خبر في غزة.. يفصلهما جدار واحد ولكن فرق التوقيت بينهما ساعة كاملة

الساعة 05:50 م|05 سبتمبر 2011

في غزة.. يفصلهما جدار واحد ولكن فرق التوقيت بينهما ساعة كاملة

فلسطين اليوم- غزة (خاص)

لم تعد ( شيماء) تتفق مع صديقتها (منى).. فقد اتفقتا خلال ثلاث سنوات مضت ولم يضلا طريقهما سوياً، ولكن افترقتا هذا العام الذي سيشهد تخرجهما، ولا يكمن السبب في خلاف بينهما، ولكن بسبب فرق التوقيت الذي حال دون اتفاقهما.

فعلى الرغم من كلتاهما تدرسان في مدينة غزة، إلا أنهما تدرسان في جامعتين مختلفتين فالأولى تدرس في جامعة الأزهر والأخرى في الإسلامية، ولم يكن ذلك يشكل هما عائقاً سوى بُعيد أيام عيد الفطر المبارك حيث تعملان الجامعتان بتوقيتان مختلفان.

وأوضحت شيماء لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية":" أنا أدرس في جامعة الأزهر التي تعمل وفق التوقيت الذي أعلنت عنه الحكومة في رام الله والتي أقرت الرجوع للتوقيت الصيفي ما بعد شهر رمضان المبارك، ولكن صديقتي تدرس في الإسلامية التي تعمل وفقاً لتوقيت حكومة غزة التي أبقت على التوقيت الشتوي".

لتضيف بشئ من السخرية:"تُصر حكومتا رام الله وغزة أن تفرقان بين المواطنين، فحتى التوقيت الموحد لم يهنأ لهم الإبقاء عليه".

وكانت حكومتا رام الله وغزة، أعلنتا قُبيل شهر رمضان المبارك، عن بدء العمل في التوقيت الشتوي للتخفيف على المواطنين، ولكن بعد إنتهاء الشهر أعادت رام الله التوقيت للصيفي، فيما أبقت غزة التوقيت الشتوي، لتصبح فلسطين بتوقيتين مختلفين.

وتشير الطالبة سمية ابراهيم التي تدرس في الجامعة الإسلامية، بأن مسألة التوقيت لم يُضر فقط بمواعيد المحاضرات، بل بمسألة السيارات، موضحةً أنها كانت تصل للجامعة عبر سيارة أجرة تتفق عليها ومجموعة من الزميلات ومنهم طالبات من جامعة الأزهر ونظراً للاختلاف في التوقيت جرى الاختلاف على موعد وصول السيارة.

وتضيف ابراهيم (التي رفضت ذكر اسم عائلتها)، حكومتا رام الله وغزة لا تعيران اهتماماً لهموم ومشاكل المواطنين البسطاء، فكل ما يهمهما هو فرض قراراتهما، وكل منهما يرى أنه على صواب، فمسألة التوقيت أضرت بالكثير من المواطنين.

واستهجنت زميلتها خالدة الحاج أحمد، بأي حق أن جامعتين ملتصقتين يبنهما جدار يكون فارق التوقيت بينهما ساعة، فهناك أشخاص مازالوا لا يعرفون كيف يسير الوقت في غزة، حتى طريقة التواصل مع الآخرين باتت مربكة، خصوصا مع الأقارب في الضفة المحتلة.

ولا يصل حد الاختلاف في التوقيت للجامعات، فحتى البنوك في غزة فهي تعمل وفق التوقيت الصيفي بناء على تعليمات من سلطة النقد وهو أمر يستهجنه المواطنون وعملاء البنوك.