خبر يديعوت أحرونوت تزعم: إيران وحزب الله ضالعان في هجمات سبتمبر

الساعة 09:35 ص|26 أغسطس 2011

يديعوت أحرونوت تزعم: إيران وحزب الله ضالعان في هجمات سبتمبر

فلسطين اليوم- القدس المحتلة

أفاد تقرير نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" اليوم الجمعة بأن إيران وحزب الله ضالعان في التخطيط لهجمات 11 أيلول/سبتمبر 2001 في نيويورك وواشنطن وبتدريب المهاجمين والمساعدة في وصولهم إلى الولايات المتحدة وتزويدهم بمواد متفجرة، وذلك بعد أن كانا ضالعين في تأسيس تنظيم القاعدة.

ويستند التقرير الذي أعدّه محلل الشؤون الاستخباراتية والإستراتيجية في الصحيفة، رونين برغمان، إلى مواد تتضمنها دعوى قضائية كبيرة تم رفعها إلى المحكمة المركزية في مانهاتن في نيويورك ضد إيران وتمت دعوة برغمان نفسه كواحد من بين 9 خبراء للإدلاء بإفادة أمام المحكمة في إطار هذه الدعوى.

ومن بين المواد التي نشرها برغمان كانت شهادة مسؤولين سابقين في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي ايه) :لوبيز وتابيت، جاء فيها إن "عماد مغنية، الإرهابي الأخطر في العالم، العميل الإيراني والقيادي في حزب الله (الذي اغتالته إسرائيل في دمشق)، نظم التنقلات الدولية لقسم من خاطفي 11 أيلول من وإلى إيران ولبنان والسعودية وأفغانستان وربما من أماكن أخرى".

وأضافا أن "هذا الدعم سمح بتنفيذ جانبين هامين في خطة الهجوم، الأول يتعلق بإجراء تدريبات متواصلة للخاطفين في أفغانستان وإيران والحصول على تأشيرة دخول أميركية ، والثاني يتعلق بالدخول إلى الولايات المتحدة".

وتابع لوبيز وتابيت "إننا نؤكد على أن المساعدة الجوهرية من جانب إيران وحزب الله للقاعدة قبل وبعد 11 أيلول شملت أمورا عديدة بينها التخطيط والتجنيد والتدريب والمساعدة المالية والاستشارة المهنية ومنح اللجوء وتزويد شهادات ووثائق مزورة ومعدات واتصالات ومنشآت وأسلحة ومواد فتاكة ومواد ناسفة ووسائل للتنقل".

وعلق برغمان على هذه الشهادة بأنه إذا قبلتها المحكمة فإن الحديث يدور حول زلزال استخباراتي.

ويشار إلى أن الدعوى القضائية قدمتها سيدة أميركية تدعى ألين ساراسيني، وهي زوجة طيار الطائرة التي ارتطمت في 11 أيلول بالبرج الجنوبي من برجي مركز التجارة العالمية، وقد قدمتها بواسطة المحامي طوم ميلون وهو أحد أبرز المحامين الأميركيين، وهو متخصص في رفع دعاوى كبيرة ضد شركات عملاقة وبينها دعاوى ضد شركات التبغ وصناعة السيارات والأدوية.

وانضم إلى دعوى ساراسيني ضد إيران العديد من المواطنين الأميركيين الذين فقدوا أقربائهم في هجمات 11/9 ويتوقع انضمام العديد من المواطنين إلى الدعوى، فيما شكل ميلون طاقما كبيرا من المحامين والمحققين الذين يبحثون عن أية معلومة تفيد القضية ضد إيران للحصول على تعويضات لأقارب الضحايا من الأموال الإيرانية المجمدة في الولايات المتحدة.

ويذكر أن الولايات المتحدة اتهمت العراق بدعم تنظيم القاعدة في أعقاب الهجمات وقامت بحملة إعلامية عالمية واسعة تبين لاحقا أنها كانت كاذبة، بما في ذلك الادعاءات بأن بحوزة العراق سلاح نووي كما تبين عدم وجود أية علاقة بين نظام الرئيس العراقي في حينه صدام حسين والقاعدة.

وكتب برغمان استنادا إلى المعلومات التي جمعها طاقم المحامين والمحققين في مكتب ميلون أن لجنة التحقيق الرسمية الأميركية في هجمات 11/9 لم تتطرق إلى الاتهامات حول ضلوع إيران في الهجمات وعلاقتها بالقاعدة سوى بثلاث صفحات في تقريرها وذلك لأن محققي اللجنة اكتشفوا متأخرا وقبل صدور التقرير بوقت قصير وجود مواد كبيرة للغاية حول هذه العلاقة في مكاتب وكالة الأمن القومي الأميركي (NSA).

فقد تبين أن هذه الوكالة كان بين مهماتها اعتراض كافة المحادثات الهاتفية التي تجري في العالم وتبين من وثائق الوكالة وجود علاقة بين المخابرات الإيرانية والقاعدة منذ بداية سنوات التسعينيات وحتى فترة قصيرة جدا قبل هجمات أيلول 2001.

ووفقا لبرغمان فإن لجنة التحقيق في الهجمات لم تتمكن من تغيير كل التوجه في تقريرها الذي صدر في العام 2004 وبعد أن مضى على وجود الجيش الأميركي في العراق عاما كاملا لأن إدارة الرئيس جورج بوش كانت تطالبها بنشر التقرير خصوصا وأن الانتخابات الرئاسية، التي فاز بها بوش بولاية رئاسية ثانية، كانت على الأبواب.

ولذلك قرر أعضاء لجنة التحقيق ترك المواد حول ضلوع إيران في هجمات أيلول وعلاقاتها مع القاعدة مفتوحة وتجاهلت معظم المواد حول الموضوع.

وتشير المعلومات التي جمعها طاقم ميلون إلى أن منذ بداية سنوات التسعينيات قدمت إيران وحزب الله مساعدات لزعيم تنظيم القاعدة السعودي أسامة بن لادن ونائبه المصري أيمن الظواهري من أجل إقامة تنظيم إرهابي بقيادة "الأفغان العرب" والجهاد الإسلامي المصري وأن يكون المقر في السودان التي كان زعيمها الروحي حينذاك حسن الترابي والذي اضطر لاحقا إلى طرد هذه الجماعات.

وأشار برغمان إلى دور الاستخبارات الإسرائيلية في جمع المعلومات، مع دولة أخرى لم يذكر اسمها، حول القاعدة وعلاقات هذا التنظيم بإيران وحزب الله ووضع هذه المعلومات في ملف أطلق عليه اسم "الخِفاف الزرق".

ووفقا لإفادات مسؤولين كبار في "سي آي ايه" التي تم ضمها إلى الدعوى فإنه في كانون الأول/ديسمبر العام 1991 وصل إلى السودان كل من الرئيس الإيراني في حينه هاشمي رافسنجاني ووزير المخابرات الإيراني علي فلاحيان وقائد حرس الثورة الإيرانية محسن رضائي والقائد العسكري في حزب الله عماد مغنية.

وتعهد جميع الحاضرين في اجتماع مع مسؤولين سودانيين بمساعدة النظام السوداني وإقامة حركة جهادية أخرى في الشرق الأوسط، التي ستعرف لاحقا باسم تنظيم القاعدة.

وكتب برغمان أنه في أعقاب تحول السودان إلى مركز لهذه الأنشطة بدأت تتوغل فيه أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية:شعبة الاستخبارات العسكرية والموساد والشاباك، من أجل جمع معلومات حول هذه الأنشطة.

واحتوت مواد الادعاء في القضية ضد إيران على ثلاث شهادات أدلى بها ثلاثة ضباط مخابرات إيرانيين فارين تحدثوا فيها عن معرفة إيران المسبقة بخطة تحطيم طائرات ركاب على أهداف إستراتيجية في نيويورك وواشنطن، وقال أحد الضباط الفارين إنه تواجد في معسكر تدريب "إرهابيين سنة" داخل إيران.

وتحدث ضابط آخر فر من إيران عن أن مغنية ضالع شخصيا في تدريب منفذي هجمات 11/9 وكذلك عن أن إيران منحت لجوءا لأعضاء في القاعدة بعد الهجمات، وتحدث ضابط إيراني فارٌ ثالث عن حضوره في اجتماعات عقدت في طهران وشارك فيها قياديون في القاعدة وضباط مخابرات إيرانيين ورجال مغنية قبل شهور من الهجمات.