خبر قراقع:850 ألف فلسطيني دخلوا سجون الاحتلال

الساعة 08:37 م|25 أغسطس 2011

قراقع:850 ألف فلسطيني دخلوا سجون الاحتلال

فلسطين اليوم – رام الله

استقبل وزير شؤون الأسرى والمحررين في الحكومة الفلسطينية برام الله ، عيسى قراقع،  بمقر الوزارة في مدينة رام الله، مجموعة من الايطاليين الناشطين في حقوق الإنسان من مقاطعة 'أوستا'، وذلك بهدف تعرفيهم بقضية الأسرى، والنشاطات التي تقدمها الوزارة لهم .

وأوضح قراقع خلال لقائه الناشطين اليوم الخميس ، أن أكثر من ربع الشعب الفلسطيني دخلوا سجون الاحتلال الإسرائيلي، وهذه ميزة للشعب الفلسطيني عن غيره من شعوب العالم، حيث أن هناك 850 ألف معتقل دخلوا السجون منذ عام 1967، ووجود هذا العدد الهائل من الأسرى والمحررين، وما ترتب على ذلك من آثار نفسية وإنسانية، كان سببا في ضرورة وجود وزارة ترعى شؤونهم وتتابع قضاياهم وتقدم الخدمات لهم.

وأشار إلى أن عدد الأسرى حاليا في سجون الاحتلال الإسرائيلية، ما يقارب ستة آلاف معتقل، منهم 144 أسيرا أمضوا أكثر من عشرين عام و300 طفل أعمارهم أقل من 18 عاما، وهناك 1500 حالة مرضية منها 25 حالة مصابة بالسرطان، و45 أسيرا معاقا و218 أسيرا معتقلا إداريا، و20 نائبا من أعضاء المجلس التشريعي.

وقال قراقع: 'إن هذه الأعداد الكبيرة من المعتقلين، إضافة إلى مئات الآلاف من المحررين، يحتاجون للكثير من المتابعة وتقديم الخدمات لهم، ومن أهم الخدمات التي تقدم للأسرى هي الخدمات القانونية، حيث هناك أكثر من 40 محامي يعملون في الوزارة يقومون بزيارة الأسرى وعمل تقارير والمرافعة عنهم أمام المحاكم الإسرائيلية، ومتابعة المرضى والأطفال منهم، وتقديم الشكاوى للمؤسسات الدولية ومؤسسات حقوق الإنسان حول الانتهاكات التي تقوم بها إسرائيل بحق الأسرى، والعمل على إدخال المواد الغذائية والملابس والأطباء والدواء، إذا سمحت إدارة السجون بذلك.

أما فيما يتعلق بالخدمات المقدمة للأسرى المحررين، أضاف قراقع: 'يوجد في الوزارة برنامج لتأهيل الأسرى المحررين من خلال دمجهم بدورات مهنية لمساعدتهم في الحصول على فرص عمل تضمن لهم حياة كريمة، وكذلك خدمات التأمين الصحي والتعليم الجامعي والقروض التي تعطى للأسرى للقيام بمشاريع صغيرة، وخدمات الإرشاد النفسي، من خلال اتفاقيات موقعة مع العديد من المؤسسات الأهلية.

وأكد أن الظروف العامة في السجون الإسرائيلية حاليا، هي الأسوأ منذ سنوات طويلة، حيث أن الاعتداء والتصعيد ضد الأسرى وأهاليهم أصبح يشكل خطرا كبيرا عليهم، فالأسرى يتعرضون للضرب والتنكيل، ويمارس بحق الأهالي أبشع أشكال التنكيل، حيث أن هناك 1200 عائلة ممنوعة من زيارة أبنائهم من الضفة الغربية وقطاع غزة، علاوة على الإهانة التي تمارس بحقهم أثناء الزيارات.

وأعرب قراقع  للوفد الايطالي عن قلقه من الهجمة الشرسة على الأطفال، وما يتعرضون له من ضرب وتنكيل من خلال احتجازهم والتحقيق معهم في المستوطنات البعيدة عن رقابة المنظمات الحقوقية والإنسانية والصليب الأحمر، وكذلك عمليات الإبعاد عن منازلهم التي أصبحت دارجة في المحاكم الإسرائيلية، حيث أبعد في الآونة الأخيرة 20 طفلا مقدسيا عن بيوتهم، إضافة إلى الأحكام بالإقامة الجبرية بحقهم.

أما بالنسبة للأسرى المرضى، فقد جدد قراقع نداءه إلى المؤسسات الدولية والحقوقية، للقيام بخطوات فعلية وسريعة لإنقاذ حياة مئات الأسرى المرضى، الذين يعيشون على مسكنات، ودون أن يقدم لهم العلاج الذي يحتاجونه، ومن بين الأسرى عشرات الحالات الخطرة، التي لا تحتمل بقاءها في السجون.

وبين قراقع أن الوزارة ومنذ عاميين تقوم بحملة دولية، من أجل الإفراج عن الأسرى وتحسين ظروف سجنهم، وقامت في سبيل ذلك بعقد العديد من المؤتمرات الدولية والإقليمية والمحلية، وتم إطلاع الكثير من الدول على أوضاع الأسرى والممارسات اللا أخلاقية بحقهم، كما أنه تم مناشدة الصليب الأحمر والعديد من المؤسسات الحقوقية للقيام بدورها الإنساني تجاه المعتقلين الفلسطينيين، مشيرا إلى إرسال تقارير شبه يومية حول الأسرى وظروفهم معيشتهم وممارسات إدارة السجون بحقهم، وذلك بهدف إجبار إسرائيل تطبيق القوانين الدولية واتفاقية جنيف في التعامل مع الأسرى، والذين تعتبرهم إرهابيين ومجرمين.

من جانبه، عبّر الوفد الايطالي عن سعادته بالحصول على هذه المعلومات عن الأسرى الفلسطينيين، لأنها تعتبر ذات فائدة كبيرة في تعريف الشباب الايطالي والأوروبي بحقيقة الصراع الإسرائيلي- الفلسطيني، وأكدوا، أن إسرائيل دائما تسعى لتشويه الصورة الفلسطينية من خلال وسائل الإعلام والدعاية التي تنتهجها.

وفي ختام اللقاء، قدم قراقع للوفد الضيف مجموعة من مؤلفات وإصدارات الوزارة، عبارة عن كتب وأفلام تتضمن معلومات تفصيلية عن الأسرى، أبرزها كتاب المؤتمر الدولي، وكتاب عمداء الأسرى، والفيلم الذي فاز بجائزة الحرية العام الماضي.