خبر السيد نصر الله في يوم القدس: عملية إيلات أكدت أن المقاومة خيار الفلسطينيين

الساعة 05:18 م|26 أغسطس 2011

السيد نصر الله في يوم القدس: عملية إيلات أكدت أن المقاومة خيار الفلسطينيين

فلسطين اليوم – بيروت

أكد الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، أنه يوما بعد يوم يؤكد الشعب الفلسطيني أن خياره لتحرير أرضه هو المقاومة، ولفت إلى أن  "العملية النوعية التي حصلت قبل أيام في إيلات، والتي هزت الكيان الغاصب وقيادته، ما هي إلا دليل على خيار الشعب الفلسطيني بالمقاومة، وهو الخيار الذي اختاره هذا الشعب بإراته من دون أن يدفعه أحد إليه"، ودعا "العرب والمسلمين إلى دعم خيار الشعب الفلسطيني في المقاومة لتحرير أرضه"، مؤكدا أن "كل التحولات التي تجري في المنطقة الآن هامة جدا وتصب لمصلحة القضية الفلسطينية".

ونبه السيد نصر الله "لما تتعرض له القدس المحتلة من عمليات تهويد، ولما تتعرض له من خطر التهديم والسعي الاسرائيلي لتهجير أهلها وبناء مستوطنات ومعابد يهودية هناك"، وأشار إلى أن "هناك مسؤوليات يجب أن تتحملها دول وشعوب عالمنا العربي والاسلامي، وجامعة الدول الاسلامي، ومنظمة المؤتمر الاسلامي، لحماية القدس وأهلها من المخاطر الاسرائيلية التي تتعرض لها المدينة المقدسة"، وشدد على أنه "لا يجب التنازل عن أي حبة تراب، ولا نقطة ماء في فلسطين، ولا حتى التنازل عن أي حق من حقوق فلسطين النفطية وغيرها، كما لا يجوز لأحد التنازل عنها أو حتى تفويض أحد للتنازل عنها".

وقال نصر الله في كلمة له خلال الاحتفال الذي أقامه حزب الله، الجمعة، في بلدة مارون الرأس الجنوبية الحدودية مع فلسطين المحتلة، بمناسبة "يوم القدس العالمي"، إن "إقامة دولة فلسطينية على حدود 1967 هو شأن داخلي، يقرره الشعب الفلسطيني لكن بما لا يؤدي إلى التنازل عن حقوق الشعب الفلسطيني"، وأكد على "إقامة دولة فلسطين في يوم من الأيام على كل أرض فلسطين من البحر إلى النهر"، وأضاف أنه "في هذا اليوم يجب استذكار شهداء فلسطين والأسرى الفلسطنيين، وكذلك اللاجئين الفلسطينيين، والحفاظ على حق العودة إلى ديارهم"، ولفت إلى أن "كل هذه المشكلات التي يعاني منها الشعب الفلسطيني سببها الاحتلال، وبدل معالجة المشكلات الطارئة، يجب معالجة المشكلة الأساسية المتمثلة بالاحتلال الاسرائيلي"، وتابع أنه "لو عالجنا السبب الحقيقي، وهو الاحتلال، لاستطعنا معالجة المشكلات الناتجة عنه من أسرى، وإقامة دولة، ونهب خيرات، وغيرها"، مشددا على أن "الاحتلال هو سبب مآسي المنطقة كلها، وليس فقط مآساة فلسطين".

وشدد نصر الله على أنه "سوف يأتي الزمان الذي لن تقفوا فيه فقط عند مارون الرأس لاستنشاق رائحة فلسطين، بل سوف تستنشقون رائحتها من فلسطين، وسيأتي اليوم لنصلي في المسجد الأقصى وكنيسة المهد، ولبنان يكون حاضرا عندها بحماية المقاومة"، وأكد مخاطبا "أهل الصمود والمقاومة باسمكم جميعا، وباسم كل المقاومين وشرفاء هذه الأمة، أقول لكم وللجنود الصهاينة المستنفرين مقابلتكم، أن هذه الـرض الطيبة ستعود لـرضها"، وختم "هذه مشيئة الله، والمقاومين فهؤلاء المؤمنون اليوم داخل فلسطين ومصر والاردن ولبنان وكل عالمنا العربي والاسلامي يتهيأون لليوم الذي يستعيدون فيه الأرض والقدس والمقدسات".

وذكر السيد نصر الله إلى أنه "تم اختيار مارون الرأس لإحياء يوم القدس العالمي، لما لهذا المكان من دلالة في المواجهة مع العدو، وفي التضحيات التي قدمها الشعب اللبناني، والبطولات التي قدمها المجاهدون، خصوصا في حرب تموز 2006، بالإضافة إلى تضحيات الجيش اللبناني"، وأضاف أن "هذه التضحيات جعلت من بعض الأماكن رموزا، ومنها مارون الراس، لموقعها ولما قدمته، بالإضافة إلى ما شهدته خلال يوم النكبة من تظاهرة شبابية حاشدة، أكدت أنه لا يمكن أن تصبح فلسطين قضية منسية، كما قدم العديد من الشهداء في ذلك اليوم على طريق تحرير فلسطين".

ولفت السيد نصر الله إلى "ما تشهده مصر في هذه الأيام من وقفة رسمية وشعبية، أيا يكن حجمها وحجم التوقعات منها، فهي مؤشر على مرحلة جديدة في مصر"، وأضاف أنه "لو كانت قيادة مبارك هي القائمة، لكان رد الفعل مختلفا، والغضب المصري الرسمي سيحل على الفلسطينيين ويحملهم تبعات عملية إيلات"، وأشار إلى أنه "هناك فرق بين تحذير مصر لإسرائيل من ضرب غزة، أو أن تغطي عدوان غزة، هناك فرق في أن يتظاهر المصريون وينزعون العلم الاسرائيلي، أو أن يوجه الرصاص إلى صدورهم"، وأوضح أنه "عندما تتحرك مصر يعني هناك تحول استراتيجي في المنطقة"، وأضاف: "تحركت مصر قليلا فاهتزّت إسرائيل، ونتانياهو قال لا نستطيع أن نذهب إلى عملية برية واسعة ضد غزة، لأن هذا سيؤثر على علاقتنا مع مصر"، وتابع: "نراهن أن يتبدل الموقف المصري نتيجة أصالة الشعب المصري".

وفي الشأن الليبي، قال السيد نصر الله إنه "لا شك أن نظام القذافي ارتكب الكثير من الجرائم والأخطاء بحق شعبه والقضية الفلسطينية، ومن جملة جرائمه احتجاز الإمام السيد موسى الصدر ورفيقيه"، وأكد أن "هذه الجريمة ارتُكبت خدمة للمشروع الاسرائيلي، لأن كلنا يعرف ماذا يعني موسى الصدر للمقاومة وللقضية الفلسطينية، وبعد اختطافه حصل كل ما جرى بعد احتجازه، وهذه من النتائج التي كانت تستهدف المقاومة"، وأشار إلى إن "هذه أكبر جريمة ارتكبت ضد المقاومة وفلسطين، فلو قدر للإمام الصدر أن يبقى، لكانت هناك تحولات كبرى للمقاومة والقضية الفلسطينية"، ودعا "الثوار في ليبيا أن يضعوا حدا نهائيا لهذه القضية الانسانية"، وأمل أن "يعود الإمام ورفيقاه إلى لبنان أحياء".

ولفت السيد نصر الله إلى أن "من جرائم نظام القذافي أنه أخذ ليبيا بعيدا عن فلسطين وتنكر لقضيتها"، وتابع أن "المرجو اليوم أن يعيدوا ليبيا إلى فلسطين والعالم العربي"، وشدد على أنه "لا يمكن لشعب قاوم الاحتلال وقدم مئات آلاف الشهداء إلا أن يعود إلى فلسطين لتكون حاضرة قوية في سياسته وخطته"، ونبه على "ضرورة أن يحافظ الشعب الليبي على سيادة بلده واستقلاله أمام الهجمة الاميركية المتوقعة عليه".

وحول الوضع السوري، لفت السيد نصر الله إلى "حقيقة موقع سورية والقيادة السورية في الصراع العربي الاسرائيلي والقضية الفلسطينية"، وأشار إلى "تمسك القيادة والشعب والجيش في سورية بالحقوق السوريةـ وتمسك هذه القيادة بالحقوق العربيةـ مقابل كل الضغوط الدولية والغربية خلال العقود الماضية"، وأضاف أنه "لو ضعفت القيادة السورية في يوم من الأيام أمام الضغوط الغربية، لكانت التسوية في المنطقة سارت وضاعت قضية فلسطين"، وأكد أن "القيادة السورية لها فضل في صيانة القضية الفلسطينية ومنع تصفيتها، وبقاء هذا الموقف السوري شرط أساسي لبقاء القضية الفلسطينية"، وشدد على أنه "لولا وقوف سورية إلى جانب المقاومة في لبنان وفلسطين، ودعمها لها، لما كانت الأرض اللبنانية المحتلة لتتحرر، فالمقاومة ما كانت لتنتصر لولا الدعم السوري".

وأكد نصر الله أن "قيادات حركات المقاومة الفلسطينية في غزة، يعرفون فضل القيادة السورية لتصمد غزة، رغم أن هذا الأداء للقيادة السورية كان دائما يستجلب المزيد من الضغوط عليها"، وأضاف:  "كلنا يؤيد الحاجة إلى إصلاحات كبيرة وهامة في سورية لتتطور، وتصبح أفضل، نتيجة موقعها الهام في المنطقة"، ورأى أنه "يجب أن يعمل كل من يدعي الصداقة والحرص على سورية ووحدتها أن تتضافر الجهود لتهدئة الأوضاع في سورية، ولدفع الأمور إلى الحوار والمعالجة السلمية"، ولفت إلى أن "من يطالبون بتدخل الناتو في سورية، يريدون جرها إلى الحرب، فقوتها أنها كانت محكومة بالشعور القومي ويريدونها أن تصبح كلبنان، طائفية متناحرة"، محذرا أن "هناك من يحيي النعرات ويحرض طائفيا في سورية، لأنه يريد تدميرها وإسقاط موقعها، كما يريد أن يدفعها إلى التقسيم خدمة لمشروع الشرق الأوسط الجديد الذي مزقناه في لبنان وغزة".

وقال نصر الله، إن "أميركا والغرب يريدون من القيادة السورية تنازلات لا إصلاحات"، وتابع: "هناك دول أخرى بالعالم محكومة بديكتاتوريات قاسية، ولا مساحة فيها للديمقراطية، ولكنها تحظى بدعم وتأييد أميركا وفرنسا والغرب"، مشيرا إلى أن "المسألة ليست مسألة اصلاحات، ويجب أن نقف مع سورية كي لا تتنازل، وكي تتمكن من تحقيق الاصلاحات براحة وطمأنينة وثقة".

لا للتوطين، ولا حلول على حساب لبنان طالما تواجدت معادلة "الجيش، والمقاومة، والشعب"

وفي الشأن اللبناني، أكد السيد نصر الله، أن "موقع لبنان اليوم أصبح مختلفا عما كان في الماضي"، ولفت إلى أنه "كان هناك خشية لدى اللبنانيين من أن أي حل في المنطقة يكون على حساب لبنان، لأنه الحلقة الأضعف"، وشدد على أن "لبنان لم يعد الحلقة الأضعف في هذه المنطقة، ولن يأتي يوم يعود كذلك، فلبنان القوي يحمي سيادته واستقلاله"، وأضاف أنه "عندما يتحدث البعض عن مخاوف التوطين، فلو كان لبنان ضعيفا لحصل التوطين"، وتابع "أما لو جاء العالم كله ولبنان القوي رفض التوطين ومعه الفلسطينيون، فلا أحد يستطيع فرضه على اللبنانيين والفلسطينيين"، موضحا أن "دماء الفلسطينين في مارون الرأس يؤكد أنهم يرفضون التوطين، واللبنانيون لو كانوا ملتفين حول معادلة الشعب والمقاومة والجيش، لن يحصل توطين"، مؤكدا "لن نسمح بحصول التوطين ولو تآمر البعض لحصوله فلن يكون هناك حل على حساب لبنان".

ولفت نصر الله إلى أنه "دائما كان يخشى من تنفيس الاحتقان الاقليمي في لبنان، ولكن هذا الأمر انتهى اليوم"، وأكد أن "لبنان أصبح مأزقا لإسرائيل تهرب منه، وفخا لها تقع فيه لا تنصبه لأحد"، وأشار إلى أن  "معادلة الجيش والشعب والمقاومة هي من فرضت هذا الواقع، وفي يوم القدس مسؤولية اللبنانيين المحافظة على هذه المعادلة من أجل لبنان وفلسطين والقدس"، منبها أن "هناك من يعمل في الخارج، ومن يساعده في الداخل، كجزء من مكينة يديرها الخارج الاميركي والاسرائيلي، لضرب هذه المعادلة وتفكيكها واستهداف كل منها، وإذا أمكن ضربها ببعض من خلال بث الفتن فيما بينهم".

وأشار نصر الله إلى أنه "بعد الفشل في الاستهدافات العسكرية والامنية للمقاومة، كان هناك سيل من الاتهامات والاستهداف، وصل إلى المحكمة الدولية"، وأضاف: "كنت قد علقت على القرار الاتهامي الذي صدر عن المحكمة، ثم عُقد مؤتمر قانوني سياسي وآخر فني عن الاتصالات، ناقشا قيمة ما ورد في هذا القرار، ويوما بعد يوم يتكشف كم المحكمة مسيسة ولماذا أنشئت، وكيف شُكلت، وكيف وضع قانونها، وكيف يتم العمل فيها، وكيف ترفض أي قرينة أو شاهد على اتهام إسرائيل"، وأوضح أنه "عندما أخرج أنا وأخواني لنشرح ونوضح حقيقة هذه المحكمة، لا نهدف لإقناع الإدارة الاميركية ولا بلمار ولا كاسيزي، ولا بعض الشخصيات في لبنان بذلك، فهؤلاء ركبوا المشروع ويسيرون فيه، إنما نحاكي الرأي العام الذي نراهن على مساندته المقاومة، وإدراكه لهذه المؤامرة"، وشدد على أن "المقاومة ستتجاوز هذه المؤامرة الجديدة، وما صدر عن المحكمة لا قيمة له، والمتهمون من المقاومة هم مظلومون ويتحملون تبعات انتصار المقاومة".

وانتقد السيد نصر الله "وجود قوى داخلية تعمل على محاصرة الحكومة، والدولة، والجيش اللبناني، واستهدافه"، وسأل "هؤلاء مع من يتلاقون عندما يقومون بذلك، وعندما يحرضون على الجيش ويدعون ضباطه إلى التمرد، لمصلحة من ذلك؟ هل لمصلحة لبنان؟ أم لمصلحة فلسطين؟ أم لمصلحة المقاومة؟"، وأضاف: "أليس ضرب هذا النسيج الوطني من خلال التحريض الطائفي والمذهبي يؤدي إلى ضرب وحدة الشعب لمصلحة من ذلك"، ورفض "الطعن بالجيش الذي هو المؤسسة الوطنية الضامنة للسلم الاهلي والعيش المشترك"، وتابع: "أنا لا أتهم أحدا بالعمالة، لكن من مسؤولية الشعب اللبناني الحفاظ على الجيش والمقاومة، وكل من يحرض على الجيش ويتحدث بلغة طائفية، يخدم إسرائيل من حيث يعلم أم لا يعلم".