خبر عباس ماضٍ نحو « أيلول »..و« إسرائيل » تهدد وفصائل تختلف معه

الساعة 08:49 ص|06 سبتمبر 2011

عباس ماضٍ نحو "أيلول"..و"إسرائيل" تهدد وفصائل تختلف معه  

فلسطين اليوم- غزة (خاص)

على الرغم من أن أياماً قليلةً تفصل الشعب الفلسطيني عن توجه رئيس السلطة محمود عباس إلى الأمم المتحدة لمطالبتها بالاعتراف بالدولة الفلسطينية على حدود عام 1967، وخوضها مع "إسرائيل" معركةً دبلوماسية، إلا أن الفصائل الوطنية مازالت مترنحة حيال ذلك، ولم تخرج بموقف واضح.

 

ففي أروقة السياسة، تدور الحرب، وتواصل "إسرائيل" تهديداتها للفلسطينيين بقطع المساعدات والمنح الدولية، والضرائب، وبحرب عسكرية شاملة على قطاع غزة والضفة المحتلة، فيما تواصل السلطة شق طريقها نحو "الاستحقاق" على الرغم من موقف أمريكا التي تحاول عرقلة عباس في طريقه.

 

"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" شقت هذا الطريق، وتحدثت لفصائل وطنية خرجت بمواقف رفضت فيها التوجه للأمم المتحدة، على اعتبار أن الخطوة لن تُجدي نفعاً، فيما اعتبرها البعض بأنها خطوة فردية وشكلية لن تلقى نجاحاً.

 

الجهاد: عباس يذهب إلى سراب

فمن ناحيته، رأى القيادي في حركة الجهاد الإسلامي الشيخ أبو طارق المدلل، أن توجه عباس للأمم المتحدة لن يجدي نفعاً مع القرارات الأممية التي ترفض إعطاء الفلسطينيين حقوقهم، حتى أن استحقاق أيلول سيقابلها الفيتو الأمريكي، مبيناً أن عباس سيذهب إلى الوهم لا يمكن أن يأتي بشي للفلسطينيين.

 

واعتبر توجه عباس، استمرار للعملية السلمية الفاشلة، لذا يجب على أبي مازن أن يقيم سنوات المفاوضات السابقة ليخرج باستراتيجيات جديدة ومشروع وطني تحرري جديد بعد أن ثبت أن كيان العدو لا يفهم إلا لغة الدم.

 

وطالب عباس بتقييم العملية السلمية، وأن يعود إلى حضن الشعب الفلسطيني ويكرس المصالحة الوطنية، لأنه بتوجهه للأمم المتحدة فغنه يذهب إلى سراب، خاصةً وأن كيان العدو لم يُبق للفلسطينيين بحراً أو جواً أو براً لكي تُقام عليه الدولة الفلسطينية,

 

حماس: القرار خطوة فردية وشكلية

حركة حماس، وعلى لسان متحدثها الرسمي الدكتور سامي أبو زهري، قال بأن حركته لن تكون جزءاً من أي فعاليات لها صلة بالتوجه الفلسطيني إلى الأمم المتحدة في أيلول- سبتمبر الحالي.

وأوضح أبو زهري في تصريح صحفي، أن حركة حماس في الداخل وفي الخارج لن تشارك أو تكون جزءاً من فعاليات شعبية قد تنظم لمساندة السلطة الفلسطينية في توجها للأمم المتحدة.

وأشار أبو زهري إلى أن قرار التوجه للأمم المتحدة في أيلول الحالي يعتبر خطوة فردية وغير متفق عليها, مشدداً على أنها خطوة شكلية لن يبنى عليها أي جدوى حقيقية للشعب الفلسطيني.

محلل: موقف الفصائل يشوبه التقصير

من ناحيته، رأى الكاتب والمحلل السياسي الدكتور هاني المصري في حديث لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن موقف الفصائل الفلسطينية يشوبه التقصير، لأنها ركزت في مواقفها على مشاركتها أو عدم مشاركتها في التوجه، وهو أمر مرفوض لأنه كان الأولى مناقشة الأمر وبحثه.

وأوضح المصري، أن النتائج المترتبة على التوجه للأمم المتحدة سواء نجح هذا التوجه أو فشل فستكون النتائج على كافة الفلسطينيين وليس جهة بعينها، لذا فهذه تعد ثغرة تسجل على القضية الوطنية الفلسطينية، لأن الوحدة والتوحد في هذا الموقف ضرورة ملحة.

وقال الكاتب والمحلل السياسي:"كان من المطلوب أيضاً إشراك "حماس" و"الجهاد الإسلامي" وجميع القوى والفعاليات الوطنية لتقوية الموقف الفلسطيني من أجل إنجاح التوجه، وليس إهمالها وجعل مسألة التوجه رهينة لبضعة أفراد، وفي أحسن الأحوال للمنظمة فقط".

وأضاف، أن مشروع القرار لن يُقدم إلا في اللحظات الأخيرة، وهذا يعكس مراهنات خاسرة ويقلل من فرص الدعم السياسي والشعبي له، لأن الصورة غير واضحة حتى الآن على الرغم من بدء العد التنازلي لموعد تقديمه، بدليل حالة الارتباك والتناقض في التصريحات، وما تبديه المقالات والبيانات عن قلقها من مخاطر واحتمالات لا يبدو أنها أخذت كلها بالحسبان.

وتابع المصري:"على سبيل المثال، نلاحظ أن حركة حماس صاحبة الثقل الكبير اتخذت موقفاً يتراوح ما بين انتقاد التوجه إلى الأمم المتحدة؛ لأنه "هراء" تارة، أو لأنه لم يتم التنسيق معها تارة ثانية، أو الصمت تارة ثالثة، وكأن هذه المعركة لا تخص "حماس" وإنما تخص المنظمة أو أوساطاً فيها دون بقية الفلسطينيين ولم تنبس ببنت شفة حول مقومات النجاح في هذه المعركة".