خبر التوقع الكامل لايلول -هآرتس

الساعة 09:12 ص|04 سبتمبر 2011

التوقع الكامل لايلول -هآرتس

بقلم: يوسي سريد

(المضمون: اسرائيل ستأخذ على عاتقها عبء الاحتلال بكامل مشاكله؛ ستستأنف عهدها كما كان، وبالذات في ايام الرياح الجديدة، ايام خطاب آخر وسلم اولويات مختلف. بدلا من التعليم المجاني للاعمار الغضة في البلاد – ستعنى بتعليمهم، بصحتهم، وبجمع النفايات في نابلس وفي الخليل - المصدر).

أيلول بات هنا، ابتداء من أمس وليس معروفا ماذا سيولد الشهر. ولكن ليس واضحا ما هو غير الواضح، حين يبدو الوليد بوضوح. مرة اخرى لا حاجة الى المعلومات الاستخبارية للتحذير من الشر الذي بات استقباله سابقا لاوانه. غني عن البيان ايضا سؤال الاطراف عن نواياها، وذلك لان تأثيرها على ما يجري هامشي. نحو الاضطراب يسيرون بعيون مفتوحة.

السلطة الفلسطينية تعلن بان ليس لديها نية للمبادرة الى انتفاضة ثالثة، حكومة اسرائيل تعلن ان ليس في نيتها أن تحدث بقرارها حمام دماء، ومسموح لنا أن نصدقهما كلتيهما في هذه الحالة. وزير الدفاع كشف النقاب هذا الاسبوع عن شراء وسائل غير قاتلة لتفريق المظاهرات، والجيش الاسرائيلي يدرب مسؤولي الامن ومجموعات التأهب في المستوطنات للتصدي للمسيرات الاستفزازية.

كل هذا لن يجدي نفعا، ولا بد سنتذكر ما فعله لنا ايلول الذي قد يقع هذه السنة في تشرين الاول او الثاني. فهو لا يشتعل فورا حين يشتعل. فليس لحكومة اسرائيل والسلطة الفلسطينية حقا سيطرة في المناطق، التي باتت منذ زمن بعيد أرضا سائبة.

بعد نحو عشرين يوما سيرفع طلب للاعتراف بفلسطين كدولة وكعضو في الامم المتحدة. نتائج التصويت معروفة مسبقا: مع فيتو امريكي في مجلس الامن او بدونه، اغلبية هائلة ستؤيده. ويجدر بشمعون بيرس ان يوفر على نفسه وعلينا خطابه المثير للشفقة والذي لن يحيد أي دولة عن موقفها؛ وليس مجديا له ان يتخذ صورة من يخدم السيدين – نتنياهو وليبرمان. ليدع الرئيس وزير الخارجية يحصد العاصفة التي زرعتها ريحه.

أذكر جيدا 29 تشرين الثاني 1947. كنت طفلا ابن سبع سنوات، والفرح الذي فاض على ضفتيه اجتاحني أنا ايضا. ومع أن امي منعتني من الرقص في الساحات، خطير هناك في الخارج وحرب قريبة – ولكن الدائرة اجترفتني. في فلسطين ايضا سيجرفون. صحيح، لا يوجد عنوان مركز على الحائط، إذ ان الحائط كله هو العنوان: سرعان ما سيخيب أملهم هناك حين يتبينون أن حياتهم البائسة لا تتغير، ولكن لبضعة ايام سيتجاهلون الاستعباد وسيحتفلون بالخلاص.

لنا، في رحوفوت، لم تكن لدينا حواجز ولا مستوطنات حول الحاضرة. لو كانت، لطاف الفرح بنا عن الضفاف. ربما لن يطلق الجنود النار على الطفل المتسلق. ولكن المستوطنين سيطلقون النار عليه، وسيجنون شارة ثمن على سبيل الردع. وهم لن يسمحوا للصغار بالوقاحة وقد سبق أن اقسموا في الماضي على أنهم سيعرفون كيف يتدبرون امورهم حتى بدون الجيش الاسرائيلي. ولن تكون للسلطة الفلسطينية سيطرة على المظاهرات المخطط لان تكون هادئة. ولن يكون لحكومة اسرائيل سيطرة على المستوطنين. ولماذا التساذج: عندهم وعندنا ايضا هناك من هم معنيون بمزيد من الدم، الذي سيأتي كالزيت في دواليب الحسم – معركة اخرى واحدة وسننتصر.

ما الذي ليس واضحا بعد ذلك: السلطة الفلسطينية ستنهار، بعد أن تقطعها اسرائيل عن انبوبها المالي، والكونغرس سيجفف المساعدات الامريكية. الواقع الجديد – القديم سيجبر القيادة الفلسطينية على التخلي عن حكمها الوهمي لتعيد المفاتيح الى نتنياهو. ينبغي دفعها كي تفعل ذلك، فتنزل الستار على المهزلة.

اسرائيل ستأخذ على عاتقها عبء الاحتلال بكامل مشاكله؛ ستستأنف عهدها كما كان، وبالذات في ايام الرياح الجديدة، ايام خطاب آخر وسلم اولويات مختلف. بدلا من التعليم المجاني للاعمار الغضة في البلاد – ستعنى بتعليمهم، بصحتهم، وبجمع النفايات في نابلس وفي الخليل.

لا سبيل الى ازالة الرحى عن الرقبة الا برأس محطم، لا سبيل الى التخلص التام من المناطق الا بعد نوبة ادمان واحدة اخرى وبعدها نشفى منه.