما في ظل الثورات التي رفعت شعار الكرامة، التي ستبقى منقوصة ما دام هناك صهيوني واحد فوق أرض فلسطين، يدنّس المساجد ويعيث فساداً وتقتيلا وتشريداً.  إن ما يخطط له الكيان الصهيوني في الضفة خطير جداً، فهو يقوم بتنظيم المستوطنين وفق تشكيلات عسكرية، ويقوم بتدريبهم وتسليحهم، ليشكلوا فرقاً غير نظامية، وهذا خطير جداً، لأن ذلك يعني أن هذا الكيان قرر نقل المعركة في الضفة إلى أبعاد جديدة، لمواجهة أي إخلاء للضفة تحت أي ظرف من الظروف، وأنه قد يعطي المستوطنين الضوء الأخضر لممارسة عمليات قتل جماعية ضد شعبنا الأعزل، ثمّ يصوّر للعالم أنها مجرد ردّات فعل غاضبة، أو صدامات داخلية، لا تتحمل الحكومة الصهيونية مسؤولية عنها، بهدف مواجهة أية تطورات تحصل في المنطقة.

 

س.. بخصوص ملف المصالحة.. هناك حديث يدور عن لقاء قريب بين فتح وحماس، هل تعتقدون أن شيئاً جديداً سيحدث، وإلى متى سيبقى ملف المصالحة معلقاً؟

ج.. برأينا أنه في الوقت الحالي فإن كل طرف سينتظر ليرى ما سيحصل بخصوص التوجه إلى الأمم المتحدة، ليتخذ وفقاً لذلك الموقف الذي يراه مناسباً، ولذلك لا نعتقد أننا سنشهد تطوراً في هذا الملف قبل ذلك. 

 

س.. الفصائل الفلسطينية وعلى رأسها حركة الجهاد الإسلامي دعمت المصالحة الوطنية، ولكن دورها مازال غير حاسم بالنسبة لهذا الملف الذي أصبح رهينة التأجيل والخلاف الدائم.. ماتعقيبكم على ذلك.

ج.. حركة الجهاد الإسلامي تنطلق من ثوابت أساسية، هي التي تحدد لها خطة عملها.  ومن هذه الثوابت الحفاظ على الوحدة الوطنية في كل الظروف.  لذلك نحن دعمنا المصالحة من منطلق الحفاظ على الوحدة الوطنية وإنهاء حالة الانقسام الداخلي، فنحن لم نكن طرفاً في الانقسام، والكل يعلم أننا وقعنا على الاتفاق بصفة شاهد، وليس كطرف.  والاتفاق الذي تم في القاهرة تمّ بين حركتي فتح وحماس، وبالتالي فإنهما الطرف المعني بتنفيذ بنود الاتفاق فيما يتعلق بقضايا الانتخابات والحكومة والأجهزة الأمنية.  دورنا يأتي حين يتفرغ الطرفان لمناقشة القضايا الكبرى مثل إعادة بناء المنظمة وتشكيل المجلس الوطني الفلسطيني ورسم إستراتيجية وطنية موحدة.  وخلال ذلك فإننا على تواصل دائم مع كافة الأطراف من أجل الحفاظ على الوحدة الوطنية، والمساعدة بكل ما يلزم لتجاوز العقبات.

 

س..برأيك، هل ما يحدث من تغيرات على صعيد الدول العربية يمكن أن يؤثر على القضية الفلسطينية، وهل الفلسطينيون استطاعوا استثمار هذه الثورات لصالح القضية؟

ج.. القضية الفلسطينية هي القضية المركزية للأمة العربية والإسلامية، ولذلك فإنها تتأثر حتماً بما يجري في العالم العربي اليوم من ثورات، والتي نراها ستصب في نهاية المطاف في صالح القضية الفلسطينية، لما للقدس والمسجد الأقصى من تأثير عميق في وجدان وهوية كل عربي ومسلم، ولما يمثله استمرار وجود الكيان الصهيوني من استفزاز للكرامة العربية والإسلامية، وخطراً يعيق تقدم الشعوب العربية ونهضتها.  ولذلك فإننا نرى أن المواجهة بين الأمة العربية والإسلامية والكيان الصهيوني حتمية، وأن هذه الثورات ستقرب من لحظة المواجهة لإزالة هذا الكيان المزروع في قلب الأمة.

 

وبخصوص العلاقات الفلسطينية مع هذه الثورات، فإنها تحتاج إلى بعض الوقت لكي تستطيع هذه الثورات تنظيم أوضاعها الداخلية، وقد عقدت في الفترة الماضية عدّة لقاءات بين قوى المقاومة وممثلين عن هذه الثورات، وخصوصاً في مصر، وهي كلها تأتي لخدمة القضية الفلسطينية، ونحن متفائلون جداً بهذا الخصوص.

 

س.. فيما يتعلق باللاجئين، طالبتم فيما سبق بوجود مرجعية فلسطينية موحدة تمثل اللاجئين الفلسطينيين في لبنان.. هل هناك مساعي حقيقية لتحقيق ذلك.

ج.. نحن في لبنان في حراك مستمر وعلى تواصل دائم مع كافة القوى والفصائل والتنظيمات الفلسطينية من أجل بلورة هذه المرجعية وإخراجها إلى النّور.. وقد تمّ مؤخراً التّوصّل إلى اتفاق مبدئي، وإعداد ورقة عمل لتنظيم إطار المرجعية، سيتمّ مناقشتها قريباً بين أطر فصائل المنظمة وقوى التحالف، والكل بات يدرك الحاجة الماسة إلى تشكيل هذه المرجعية في أقرب وقت ممكن، لمواجهة أي شكل من أشكال تصفية قضية اللاجئين في ظل مساع أمريكية وصهيونية حثيثة لفرض التوطين ومحاولات إلغاء وكالة الأونروا أو تغيير الصفة القانونية للاجئين الفلسطينيين، كما من أجل الحوار مع الحكومة اللبنانية بهدف إقرار حقوق شعبنا التي حرم منها منذ أكثر من ستين عاماً، ولتحسين أوضاع شعبنا المعيشية والاقتصادية، ولحفظ أمن مخيماتنا ضد أي اختراق أو استهداف.

 

س..هل هناك تقليص واضح لخدمات "الأنروا" في المخيمات الفلسطينية في الشتات، وهل هذا يأتي ضمن تخلي المجتمع الدولي عن اللاجئين؟

ج.. التقليص في خدمات الأونروا في المخيمات بلغ حداً غير مسبوق، وفاقم من معاناة أهلنا وشعبنا إلى حد خطير، حيث شهدنا حالات وفاة متعددة على أرصفة المستشفيات بسبب عدم توفّر الميزانية المناسبة، كما أن مستوى التعليم قد تدنى إلى مستويات غير مسبوقة.  وبلا أدنى شك، فإن ذلك جاء ضمن مخطط دولي يهدف إلى الضغط على شعبنا بهدف فرض التوطين وشطب حق العودة، غير أن وعي شعبنا في لبنان كفيل بإسقاط هذا المخطط، وقد مارس الكثير من الضغوط المضادة التي أدّت إلى تحسن في أداء خدمات الأونروا، لكنها لا تزال دون المستوى المطلوب بكثير.