خبر الهدف الحقيقي: -اسرائيل اليوم

الساعة 09:13 ص|04 سبتمبر 2011

الهدف الحقيقي: -اسرائيل اليوم

قيادة معسكر السلام

بقلم: يوسي بيلين

(المضمون: الجمهور بحاجة الى طريق واضح وقائد توجد ثقة فيه في أنه يسعى ايضا الى صالح العموم. اذا ما نشأ مثل هذا المزيج، فسيكون بوسعه أن يفاجىء في قدرته على خلق دافعية للتصويت ايضا حتى في اوساط من لا ينتمي الى المعسكر الايديولوجي الذي يقود هذا الطريق - المصدر).

الانتخابات التمهيدية لرئاسة حزب العمل ستعقد في 7 أيلول. اذا كان في بداية الطريق يبدو الامر وكأن هذا حزب منشق ليس له أمل في أن يفوز باكثر من 8 مقاعد، فالحديث يدور اليوم، ولا سيما بعد احتجاج الخيام، عن حزب لديه أمل في أن يحظى باكثر من ذلك بكثير.

اذا كان في البداية بدا ان شيلي يحيموفتش أنها مرشحة ليس الموضوع السياسي مهما في نظرها، يبدو اليوم ان الحديث يدور عمن تبنت برنامجا سياسيا يمينيا رقيقا. اذا كان بدا أن المنافسة الاساسية ستكون بين اسحق هيرتسوغ وعمرام متسناع، يبدو اليوم أن الحديث يدور عن تعاون وثيق بين الرجلين. اذا كان يخيل انه اذا وصل عمير بيرتس الى الجولة الثانية فسيجتمع الجميع ضده، يبدو أنه اذا كانت المنافسة ستكون بينه وبين يحيموفتش فقد يؤيده المتنافسون الساقطون هو بالذات.

ولكن السؤال كان ولا يزال: هل مهمة حزب العمل هي التنافس في ملعب الليكود ومحاولة تحقيق المقاعد على حسابه أم ان خصمه الاساسي هو كديما. كلما مر الوقت يبدو أن الهدف الاساس للوسط – اليسار في الانتخابات القادمة سيكون الحلول محل كديما وقيادة معسكر السلام والعدالة الاجتماعية.

كديما، الذي فاز في الانتخابات السابقة باصوات اليسار، نجح في أن يحافظ عليها بفضل عدم انضمام لفني الى حكومة نتنياهو – ليبرمان. غير أنه فضلا عن الموقف الجدير للفني وصمودها في وجه الاغراء، فانها سارت حتى الان بحذر مبالغ فيه في عدة حقول كان ينبغي ان تثبت فيها زعامتها. فقد تركت اعضاء كتلتها يؤيدون تشريعا ذا رائحة عنصرية وقوية متطرفة من مدرسة اسرائيل بيتنا. ولم تحاول قيادة أي خطوة سياسية. وبين الحين والاخر تمنح مقابلات صحفية سوية العقل لوسائل الاعلام، وعندما بات جليا ان التغيير يدق الباب، فاذا بها ترتبط بموفاز في الانتقاد على الاعتدال الامني لحكومة نتنياهو حيال حماس في غزة.

آمل في أن مطلب الرد بحزم على حماس، دون الاخذ بالحسبان للاثار على سكان الجنوب، على علاقاتنا مع مصر وعلى مكانة اسرائيل السياسية – ينبع من رغبة سياسية في التوجه الى مصوتي الليكود وليس انطلاقا من ايمان عميق. مهما يكن من أمر فان هذا رد فعل مخجل. حتى في الجانب الاجتماعي اثبت كديما بان ليس في جعبته أي بشرى غير الشعارات الفارغة.

من المهم الا يكرر نفسه الوضع غير الطبيعي الذي يمنح فيه رجال معسكر السلام اصواتهم لليمين. اعادة بناء الوسط – اليسار يجب ان يكون الهدف الاساس، ومثل اعادة البناء هذه لا يمكن أن تقوم على اساس كديما كبير وفارغ، الى جانبه حزب العمل المنافس له على أصوات الليكود من خلال عرض مواقف ليست له.

الجمهور بحاجة الى طريق واضح وقائد توجد ثقة فيه في أنه يسعى ايضا الى صالح العموم. اذا ما نشأ مثل هذا المزيج، فسيكون بوسعه أن يفاجىء في قدرته على خلق دافعية للتصويت ايضا حتى في اوساط من لا ينتمي الى المعسكر الايديولوجي الذي يقود هذا الطريق.

حزب العمل، تحت قيادة مجربة ومصداقة، يكافح في سبيل اتفاق مع الفلسطينيين ويعود الى تغيير سلم الاولويات الذي كان في التسعينيات، في ظل نقل الجهود الاقتصادية من البناء في الضفة الى تقليص الفوارق في اطار تجمع مع ميرتس وتعاون مع كديما – كفيل بان يعطي "نزالا" حقيقيا لليكود في الانتخابات القادمة ويخرج من منازلهم الناخبين غير المكترثين، الذين سمحوا باقامة حكومة لا تسير لا نحو السلام ولا نحو العدالة الاجتماعية.