خبر حصار حماس- هآرتس

الساعة 09:12 ص|07 سبتمبر 2011

حصار حماس- هآرتس

بقلم: عميره هاس

(المضمون: حماس محتاجة الى حصار وانقطاع عن سائر المجتمع الفلسطيني لضمان استمرار حكمها - المصدر).

        أي حرج: ففي حين يخطط نشطاء "تكافل" لاحتجاجات جديدة على الحصار على قطاع غزة، تسهم حكومة حماس في تقييد حرية حركة الفلسطينيين. ونسأل بحق: من يكون عدة طلاب من الثانويات تمنعهم حكومة حماس من السفر للدراسة في الولايات المتحدة قياسا بـ 1.5 مليون الفلسطيني الذين تسجنهم اسرائيل في القطاع؟ وما الامر المثير للاهتمام في عدد من نشطاء فتح الممنوعين من الخروج والذين أصبحوا "نكالا" وانتقاما من حماس على مطاردة أنصارها (الذين لا علاقة لهم باستعمال السلاح) في الضفة على يد سلطة عباس – فياض؟ بل حتى بضع مئات من الناس قد يخرجون لمشروعات منظمات غير حكومية في الضفة والخارج – ما المهم في طلب أن يقدموا تقريرا عن سفرهم قبل اسبوعين (على الأقل) ويسلموا السلطات في غزة جملة تفصيلات عن المشروع؟.

        الحقيقة انه يمكن ايجاد تفسير ظرفي – سياسي تسهيلي لهذا الاضرار بحرية الحركة. بل ان التفسيرات تندمج جيدا في صورة حماس المحترمة في الخارج باعتبارها حكومة مقاومة (قياسا بصورة حكومة م.ت.ف المتعاونة مع الاحتلال). من شبه المؤكد ان كل فلسطيني تمنحه اسرائيل رخصة خروج عن طريق حاجز ايرز، هو ذو حماية ما من السلطات الاسرائيلية: فهو إما مقرب من السلطة الفلسطينية وإما من رجال السلطة بنفسه؛ وإما حبيب الامريكيين أو جهات غربية اخرى؛ أو ذو عناية وقرب من السلطة.

        إن رخصة التنقل لناس معدودين هي في جوهرها بمنزلة امتياز وليس الامتياز سوى حق موصوم: لأن الحق مخصص للجميع. وتقسيم امتيازات على أفراد – وكذلك تشجيع اغتراب "أبناء الذوات" عن سائر الجمهور وتنمية الحسد – هو في أساس سياسة الحصار الاسرائيلية. لكن حظورات حماس لا ترمي الى الاحتجاج على وصم الحق في حرية التنقل أو نفاق حكومات الغرب التي تعاون على سياسة الحصار. فقيود التنقل من حماس تنطبق على الخارجين من رفح ايضا.

        في يوم الخميس الماضي منعت سلطات حماس مرة اخرى ستة طلاب ثانويات حصلوا على منح دراسية، منعتهم من المغادرة متجهين للدراسة في الولايات المتحدة. وقد طلب عدد منهم الخروج قبل اسبوعين ورُفض ذلك بأمر من وزير التربية في حكومة حماس. ورُفض هذا الصيف خروج اولاد لمخيم صيفي (!) في الضفة. وقد ساءل جهاز الامن في غزة عددا من النشطاء في حركة تعارض القطيعة بين الضفة والقطاع، سافروا الى الخارج. وقد صودر من اثنين الحواسيب والهواتف المحمولة واحتُجز واحد يومين.

        يجب عدم الاستهانة بالحظورات وتكتيكات الردع لأن الحديث عن أعداد قليلة فقط. فمن ماهية الحظورات انها تزداد حجما وهي تتدحرج في منزلق اسمه "السلطة". إن حماس ترى نفسها ذات حق في التدخل بالتقديرات التربوية للآباء وفي مستقبل دراسة اولادهم، وترى نفسها مخولة أن تقيد نشاطا وطنيا واجتماعيا لا يقوم على بديهياتها الدينية. وهذه الحظورات مندمجة اندماجا جيدا في منطق حكمها. فحماس التي لا تهددها انتخابات تعتمد على كيانها السياسي – الديني المستقل.

        كلما تقدمت حكومة رام الله نحو التصويت في الامم المتحدة على قبول "فلسطين" عضوا، أصبح لحماس مصلحة في تأكيد استقلال القطاع تحت حكومتها، وهكذا تمنح اسرائيل تخويل أن تدعي الادعاء الكاذب أنها لم تعد المحتل. حماس محتاجة الى حصار يُصرفونه كي يتعرض رعايا "غزة المستقلة" أقل تعرض ممكن لواقع مختلف وكي لا يعترضوا على سياستها. وحماس محتاجة الى حصار وانقطاع عن سائر المجتمع الفلسطيني لضمان استمرار حكمها.