خبر حكاية القذافي مع اللاعب رقم 10

الساعة 01:16 م|25 أغسطس 2011

قد يصل الطغيان إلى حدود لا يمكن تصديقها ولكنه مع القذافي وأبنائه وصل إلى حد الجنون المضحك والمبكي معا.

ومع بداية الثورة الليبية بدأت تنتشر عشرات القصص المضحكة والمبكية عن ما فعله العقيد وأبناؤه بالرياضة الليبية، قصص تصل حد الجنون فعلا، ولا تملك نفسك وأنت تقرأها أو تسمعها إلا أن تستعجب: كيف تحملنا نحن العرب القذافي وأمثاله كل هذه الفترة من الزمن. هل كنا جهلة وجبناء إلى هذا الحد بحيث نحتمل جنونهم وغطرستهم وطغيانهم كل هذه السنوات الثقال.

لن أطيل عليكم ولكن سأسرد لكم قصة العقيد مع اللاعب رقم عشرة أو "عشرة البلاد" كما كان الليبيون يطلقون عليه، وهو اللاعب الليبي الفذ فوزي العيساوي.

فوزي العيساوي يا سادة كان واحدا من أبرز نجوم كرة القدم العربية والأفريقية في الثمانينيات من القرن الماضي، وكان احد أفراد المنتخب الذهبي الليبي في ذلك الوقت الذي احتلت فيه ليبيا المركز الثاني على القارة السمراء كلها، وهو نفس المنتخب الذي هزم سلطنة عمان بـ 21 لصفر مثلا، وكان قريبا جدا من التأهل لنهائيات كاس العالم في ذلك الوقت لولا القرار الغريب والعجيب للعقيد القذافي بالانسحاب من التصفيات أمام منتخب الجزائر بحجة ان الرياضة تثير الفتن بين الشعوب العربية لتبقى الحسرة في قلوب الليبيين على فرصة التأهل المهدرة عبثا!

المهم فوزي العيساوي كان ابرز اللاعبين الليبيين وأكثرهم موهبة لدرجة جعلت الكثير من الأندية والفرق الأوروبية تسعى للتعاقد معه، وكان الشعب الليبي يحبه حد العشق ومن شدة إعجاب الليبيين به وضعوا الأغاني الشعبية التي تتغنى به وبانجازاته وكان من ذلك أغنية اشتهرت جدا في كافة أرجاء ليبيا وتغنى في الأعراس والأفراح الشعبية تقول مقدمتها "فوزي يا عشرة البلاد" حيث كان اللاعب يرتدي الفانيلة رقم 10.

وذات عرس سمع القذافي بالأغنية فسأل زبانيته من هذا فوزي عشرة البلاد؟ فأخبروه عنه، وهنا جن جنون العقيد، كيف يوجد "عشرة البلاد" غيره، وكيف يوجد من يحبه الشعب، ويؤلف الأغاني من أجله غيره. فكان أن منع العقيد الأغنية، وظهر في التلفزيون الليبي بعدها وهو يلعب كرة القدم وأمر زبانيته بترويج لقب "الرياضي الأول" عنه فصار القذافي هو الرياضي الأول في الجماهيرية العظمى من أقصاها لأقصاها بقرار لم يجرؤ على اتخاذ مثله قراقوش في زمانه.

والأدهى من ذلك انه تسلط على اللاعب، ومنعه من الاحتراف ولاحقه في كل مكان، يقول فوزي الديماسي نفسه عن هذه الفترة في مقابلة اجرتها معه صحيفة المشهد الليبي بعد انطلاق الثورة: "أنه عندما كان متواجدا مع المنتخب في تصفيات كأس العالم 79 تم معاقبتي لمدة عام في لقاء غامبيا لأن المعاملة لم تعجبني والطريقة التي تعرضنا لها ليست بالجيدة وقدمت اعتذاري لكنه رفض، وخرجت من المعسكر التدريبي ورجعت للبيت وسلطت علي عقوبة عام واحد".

ويضيف العيساوي: "أنه قد تحصل على عدة عروض للاحتراف من قطر وإيطاليا وتركيا وبريطانيا، لكني منعت من الاحتراف بحجة مقولات الكتاب الأخضر في البيع والشراء وأن الاحتراف عبودية وأخذوا هذا الكتاب مرجعا في عدم احتراف اللاعب الليبي، موضحاً أن الطاغية كان لا يحب أن يمتلك أحد شعبية كبيرة أو ان يصبح مشهورا داخل الوسط الرياضي أو أي مجال آخر ولا يريد لأحد من الشعب الليبي أن يظهر اسمه على المستوى العالمي".

طبعا بوجود الرياضي الأول وبطل الملاعب ملك الملوك من يجرؤ على الظهور!

هذه قصة واحدة عن هذا الطاغية وهناك الكثير غيرها مثل منع استخدام أسماء اللاعبين والمناداة عليهم بالأرقام بدل أسمائهم كأنهم مجرد شيء لا أكثر! ومنها قيام الساعدي القذافي باغتيال لاعب كرة القدم الشهير بشير الرياني لانه كان ينافس ابن العقيد في الملاعب وغيرها الكثير الكثير من القصص المخزية.

ويبقى السؤال الموجع: كيف احتملنا هؤلاء الطغاة كل هذا الزمن؟؟؟؟؟

محمد عوّاد (يوروسبورت عربية)

كرة القدم الليبية تنتظر "الفرج" بعد معاناة من تدخلات عائلة القذافي

بعدما هيمن ظل القذافي وأفراد عائلته على المشهد الليبي والذي يشمل الجانب الرياضي لأكثر من 40 عاماً، يبدأ أبناء بنغازي وطرابلس وبقية المدن الليبية عهداً جديداً قد لا تكون فيه للرياضة أولوية، وسط أسئلة أمنية وسياسية واقتصادية تنتظر إجابات تحت بند المستعجل.

المنتخب الليبي لكرة القدم واصل مشاركته في تصفيات كأس إفريقيا طوال الأشهر الماضية رغم الأحداث التي مرت بها البلاد، وإن كانت مبارياته الرسمية لُعبت بعيداُ عن العاصمة طرابلس، وكذلك الحال مع المنتخب الأولمبي الليبي.

انقسام اللاعبين بين مؤيد للعقيد وثائر عليه بدا واضحاً، خاصة مع إعلان سبعة عشر لاعباً الانضمام إلى الثوار شهر يونيو/حزيران الماضي، وإن بقي العلم الأخضر هو الراية التي لعب تحتها المنتخب أمام جزر القمر.

ويحل المنتخب بالمركز الثاني في المجموعة الثالثة وبنقطة وحيدة خلف زامبيا، أي أن أمل التأهل إلى نهائيات 2012 يبقى حاضراً، لكن هل تلعب ليبيا بقية المباريات المقررة لها؟ السؤال يبحث عن إجابة قبل المواجهة المقبلة مع موزامبيق في الأسبوع الأول من شهر سبتمبر/أيلول المقبل.

وتبقى أوضاع الأندية المحلية كذلك محل تساؤل، خاصة أن نظام القذافي أوقف المنافسات قبل ستة أشهر خوفاً من استعمال الجماهير لمدرجات الملاعب كوسيلة لإعلان مواقفها السياسية.

الأكيد وسط كل هذه التساؤلات أن تغييرات عديدة ستعرفها اللعبة في بلاد عانت طويلاً من تدخلات عائلة القذافي، وخاصة من الساعدي القذافي الذي لعب مع الأندية والمنتخب، وترأس اتحاد بلاده دونما تعليق من الفيفا، بل إن القذافي كان يحلم باستضافة كأس العالم عندما تقدم إلى جانب الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي بملف مشترك تطلب فيه ليبيا وتونس استضافة مونديال 2010، والآن بات البلدان محور أنظار العالم في 2011 لأسباب سياسية لا رياضية.