خبر ليبيا: بداية عهد جديد- إسرائيل اليوم

الساعة 09:37 ص|28 أغسطس 2011

ليبيا: بداية عهد جديد- إسرائيل اليوم

بقلم: كريستوف بيغو

سفير فرنسا في اسرائيل

نهاية دكتاتورية القذافي في ليبيا قريبة اليوم أكثر من أي وقت مضى. صفحة جديدة تفتح في تاريخ ليبيا.

ما يجري في طرابلس يمسنا جميعا: الانسانية تتقدم نحو عالم لا مكان فيه بعد اليوم للدكتاتوريين. الامر سيستغرق وقتا، ولكن علينا جميعا ان نستخلص الاستنتاجات من ذلك. نأمل لهذه المسيرة، التي بدأت بالربيع العربي ونشأت عن فعل تونسي يائس واحد، أن تنتشر في كل المنطقة.

وعلى حد قول الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، حان الوقت لأن يتمكن الشعب السوري ايضا من ان يتنفس بحرية. فللمواطنين السوريين ايضا الحق في العيش في ديمقراطية.

صحيح أن سوريا ليست ليبيا، ولكن هناك ايضا يجب تحقيق تطلعات الشعب. على بشار الاسد ان يترك السلطة، مثلما طلب مؤخرا بشكل صريح الرئيسان ساركوزي واوباما، والمستشارة ماركل ورئيس الوزراء كامرون.

من المهم الاشارة الى أن أمرا من كل هذا ما كان ليحصل لولا الجسارة التي تبديها الشعوب العربية. ينبغي ان نؤدي التحية لتصميم ووحدة المعارضة الليبية والدور الأساس الذي يؤديه المجلس الوطني الانتقالي.

***

في صالح الاسرة الدولية سيسجل رد الفعل السريع والناجع، من خلال عمل متداخل من الامم المتحدة والناتو، نال تأييد العديد من الدول العربية.

قرار 1973 لمجلس الامن اتخذ بمبادرة ألن جوبيه وبريطانيا – تطبيق أول لمسؤولية توفير الحماية – قرر الاطار القانوني للتدخل الدولي.

بعد ذلك جاءت العملية العسكرية الصبورة والمركزة لحلف الناتو، بقيادة القوات الجوية لفرنسا وبريطانيا وبمساعدة امريكية، وقد اثبتت نفسها.

***

التصميم السياسي، الضغوط، استخدام القوة في ظل احترام القانون الدولي – كل هذا منع مذبحة وفتح الطريق نحو الحرية. والآن يجب التركيز على المستقبل، والامور ليست بسيطة بهذا القدر. وعليه فان الحكم الجديد في ليبيا سيحتاج الى مشاركة الاسرة الدولية، مرافقتها ومساعدتها.

هذه المهمة ستستدعي جهودا عديدة، وليبيا ستحتاج الى كل دعم يمكنها فقط ان تحققه. وعليه فقد اقترح الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ان يعقد منذ الاول من ايلول قمة دولية واسعة جدا تقرر خطة عمل جديدة، وذلك بالتعاون مع السلطات الليبية.

***

رئيس المجلس الانتقالي الوطني لليبيا، محمود جبريل، دعا الى الامتناع عن كل تفكير بالانتقام. وقد عمل على نحو سليم. لا ريب انه يجب تشجيع المصالحة الوطنية بين كل الفصائل في ليبيا والاستعداد للانتخابات. يمكن أن نساعدهم، ولكن واضح ان الليبيين وحدهم محفوظ لهم الحق بأن يقرروا مصيرهم ويبنوا ليبيا الجديدة والديمقراطية.

لا ريب ان الطريق سيكون صعبا، ولكن له قيمة بحد ذاتها وكذا قيمة كنموذج للشعوب الاخرى؛ وهو حيوي لمنطقة الشرق الاوسط بأسرها.

في كل الاحوال، فرنسا من ناحيتها فعلت كل ما عليها وستساعد بكل قدرتها مواطني ليبيا على ان يكتبوا هذه الصفحة الجديدة في تاريخهم.