خبر تركيا ليست عدوا -هآرتس

الساعة 09:08 ص|04 سبتمبر 2011

تركيا ليست عدوا -هآرتس

بقلم: أسرة التحرير

تقرير لجنة التحقيق للامم المتحدة في قضية الاسطول هو مهامة تفكير نوايا طيبة. جهد هائل وظفه اعضاء اللجنة كي يبنوا ذنبا متوازنا وهم يشرحون جيدا كيف وقعت المأساة التي قتل فيها تسعة مواطنين أتراك في عملية للجيش الاسرائيلي، ويلقون بمسؤولية متبادلة سواء على تركيا أم على اسرائيل. ولكن بين صفحات التقرير يصرخ غباء، غرور، اخفاقات سياسية وعسكرية.

        ومع أن التقرير يقضي بان فرض الحصار على غزة لا يتعارض والقانون الدولي ولكنه يمتنع عن القول اذا كانت هذه هي الوسيلة القتالية الاكثر نجاعة واخلاقية. وعملية الجيش الاسرائيلي تتقرر فيه بانها "استخدام مبالغ فيه وغير منطقي للقوة"، وفقدان حياة الانسان بانه "غير معقول". ضد تركيا يدعي التقرير بانها لم تفعل ما يكفي لمنع انطلاق الاسطول، وأن المبادرين الى الاسطول تصرفوا بشكل غير مسؤول. توصية التقرير هي أن على اسرائيل أن تدفع تعويضات لعائلات القتلى وان تعرب بشكل مناسب عن أسفها.

        قضية الاسطول – وليس التقرير – دهورت علاقات الدولتين الى أسفل الدرك لدرجة ان احداها رأت في نظيرتها دولة معادية. الماضي الفاخر والقوة العميقة بين الشعبين تبددا هباءاً، والان تخطط الدولتان لتضرب الواحدة الاخرى بمجلدات التقرير. كل واحدة منهما بدأت تعرب عن تحفظاتها منه وتعثر فيه على فتات مبررات تعمل في صالحها. ولكن هذه لا يمكنها أن تذيب الجمود العميق، الذي تصلب اكثر من ذلك مع قرار تركيا طرد السفير الاسرائيلي من أنقرة، تخفيض مستوى التمثيل الى مستوى سكرتير ثانٍ وتجميد العقود العسكرية. اسرائيل، التي عدد حلفائها في العالم بشكل عام وفي المنطقة بشكل خاص آخذ في التضاؤل، لا يحق لها أن تعفي نفسها من العتب وأن تستبدل حليفا حيويا باعتبار عديم القيمة لمكانتها. رد الفعل الحاد، وان كان متعجلا أيضا لتركيا، لا يزال يبقي مجالا لعقل سليم سياسي اسرائيلي ومثلما كان ينبغي لها أن تفعل قبل نشر التقرير، فان اسرائيل ملزمة بعده أيضا بان تعرب عن الاسف، تدفع تعويضات وتعيد العلاقات الى سابق عهدها. هذا ثمن متدنٍ لقاء ذخر استراتيجي كالعلاقات مع تركيا.