خبر « إسرائيل » تسعى لتهويد الأنفاق الكنعانية في القدس الشريف

الساعة 07:00 ص|26 أغسطس 2011

"إسرائيل" تسعى لتهويد الأنفاق الكنعانية في القدس الشريف

فلسطين اليوم- القدس المحتلة

أكد أكاديمي فلسطيني مختص بشؤون القدس، شروع سلطات الاحتلال الإسرائيلية، منذ فترة، في تنفيذ مشاريع بعناوين مختلفة، هدفها الرئيسي تهويد أنفاق كنعانية موجودة أسفل البلدة القديمة في القدس المحتلة.

 

وحذر أستاذ الهندسة المعمارية في جامعة بيرزيت، جمال عمرو، من نوايا إسرائيلية لتهويد نفقين عربيين تاريخيين، بواسطة اللوحات الارشادية والمرشدين السياحيين، للإيحاء بأن المكان جزء من عاصمة اليهود قديما.

 

ومن جهتها، نشرت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث، صورا لأعمال الحفريات الجارية في النفقين، أسفل البلدة القديمة من القدس، ولوحات إرشادية بثلاث لغات تحمل الرواية الاسرائيلية عن المكان.

 

وقال عمرو، إن النفقين اللذين تجري فيهما التوسعات، هما جزء من شبكة أنفاق عربية كنعانية، استخدمت في الماضي كجداول لنقل وتجميع مياه الأمطار.

 

وأضاف أن هذه الشبكة من الأنفاق موجودة ومعروفة أسفل مدينة القدس، ويزيد طولها المكتشف حتى اللحظة عن 1600 متر.

 

وقال إن أحد النفقين يتجه من مغارة الكتان باتجاه الجنوب، إلى ما يسمونه نفق الحشمونئيم، وهو النفق الموجود حاليا من حائط البراق وحتى المدرسة العمرية، موضحا أن هذا النفق سيوصل الإسرائيليين من ساحة البراق مباشرة إلى خارج المدينة، دون المرور ببوابات المدينة الأصلية.

 

وأوضح أن النفق الآخر يتجه شرقا من مغارة الكتان وحتى باب الساهرة، وتكمن خطورة هذا النفق في مروره أسفل عقارات عربية في الحي الإسلامي، ويصل بابي الساهرة والعامود، وهما من أبواب القدس، ببعضهما.

 

 

وبين الأكاديمي الفلسطيني أن سعة النفقين تبدأ من متر واحد وربع المتر، وقد تصل إلى أربعة أمتار، مشيرا إلى وجود فجوات بمساحة غرفة، يتم فيها استقبال المجموعات السياحية، وتقديم معلومات مضللة لها، إضافة إلى عروض الكترونية عن "أورشليم" اليهودية التاريخية، أيام الهيكل، كما يزعمون، متجاهلين حقيقة هذه الأنفاق العربية الكنعانية.

 

وأكد عمرو وجود خطة إسرائيلية محكمة ومعدة سلفا، لتهويد هذه الأنفاق، رغم مخالفتها لكل القوانين الدولية، ووثائق اليونسكو، التي تمنع التغيير الجذري في الآثار.

 

وقال إن الأعمال الجارية في النفقين تتمثل في التوسعة يمينا وشمالا، ومن الأعلى والأسفل، بحيث تصبح خارج إطار وظيفتها المعدة لها أصلا، وبالتالي تصبح وظيفتها الجديدة نقل البشر بدل نقل المياه.

 

وأضاف أنه تم وضع كراس للجلوس عليها، وإضافة بنية تحتية مختلفة لها، كنظام التهوية، ونظام الإنارة، ووضع لوحات إرشادية بلغات مختلفة، توحي للسياح بأنهم يسيرون في عاصمة يهودية قديمة.

 

من جهتها، وزعت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث، مجموعة صور للحفريات الجارية في النفقين، وقالت إن الاحتلال الإسرائيلي وأذرعه التنفيذية، متمثلة فيما تسمى "سلطة الآثار الإسرائيلية"، تنفذ المشروع.

 

وقالت إن الاحتلال يضع خلال عملية الحفر جسورا حديدية قوية، مؤكدة هدم وطمس المعالم الإسلامية قبالة مغارة الكتان التي تستهدفها الحفريات، والقيام بأعمال إنشائية، في محاولة لإيجاد حيّز متشابك من الأنفاق، تمتد من بلدة سلوان جنوبا، مرورا بأسفل المسجد الأقصى ومحيطه، وانتهاء بشمال البلدة القديمة.

 

وشددت مؤسسة الأقصى على أن الاحتلال يعمل على تزوير التاريخ والآثار، ليحل محلها المرويّات التلمودية والتوراتية، بحيث يهوّد الفضاء الأرضي في القدس بشكل يتناقض مع الحقائق الأثرية والتاريخية.