خبر المصريون بحاجة لخطف شاليط 2 لإطلاق سراح 100 أسير مصري

الساعة 07:15 ص|27 أغسطس 2011

المصريون بحاجة لخطف شاليط 2 لإطلاق سراح 100 أسير مصري

فلسطين اليوم - وكالات

على بعد 200 متر من الحدود الإسرائيلية وفوق تبة عالية، جلست أم ياسر ترقب حدود العدو، تترقرق عينيها بدموع متحجرة لا تقدر على منعها أو إسقاطها، من خلف برقع بدوي يكشف جزءاً من عينيها، تنظر الأم الملتاعة لفراق ولدها الوحيد إلى الأسلاك الشائكة بحسرة: «ابني محبوس هناك ولا أستطيع أن أصل إليه، أو أطمئن عليه»، تصمت أم ياسر قليلا لتعاود نطق كلامها بلهجتها البدوية وبقوة «ولدى ليس مهرب مخدرات ولا هو لص لكنه مقاوم ووطني ومن أجل ذلك حبسه اليهود»، تعاود المرأة البدوية الضغط على كلماتها لتخرج قوية «ولدى لم يدخل إسرائيل ليحبسوه هناك لكنه دخل أرضنا أرض فلسطين المحتلة المحبوسة هي الأخرى خلف هذه الأسلاك الشائكة، كل جريمة ابني أنه حاول إدخال السلاح لإخوته في فلسطين المحتلة نحن وطنيون ولسنا مهربين أو لصوصاً».

منذ سبع سنوات والأم البدوية تنتظر ابنها الوحيد ياسر مرعى أبوزينة، المحبوس في سجن «هاردين» بإسرائيل، بعد اتهامه بتهريب السلاح إلى الفلسطينيين، ثلاث سنوات كاملة عاشتها ولا تعلم أم ياسر مكان ابنها المختفي حتى جاءتها مكالمة هاتفية من غزة تخبرها أن ابنها محبوس في السجون الإسرائيلية بتهمة تهريب السلاح.

أمسكت والدة السجين ياسر مرعي أبوزينة بآخر صورة أرسلها لها ابنها من السجن، وقالت: «بعدما فقدت الأمل في أن أجد ولدى، جاءتني مكالمة هاتفية من فلسطيني يعيش في قطاع غزة أخبرني أنه عائد من زيارة ابنه المحبوس في إسرائيل وعلم أن ابني محبوس هناك في سجن (هاردين) ومحكوم عليه بالسجن 12سنة بتهمة تهريب السلاح، بعدها اتصل هو بي لكنى لم أستطع أن أزوره أو أطمئن عليه، هذه الأسلاك الشائكة تقف بيني وبينه».

ياسر مرعى أبوزينة، واحد من عشرات المصريين المحبوسين في سجون إسرائيل بلا حس أو خبر لا أحد يعلم عنهم شيئاً ولا يوجد من يهتم لأمرهم، لا من السفارة المصرية في تل أبيب ولا من وزارة الخارجية المصرية، بالتالي حسب الإحصاءات غير الرسمية تجاوزت أعداد المصريين المحبوسين في إسرائيل المائة فرد، آخرهم كان أربعة أطفال من البدو ألقى القبض عليهم على بعد أمتار قليلة من سلك الحدود مع إسرائيل، والمختفية دائما تحت تلال الرمال المتحركة بين حدود الدولتين، إلا أن تقريراً للمنظمة العربية لحقوق الإنسان رصد وجود 169سجيناً عربياً في إسرائيل منهم 69 مصريا زادوا بعد القبض على الأطفال الأربعة.

وحسب الإحصاءات نفسها فإن الغالبية العظمى من هؤلاء السجناء محبوسون بتهم تتعلق بالتهريب، بدءاً من تهريب السجائر التي تدر ربحاً خيالياً على مهربيها، وحتى تهريب المخدرات، إلا أن هناك فئة أخرى هم المحبوسون أمنياً ولأسباب سياسية تتعلق بدعم ومساندة المقاومة الفلسطينية.

وتبلغ أعداد السجناء الأمنيين حوالي 21 سجيناً كلهم من بدو شمال سيناء، إلا واحداً فقط من القاهرة ويدعى محمد السيد، وقبض عليهم أثناء مساعدتهم المقاومة الفلسطينية داخل الأراضي المحتلة، ومعظمهم محبوسون بين سجن رامون وسجن النقب، والمتواجد فيه وحده حوالي 19 سجيناً أمنياً مصرياً، أرسلوا عدة رسائل إلى الحكومة المصرية وإلى المجلس العسكري لإنقاذهم وإخراجهم من سجون إسرائيل، عارضين على الحكومة والمجلس العسكري إبرام صفقة تبادل بينهم وبين الجاسوس الإسرائيلي «إيلان جرابيل»، حسب المطالب التي عرضها السجناء المصريين في عدة رسائل إلى المجلس العسكري والحكومة المصرية، والتي تولى مهمة إرسالها السجين المصري مساعد إبراهيم البريكات المسجون في سجن «كتسيعوت» بإسرائيل منذ 6 سنوات بعد اتهامه بتهريب أسلحة للمقاومة الفلسطينية والذي تولى مهمة التحدث باسم جميع السجناء الأمنيين المصريين في السجون الإسرائيلية.

وفى خطاب أرسله إلى صحيفة «المصري اليوم»، كشف «مساعد» عن مطالب السجناء التي أرسلوها إلى وزارة الخارجية والمجلس العسكري ورئيس الوزراء، قائلاً: «نكتب هذه الكلمات من خلف القضبان ومن داخل زنازين الاحتلال الصهيوني، ورغم الألم والبعد والحرمان من كل حقوقنا كأسرى أمنيين، أسرى شرفاء، فنحن لسنا مهربي مخدرات أو تجار بشر، بل نحن من ذهب لدعم إخوتنا في فلسطين التي تخاذل عن نصرتها كل الأنظمة العربية المتواطئة، الأطفال هنا تقتل والنساء تعدم والشيوخ يهانون والأنظمة تشجب وتدين لا أكثر لذا قمنا بدورنا وواجبنا وحاولنا نصرة إخوتنا حتى ألقى القبض علينا داخل فلسطين وتصل أعدادنا إلى 19 مسجوناً أمنياً (سياسياً(

ويضيف المتحدث باسم الأسرى معاتباً «الغريب أننا خلال سنوات طوال في الأسر لم نسمع بأي مسؤول مصري يخرج للمطالبة بإطلاق سراح الأسرى المصريين من السجون الإسرائيلية، ولكن للأسف عندما ألقى القبض على الصهيوني ابن المحامى (فلدمان) بعد تسلله إلى سيناء بكاميرات وأسلحة، سلمته إلى إسرائيل ونحن هنا لا أحد يسأل عنا حتى مسؤولو السفارة المصرية في إسرائيل لا يعيرونا أي اهتمام».

ويعرض الأسير المصري في سجون إسرائيل مطالبه وزملائه، قائلاً: «نطالب بالإفراج الفوري عنا والسماح بإدخال ملابس لنا لأننا نعيش عالة على زملائنا الأسرى الفلسطينيين والسماح لأسرنا في مصر بزيارتنا»، ويضيف قائلاً: «والطلب الأهم ألا يتم الإفراج عن الجاسوس الإسرائيلي إيلان جرابيل إلا بالمبادلة بالأسرى الأمنيين المصريين والأسيرات والمرضى الفلسطينيين».

ومن سجن «كتسيعوت» بإسرائيل إلى منطقة الجورة بالقرب من الحدود الإسرائيلية بشمال سيناء، هنا عشرات من قصص الأمل والألم والانتظار لأبناء وأزواج وإخوة محبوسين في سجون إسرائيل، كان ياسر على جهينة يجلس في منزله البسيط بقرية الجورة حمل ياسر صورة شقيقة «براك» بعفوية قائلاً: «منذ 2005 وهو محبوس في سجون إسرائيل، دخل هناك بحثاً عن عمل بعد أن وجد نفسه لسنوات عاطلاً بلا أي مورد رزق ينفق منه على ابنيه الاثنين»، هذا ما قاله شقيق براك وما لم يقله لنا ما هو نوع الرزق الذي دخل من أجله أخوه إلى إسرائيل، ياسر البدوي الذي لم يخرج طيلة حياته من سيناء، لم يكن يعلم بإلقاء مصر القبض على جاسوس إسرائيلي ولكنه علم بقيام ثورة أطاحت بالرئيس، قال بنبرة حزن واضحة: «لم نكن نعلم أن الجيش الإسرائيلي ألقى القبض على أخي، هو سبق له أن دخل ثلاث مرات إلى هناك للعمل وأعاده إلى مصر بعد إمساكه لكن في آخر مرة جاء إلينا فلسطيني من غزة مر من خلال أحد الأنفاق وأبلغنا أن أخي قبض عليه وحكم عليه بالسجن عشر سنوات».

وعلى مقربة من منزل براك يقع بيت خالد محمد جهينى، الشاب الذي لم يكمل عامه الـ21 بعد أمام منزله كان يجلس شقيقه عادل قال لنا «أخي قبض عليه هو ونسيبه أحمد يوسف زيادة أثناء قيامهما بعملية تهريب عبر الحدود مع إسرائيل، وهو محبوس في سجن بئر العبد وحكم عليه بالسجن أربع سنوات في محاكمة بدون أي محامين، هو اتصل بنا وطلب منا أن نرسل له ما قيمته 3 آلاف جنيه لتوكيل محام لكننا لم نجد أي طريقة تمكننا من إرسالها له».

ومن قرية الجورة إلى نجع شبانة القريب من الحدود الإسرائيلية، كانت أسرة أحمد سلامة سويلم في انتظار اتصال من السفارة المصرية في إسرائيل للاطمئنان على ابنهم المسجون الأمني في إسرائيل، كان عبد الله شقيق أحمد الأكبر يقرأ رسالة أخيه والدموع تذرف من عينه حزنا على أخيه الصغير الذي ضاع مستقبله بعد حبسه في إسرائيل منذ عامين «أخي كان يعمل مزارعاً هو خريج ثانوية أزهرية اختفى فجأة ثم جاء إلينا خطاب منه يخبرنا فيه أنه مسجون في سجن رامون بإسرائيل، ويضيف «عبد الله»: «أجريت عدة اتصالات بالسفارة المصرية في إسرائيل للاطمئنان على أخي ولم يردوا على ومنذ خمسة أيام طلبوا مهلة لزيارته وإخبارنا بأوضاعه هناك، وللآن أنا في انتظار مكالمة منهم لأعرف مصير أخي وحالته ووضعه»، «عبد الله» المزارع البسيط ناشد الحكومة التدخل للإفراج عن أخيه واستبداله بالجاسوس الإسرائيلي المحبوس في مصر، لكنه أضاف: «ياريت يجروا عملية التبادل تلك، لكن إذا كانت مصر شايفة حاجة تانى مفيش مشكلة ننتظر من أجل مصر».

بالقرب من منزل أحمد سلامة كان «يوسف سليمان على» العائد للتو من السجون الإسرائيلية بعد رحلة حبس استمرت لعام ونصف العام خرج منها برصاصة مازلت تترك آثارها على جسده، خرج يوسف ذات مساء منذ عامين ونصف مع شقيقيه إسماعيل وعبد الله لتهريب السجائر والمعسل عبر الحدود الإسرائيلية لكنه بمجرد أن دخل لـ200 متر فقط إلى داخل الأراضي الإسرائيلية حتى انهالت عليهم الرصاصات من كل جانب وألقى القبض عليه وأخويه الاثنين: «كنت مجرد شيال في تلك التهريبة أحمل الكراتين مقابل 200 جنيه فقط أحملها لمسافة250 متراً داخل الحدود مع إسرائيل وأسلمها إلى واحد من بدو إسرائيل، وبعد مائة متر أطلقت علينا النيران وأصبت وألقى القبض على شقيقي»، هكذا قال يوسف مضيفاً: «لم أجد أنا وإخوتي وكل أبناء سيناء أي منفذ آخر نأكل منه غير هذا الطريق، هناك من يموتون غرقا فى البحر أثناء محاولتهم الهجرة غير الشرعية ونحن هنا ليس لنا أى مورد رزق غير التهريب مع إسرائيل، نحن 26 أخاً وكلنا لا نعمل وليس لنا مورد رزق آخر غير التهريب، ونحن لا نقترب من المخدرات نهرب السجائر والمعسل فقط».

بعصبية شديدة تدخل أخوه «عبد الفتاح» قائلاً: «عندما عاد يوسف من السجون الإسرائيلية كان معه 5 آخرون من أبناء الوادي عادوا كلهم إلى منازلهم إلا أخي لأنه بدوى حكم عليه بالحبس سنة في قضية تسلل، وأنا لا أعرف لماذا تحدث هذا التفرقة بين أبناء سيناء وأبناء الوادي»، ويضيف «عبد الفتاح» منفعلاً: «هنا نقطة أخرى، ما هو دور السفارة المصرية فى تل أبيب، أخواي الاثنان المحبوسان الآن لا يسأل عنهما أحد والسفارة ترفض التدخل، اتصلت بالسفارة لأطالبهم بمساعدة أخوى لكنهم لم يردوا ثم طالبونا بالاتصال فيما بعد ولم يفعلوا لنا أي شيء».

وأكد «عبد الفتاح» أنه يجرى اتصالات مع أسر وعائلات المصريين المحبوسين في السجون الإسرائيلية لتنظيم وقفة أمام مقر محافظة شمال سيناء، لنطالب بحسن رعاية أبنائنا هنا من قبل السفارة المصرية، ونطالب بتنظيم عملية تبادل أسرى بين مصر وإسرائيل على أن يأخذوا جواسيسهم المحبوسين عندنا ويسلمونا أبناءنا، وقد سبق وقدما عدة طلبات بهذا المعنى منذ عامين كان هناك قضية سليمان عودة، ومطالبات إسرائيل المستمرة بتسلمه، وقتها طالبنا بإبرام صفقة تبادل مع إسرائيل من أجل عودة أبنائنا إلى مصر ولم يستمع إلينا أحد والآن سنعيد تجديد مطالبنا من أجل إبرام صفقة تبادل مع إسرائيل لاستعادة أبنائنا.

نشطاء سيناويون يدشنون حملة لإطلاق سراح السجناء المصريين

طالب نشطاء سيناويون الحكومة المصرية بالضغط على إسرائيل لإطلاق سراح الأسرى المصريين في السجون الإسرائيلية، الذين قدرت أعدادهم بحوالي 70 مصرياً تقريبا - حسب تقديرات المنظمة المصرية لحقوق الإنسان.

ندد النشطاء في وقفة احتجاجية نظمت، أمس «الجمعة»، في ميدان الحرية، بوسط العريش، باختطاف إسرائيل أربعة أطفال لا تتجاوز أعمارهم الـ«14 عاماً»، بالقرب من الشريط الحدودي، وإخفائهم في السجون الإسرائيلية.

أصدر أهالي سيناء بياناً أمس، خلال تجمعهم في ميدان الحرية في وقفة احتجاجية بعنوان «في حب مصر».

وشدد على ضرورة المطالبة بالإفراج عن السجناء المصريين في السجون الإسرائيلية فوراً وإعادتهم إلى مصر. كان عدد من المحامين والنشطاء من أبناء سيناء، قد أعلنوا عن تدشين حملة للإفراج عن السجناء المصريين في السجون الإسرائيلية قال عماد البلك، الناشط السياسي: «سنبدأ بتنظيم عدة فعاليات للفت أنظار العالم كله إلى مشكلة المصريين المعتقلين في السجون الإسرائيلية، وسنركز مطالبنا على عدة مراحل، أولاً: العمل على الإفراج عنهم جميعاً، والمطالبة بالتعويض المناسب لهم، كذلك نطالب الحكومة المصرية وخاصة السفارة المصرية في إسرائيل، بالاهتمام بأمرهم ومراعاتهم».

وكشف عدد من المحامين عن تطوعهم للدفاع عن الأسرى المصريين في السجون الإسرائيلية، وأجرى محمود سعيد لطفي، عضو لجنة المحامين المتطوعين عن الأسرى، اتصالاً هاتفياً بمحامية من عرب إسرائيل تدعى «أسمهان»، وتقيم بمدينة حيفا لتنسيق المواقف معها، بعدما أعلنت تطوعها للدفاع عن الأطفال المصريين الأربعة المقبوض عليهم من قبل السلطات الإسرائيلية بالقرب من خط الحدود المشتركة.

وأعد المحامى المصري مذكرة دفاع للمطالبة بتسليم قرابة الـ«70» أسيراً للسلطات المصرية، خاصة أن معظم المقبوض عليهم أمضوا فترة الأحكام الصادرة بحقهم، على الرغم من كونهم مظلومين