خبر بدون بقشيش للطيب- يديعوت

الساعة 08:59 ص|05 سبتمبر 2011

بدون بقشيش للطيب- يديعوت

بقلم: ايتان هابر

(المضمون: من المعقول الافتراض ان السيد اردوغان كان سيجد ذريعة اخرى لما فعله الان، وعليه فحقيقة أننا تصرفنا في حينه وخدمنا مصلحته حقا لا ترفع ولا تنزل الان شيئا - المصدر).

الكلمات التالية غير موجهة لمن يؤمن بقوة اله أعلى على تغيير الواقع والوقوف دوما الى جانب اليهودية ودولة اسرائيل. وليس ايضا لمن يعرف بيقين أن لدى اسرائيل 200 قنبلة نووية، وان بوسعها أن تحتل تركيا، والتي يمكنها ان تحتل تركيا (وايران ومصر) بايماءة يد واحدة، واقامة الهيكل الثالث للشعب اليهودي بوفرة وسعادة. وكذلك من لديه ضغط دم أعلى من العادي أو يميل الى النوبات القلبية المتواترة، فانه معفي من القراءة.

بعد كل هذه المقدمة الطويلة نقول فورا بان ليس لدينا الكثير مما نفعله بالنسبة لعلاقات اسرائيل وتركيا التي وصلت في الاونة الاخيرة حتى الازمة: زعيم تركيا، طيب اردوغان قرر ان يحاول ليكون سلطانا، رئيسا وأولا للامة الاسلامية، ووجد الظهر الاسرائيلي مريحا لان يركب عليه في طريقه الى الالوهية. والله، كما هو معروف، لا يمنح "البقشيش". يجب العمل.

تركيا كانت، وربما – حبذا – ذات مرة ستكون ايضا لاعبا هاما للمنظومة الاستراتيجية الاسرائيلية في الشرق الاوسط. دافيد بن غوريون، قبل عشرات السنين، فهم الحاجة الى عزل بلدان المواجهة عن بلدان المحيط، ايران مثلا، تركيا مثلا. في وقت لاحق فعل ذلك مناحم بيغن مع مصر واسحق رابين مع الاردن، مع غمزة للسعوديين ونية لانهاء النزاع الدموي مع الفلسطينيين. في الجيل الاخير كانت علاقات اسرائيل – تركيا فوق ما كان متوقعا. وسجل لاسرائيل ربح هائل في الميزان السياسي، من كل ناحية كانت.

ولكن الاتراك اختاروا اردوغان كزعيمهم، واختاروا في الطريق بناء امبراطورية اسلامية، ولم يكن بوسعنا عمل شيء. يحتمل جدا أنه لو فهموا في واشنطن في حينه الى اين يسافر القطار التركي لكان ممكنا "عمل شيء ما". اما الان فلم يتبقَ غير أن نبكي على الحليب المسكوب.

ماذا يمكننا مع ذلك عمله؟ كان بوسعنا الا نعطي اردوغان سببا وجيها لان يركب على ظهرنا والا نتورط مع الاسطول. غير وارد؟ متعذر؟ وماذا عن السيادة وانتصاب القامة؟ ما العمل، ولدينا نماذج من الماضي القريب: في عهد حكومة اولمرت، ليس قبل سنوات طويلة، سمحنا مرتين على الاقل للسفن "بكسر الحصار" على غزة، ولم يحصل شيء. لا شيء. نادا. صفر. الدولة يمكنها أن تسمح لنفسها بغض النظر عندما يخدم ذلك مصالحها. مسموح لها أن تكون حكيمة، وليس فقط محقة.

اخطأنا بشدة، ولكن لا يمكن استرداد ما تم. وفضلا عن ذلك: من المعقول الافتراض ان السيد اردوغان كان سيجد ذريعة اخرى لما فعله الان، وعليه فحقيقة أننا تصرفنا في حينه وخدمنا مصلحته حقا لا ترفع ولا تنزل الان شيئا (بالمناسبة، منذئذ ارتفع الاستيراد التركي الى اسرائيل 40 في المائة وتصديرنا الى هناك 16 في المائة). اردوغان كان الرجل خلف الاسطول الاول، ومرمرة هي سفينة بملكية حكومية تركية. حقيقة أن الاتراك قرروا عدم الانطلاق الى الاسطول الثاني تشير كألف شاهد على تحكمهم بالاسطول الاول.

"بوغي" يعلون واعضاء آخرون في الحكومة بذلوا جهودا صادقة وصحيحة لتخفيض مستوى اللهيب: الاعراب عن الاسف، دفع تعويضات من خلال صندوق انساني وغيره وغيره، ولكن الانطباع الذي اخذه "بوغي" وآخرون كان ولا يزال: اردوغان يريد "الاحتفال" على الظهر الاسرائيلي، وجني ربح سياسي لشخصيته كسلطان وسياسته الاسلامية. ومع انه يريد "سرقة الجياد" ولكن ضدنا. معلومات استخبارية من عندنا نقلت الى الاتراك، ومنهم نقلت الى الاعداء، مثلا.

هل ينبغي للاستنتاج بانه لا يوجد ما يمكن عمله؟ لا. الاستنتاج الاسرائيلي يجب أن يكون الان: الحذر، عدم ارتكاب حماقات وأخطاء، عدم خدمة مصلحة اردوغان، عدم اعطائه أي رافعة، ذريعة او سبب. دولة اسرائيل ملزمة بان تكون الان حكيمة، وليست فقط محقة. من شبه اليقين أن اردوغان سيحاول وضعنا امام اختبارات قد تورطنا مع سلاح البحرية التركي. وهو مثلا، يمكنه أن يحاول ارسال سلاح بحريته الى شواطىء غزة في اطار "مرافقة قوافل". وهو على أي حال سيأتي الى احتفالات الاستقلال في غزة. وبالمناسبة، فانه يتحدى الولايات المتحدة في هذه المناسبة ايضا – وهذه هي اللحظة، ربما، لان نعيد ارتباطنا من جديد وبقوة بمصالح الولايات المتحدة في الشرق الاوسط.

هذه ليست لحظة سهلة لاسرائيل. هذه لحظة القيادة الحكيمة التي تعرف انه في المعارك الطويلة يوجد مكان ايضا "للتحسين الى الوراء"، من أجل نيل النقاط في المكان الذي يريد فيه الخصم الانتصار بالضربة القاضية. قامتنا الوطنية المنتصبة يمكنها أن ترتاح الان، وهذا هو الوقت لان يسد افواههم كل الثرثارين الاغبياء.

والله؟ ليحفظنا فقط. نحن لا نحتاج الى اكثر من ذلك.