خبر الثوار يمنحون أنصار القذافي مهلة 4 أيام للاستسلام أو الحسم العسكري

الساعة 06:43 ص|31 أغسطس 2011

 

الثوار يمنحون أنصار القذافي مهلة 4 أيام للاستسلام أو الحسم العسكري

فلسطين اليوم-وكالات

أمهل المجلس الانتقالي الليبي أنصار معمر القذافي مهلة 4 أيام حتى السبت المقبل للاستسلام أو مواجهة الحسم العسكري، بينما استمر التلاسن بين المجلس والجزائر بسبب سماحها لأفراد من عائلة القذافي باللجوء إلى أراضيها، فيما أعرب مصطفى عبد الجليل، رئيس المجلس، عن اعتقاده بأن أفراد عائلة القذافي سيتوجهون من الجزائر إلى دولة ثالثة.

ووجه عبد الجليل إنذارا لمناصري العقيد القذافي في آخر معاقل النظام وبينها سرت للاستسلام، وإلا فإنه سيتم حسم الأمر عسكريا. وقال في مؤتمر صحافي في بنغازي «تنتهي هذه الفرصة بنهاية عيد الفطر المبارك، ابتداء من السبت القادم إذا لم تكن هناك بوادر سلمية لتغيير هذا الأمر على أرض الواقع فإن باستطاعتنا حسم الموضوع عسكريا». وأضاف أن قوات المجلس تعتزم السيطرة على وسط وجنوب ليبيا وسرت مسقط رأس القذافي. وتابع «نحن نعطيهم الفرصة الكافية لذلك. هذه الفرصة الكافية ستنتهي بنهاية العطلة المقررة لعيد الفطر المبارك. وبداية من السبت القادم إذا لم تكن هناك بوادر سلمية لتنفيذ هذا الأمر على أرض الواقع فإننا باستطاعتنا حسم الموضوع عسكريا. نحن لا نتمنى ذلك ولكن أيضا لن نصبر أكثر من ذلك».

وأوضح أنه اجتمع مع مسؤولين من حلف شمال الأطلسي أثناء زيارة له إلى قطر أول من أمس، وقال «في اجتماع يوم أمس مع رؤساء أركان التحالف تم حسم الأمر نهائيا بأننا لسنا في حاجة إلى أي قوات لحفظ الأمن دولية أو إسلامية أو عربية»، مؤكدا أن ثوار طرابلس قادرون على حمايتها.

وأكد المتحدث العسكري باسم الثوار الليبيين أحمد عمر باني في بنغازي أمس أن إطلاق المعركة الحاسمة في ليبيا «وشيك». وأضاف خلال مؤتمر صحافي «إطلاق المعركة الحاسمة وشيك، حتى الآن لم نتلق اي عرض باستسلام سلمي. نريد أن يعلم الجميع أننا مستعدون عسكريا للمعركة التي ستنهي النزاع». وتابع «نواصل السعي إلى حل سلمي لكننا سنستخدم السبت وسائل مختلفة في مواجهة هؤلاء المجرمين». وأضاف «لقد فوجئنا بأن سكان سرت لا يزالون يرفضون عروضنا السلمية لتجنب إراقة دماء من الجانبين».

من جانبه، أبدى عبد الجليل اعتقاده أن زوجة القذافي وأبناءه الثلاثة الذين فروا إلى الجزائر أمس سيذهبون إلى دولة ثالثة قريبا. وقال «لا نعتقد أن الحكومة الجزائرية ستحتفظ بأشخاص يشكلون خطرا على ليبيا، أو بأشخاص مطلوبين للعدالة الدولية أو العدالة المحلية في ليبيا».

لكن المتحدث باسم حكومة الثوار محمود شمام قال إن «إنقاذ عائلة القذافي ليس عملا نرحب به أو نفهمه»، مضيفا «نريد أن يعود هؤلاء الأشخاص» إلى ليبيا، في إشارة إلى صفية زوجة الزعيم الليبي وثلاثة من أبنائه العشرة هم محمد وهنيبال وعائشة.

من جانها، قالت الجزائر إنها تصرفت على هذا النحو لأسباب «إنسانية بحتة»، فيما أعلن مصدر حكومي أن عائشة أنجبت في الساعات الأولى من فجر الثلاثاء طفلة في الجزائر. كما أعلن الثوار ليلا مقتل خميس أحد أبناء معمر القذافي، إلا أن هذه المعلومات تبقى غير مؤكدة، إذ تم الإعلان مرارا منذ اندلاع النزاع الليبي منتصف فبراير (شباط) عن مقتل خميس القذافي إلا أن هذا الأمر لم يتم تأكيده، ونفته إذاعة موالية للقذافي قالت إن هذا النبأ كاذب. ولا يزال معمر القذافي متواريا في مكان مجهول، والإشاعات لا تزال تسري حول اختبائه في منطقة سرت التي يتحدر منها. وفي هذه المنطقة، وحول هذه المدينة التي تبعد 360 كلم عن طرابلس لناحية الشرق، ركز الثوار جهودهم وتموضعوا في الجوانب كافة. واستمر إرسال التعزيزات العسكرية إلى هذه المنطقة لدعم الثوار.

وتعتبر السيطرة على هذه المدينة الساحلية التي تضم 120 ألف نسمة، وعلى منطقتها حيث يقاتل أنصار القذافي بضراوة، بمثابة ضربة قاصمة لنظام القذافي. وقال إسماعيل شالوف، قائد مجموعة من مقاتلي الثوار في هذه المنطقة حسب وكالة الصحافة الفرنسية «إننا ننتظر نهاية المفاوضات. إن شاء الله ستستسلم سرت من دون قتال». وبحسب هذا القائد الميداني فإن الثوار اقتربوا حتى مسافة 70 كم من المدينة، قبل أن يتعرضوا لقصف بالأسلحة الثقيلة ويضطروا للانكفاء.

وفي شرق سرت، كان الوضع هادئا صباح أمس وفق مراسل وكالة الصحافة الفرنسية. وكان خط الجبهة واقعا على بعد نحو 40 كم غرب بن جواد بعد قرية أم قنديل، أي على بعد أقل من مائة كم شرق معقل القذافي.

وليل الاثنين الثلاثاء، أعلن حلف الأطلسي أنه شن غارات عدة على منطقة سرت، ودمر عددا من المواقع العسكرية. وعلى صعيد قضية عائلة القذافي، أكدت الجزائر أمس أنها استقبلت ثلاثة من أولاد العقيد معمر القذافي وزوجته «لأسباب محض إنسانية»، فيما أنجبت ابنته عائشة طفلة في جنوب شرقي البلاد.

وقال مصدر حكومي جزائري رفض الكشف عن اسمه «لقد أنجبت عائشة في وقت مبكر هذا الصباح طفلة، وهما في صحة جيدة»، رافضا إعطاء تفاصيل إضافية. وسميت الطفلة صفية تيمنا بجدتها على ما أكدت مصادر موثوقة لصحيفة «النهار».

ودخلت عائشة وشقيقاها هنيبال ومحمد وصفية الزوجة الثانية لمعمر القذافي إلى الجزائر صباح الاثنين، كما أعلنت وزارة الخارجية الجزائرية. وكانت صحيفة «النهار» أشارت الاثنين إلى أن أعضاء عائلة القذافي دخلوا الأراضي الجزائرية عبر معبر تنكارين الحدودي عند أقصى الجنوب، وتم نقلهم بواسطة الطائرة إلى جنات على بعد أكثر من 400 كم إلى الشمال الغربي حيث المستشفى الذي نقلت إليه عائشة. وقال السفير الجزائري لدى الأمم المتحدة مراد بن مهيدي إن زوجتي ابني معمر القذافي وأولادهما توجهوا إلى الجزائر. وقال لصحيفة «نيويورك تايمز» «هناك الكثير من الأولاد» من دون تحديد عدد.

ومن المتوقع أن تكون عائلة القذافي التي تضم نحو ثلاثين فردا بينهم عدد من الجرحى، بحسب صحيفة «النهار» الجزائرية، أسكنت في مقر رسمي يخضع لحراسة مشددة في محيط مدينة جنات السياحية في منطقة الساحل على بعد 2300 كم جنوب شرقي الجزائر العاصمة.

وأفاد المتحدث باسم الخارجية الجزائرية عمار بيلاني «لقد أعلمنا الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن ورئيس المجلس التنفيذي في المجلس الوطني الانتقالي» بدخول عائلة القذافي.

واعتبر المتحدث باسم المجلس الانتقالي في لندن جمعة القماطي أن «الحكومة الجزائرية متهورة جدا بالعمل ضد مصالح الشعب الليبي. فعليها أن تفكر في المستقبل.. إن القذافي وأبناءه انتهوا وينتمون إلى الماضي». وقال القماطي عبر محطة التلفزيون البريطانية «سكاي نيوز»: «لدينا مشكلة مع نجليه هنيبال ومحمد»، موضحا أن «القضاء الليبي يلاحقهما بسبب سوء الإدارة والاختلاس، وعلى الأرجح سرقة وتحويل كميات كبيرة من الأموال العامة. ربما يتعلق الأمر بمليارات». ووصف القماطي تصرف الجزائر في الأشهر الأخيرة تجاه ليبيا بأنه «عمل عدواني». وقال «لدينا أدلة على أن الحكومة الجزائرية سمحت لمرتزقة بالعبور» إلى ليبيا»، مكررا معلومات سبق أن أكدها المجلس الوطني الانتقالي. وقال أيضا «إنها سمحت بنقل وقود وأسلحة إلى ليبيا خلال الأشهر الستة الأخيرة، وأعارت القذافي سبع طائرات في فبراير ومارس (آذار) لنقل مرتزقة إلى ليبيا. ولم تعترف الجزائر بالمجلس الوطني الانتقالي، كما أنها لم تطالب بتنحي القذافي. وأكدت مجددا الأسبوع الماضي أنها تلتزم «الحياد التام برفضها التدخل في أي شكل من الأشكال في الشؤون الداخلية» لليبيا.

من جهة أخرى، قالت صحيفة «الشروق» الجزائرية أمس إن الجزائر ستسلم القذافي إلى المحكمة الجنائية الدولية إذا دخل أراضيها. وذكرت صحيفة «الشروق» الجزائرية نقلا عن مصادر جزائرية في موقعها على الإنترنت أن الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة قال لوزراء في حكومته خلال اجتماع وزاري أمس إن الجزائر ستحترم القانون الدولي في كل القضايا التي لها علاقة بالصراع في ليبيا.

وقالت الصحيفة إنه إذا حاول القذافي دخول الأراضي الجزائرية في ظل الحديث عن إحكام الثوار قبضتهم على المعابر الحدودية مع تونس ومصر، فإن الجزائر ستلقي القبض عليه وستسلمه إلى المحكمة الجنائية الدولية امتثالا للاتفاقيات الدولية.