خبر نحو ربع مليون مواطن يحيون ليلة القدر في الأقصى

الساعة 12:09 م|27 أغسطس 2011

نحو ربع مليون مواطن يحيون ليلة القدر في الأقصى

فلسطين اليوم-وكالات

تجلت القدس في ليلتها التي فضلها الله على سواها من الليالي واعتبرها خير من ألف شهر.. وبلغت ذروة تجليها في دعاء ختم القرآن الكريم بصلاة التراويح وقيام الليل التي امتدت لساعة متأخرة من الليلة المباركة برحاب المسجد الأقصى، وصدحت أصوات أكثر من ربع مليون تذللاً ومناجاةً لله وطلبا للمغفرة ودعاء بزوال الاحتلال عن القدس والأقصى والبلاد.

 

تملك أهل القدس وآلاف الوافدين الذين شاءت لهم الأقدار أن يتخطوا حواجز الاحتلال ويزحفوا فرادى وجماعات إلى المسجد الأقصى المبارك ليؤدوا بعض شعائرهم الدينية في رحابه الطاهرة، وخاصة في صلوات الجمعة والتراويح وقيام الليلة الماضية شعور بطعم زوال الاحتلال وكأن مدينتهم قد تحرّرت من نير وقيد الاحتلال.

 

بالأمس، ورغم الانتشار المكثف لقوات الاحتلال، تحرر الأقصى من قيد أسره، وظل متوهجاً حتى مطلع الفجر وكأن لسان حاله يؤكد هويته الإسلامية رغم كل محاولات استهدافه.

 

حاول الاحتلال عبثا الحدّ من تدفق آلاف المصلين إلى الأقصى، إلا أن محاولاته باءت بالفشل وفضل الابتعاد نسبيا ومشاعر القهر تنتابه من سيل المواطنين وزحفهم من كل بوابات البلدة القديمة إلى الأقصى، واكتفى بتعزيز إغلاق المداخل الرئيسية للقدس، وتمكن أكثر من ربع مليون مواطن من الانتظام بصلاة التراويح وإحياء ليلة القدر في رحاب الأقصى الطاهرة، وطغى المشهد الفلسطيني ومشهد الحشودات الفلسطينية على كل مظاهر الاحتلال وبدت المدينة ومسجدها في أبهى صورها وتجلّياتها.

 

ومع إحياء ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان الفضيل، والتي اصطلح على تسميتها بليلة القدر، يبدأ العدّ التنازلي لتناقص عدد المُصلين بالأقصى المبارك، وتعود الأعداد التقليدية إلى رحاب المسجد، وتبدأ بعد ذلك حلقات استهدافه بالاقتحامات والتدنيس مُجدداً من قبل الاحتلال والجماعات اليهودية المتطرفة.

 

الليلة، وصلت استعدادات المؤسسات والجمعيات والهيئات الخيرية ذروتها في هذه الليلة من خلال تقديم آلاف الوجبات على موائد الإفطار الجماعية في باحات الأقصى، إضافة إلى تقديم وجبات السحور على آلاف المُصلين المعتكفين في رحاب الأقصى لإحياء هذه الليلة المباركة من الشهر الفضيل.

ووفق ما أعلنه الشيخ عزام الخطيب التميمي مدير أوقاف القدس، فقد استقبلت الدائرة، بموظّفيها وحُرّاسها ولجانها المُتعدّدة والمُنبثقة عنها، آلاف المُصلين الوافدين لصلاة الجمعة الرابعة وليلة السابع والعشرين باستعدادات كاملة ومنتظمة, لافتاً إلى أن إدارة الأوقاف أعدّت برنامجا دينيا حافلا خاصا بصلاة التراويح وقيام الليل والأدعية.

 

وأوضح مدير المركز الصحي العربي أحمد سرور الذي يحتفظ بعيادتين طبيتين داخل المسجد الأقصى على مدار الأيام، أن المركز استعد مبكرا للجمعة اليتيمة ولليلة القدر واتخذ كافة الإجراءات اللازمة لتقديم العون الطبي اللازم لمن يحتاجه، لافتاً إلى أنه تم تقديم الإسعافات للعشرات من المُصلين من الجنسين والذين وصلوا إلى عيادتي المركز لتلقي العلاج.

وكانت المعابر والحواجز العسكرية الثابتة على المداخل الرئيسية لمدينة القدس المحتلة شهدت حشودات كبيرة وطوابير طويلة من المواطنين بانتظار السماح لهم باجتياز هذه المعابر والدخول إلى الأقصى لإحياء ليلة القدر فيه.

وكانت مئات الحافلات الكبيرة وصلت منذ ساعات فجر اليوم وهي تنقل آلاف المُصلين من مختلف البلدات والأحياء المقدسية والتجمعات السكانية في الداخل إلى الأقصى المبارك، فيما حاولت سلطات الاحتلال الحدّ من تدفق المصلين من خلال إغلاق العديد من الشوارع والطرقات الرئيسية أمام المركبات، وخاصة في محيط أسوار البلدة القديمة، ونشر آلاف العناصر من جنود وشرطة الاحتلال وتسيير الدوريات الراجلة والمحمولة في مختلف الشوارع والطرقات، داخل وخارج أسوار المدينة المقدسة.

وشهدت مدينة القدس المحتلة الليلة الماضية، وخاصة بلدتها القديمة، حركة تجارية نشطة عجّت أسواقها بالمتسوّقين، فيما نشطت العديد من المؤسسات في إحياء هذه الليلة المباركة بفعاليات مناسبة وخاصة

ولا تزال العائلات المقدسية تُحافظ على تقاليدها بإحياء الليلة المباركة بتناول وجبات الإفطار التي تُعدها في منازلها بباحات الأقصى، فضلاً عن توزيع الحلوى والمرطبات والعصائر على الصائمين.

ولكي لا يعود الأقصى بعد بضعة أيامٍ حزينا ويشكو من قلة رواده بفعل سياسات الاحتلال، حث العلماء والشخصيات والقيادات الدينية والوطنية المواطنين على ضرورة المحافظة على التواجد في المسجد الأقصى وشد الرحال إليه بعد رمضان وفي كافة الأيام والأوقات.