خبر « إسرائيل » تستخدم أساليب تحقيق جديدة والتعذيب سياسة ممنهجة أدت لوفاة أسرى

الساعة 12:12 م|25 أغسطس 2011

"إسرائيل" تستخدم أساليب تحقيق جديدة والتعذيب سياسة ممنهجة أدت لوفاة أسرى

فلسطين اليوم-رام الله

كشفت رئيسة مؤسسة 'مانديلا' لرعاية شؤون الأسرى والمعتقلين المحامية بثينة دقماق، اليوم الخميس، النقاب عن استخدام أجهزة الأمن الإسرائيلية 'الشاباك' أساليب تعذيب جديدة، تشكل خطرا على حياة الأسرى وتتنافى وكافة الأعراف والقوانين الدولية.

وطالبت دقماق، في تقرير صدر عن مؤسسة مانديلا، اللجنة الخاصة التابعة للأمم المتحدة للتحقيق في الانتهاكات الإسرائيلية لحقوق الإنسان الفلسطيني والعربي في السجون والمعتقلات الإسرائيلية، بإرسال لجان متخصصة لمتابعة هذه الانتهاكات الخطيرة.

وأشارت إلى أنه من خلال زيارات محامييها المتواصلة للأسرى وبالاستناد إلى إفادات العديد من الأسرى والأسيرات، فإن ممارسة التعذيب وسوء المعاملة بحق المعتقلين الفلسطينيين يشكل سياسة منهجية تنفذها مختلف الأذرع الأمنية والعسكرية الإسرائيلية منذ العام 1967، وقد أدت هذه الممارسة إلى وفاة العديد من المعتقلين وإلحاق إضرار جسدية ونفسية بالغة لدى الكثيرين منهم.

وأكدت 'مانديلا' أن إجراءات الاحتلال وأجهزته الأمنية بحق الأسرى والمعتقلين، تتنافى وتتعارض مع المواثيق الدولية لحقوق الإنسان التي تحظر التعذيب، وبالتحديد اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949 / المادة 3، والميثاق الأوروبي لحماية حقوق الإنسان الأساسية لعام 1950 / المادة  3، والإعلان العالمي لحقوق الإنسان / المادة 5، واتفاقية مناهضة التعذيب لعام 1948 / المادة 4.

وقال التقرير: إنه من خلال متابعة مانديلا لأوضاع المعتقلين، لاحظت بأن السلطات العسكرية الإسرائيلية قد مارست سياسة التعامل القاسي واللاإنساني والحاط بالكرامة تجاه المعتقلين الفلسطينيين، وإنها وخلال مداهمتها للبيوت الفلسطينية بهدف الاعتقال، غالبا ما تقوم بإحداث إصابات جسدية وتتعمد التخريب والعبث بمحتويات المنازل وتدمير الأثاث والممتلكات فيها، وتقوم بفرض العقاب الجماعي على السكان من خلال احتجازها المواطنين الأبرياء والمدنيين في مدارس القرى والمدن والمخيمات، حيث يتعرضون للإذلال والضرب والتعرية، إضافة لاستخدام عائلات بأكملها أو عدد من الأشخاص كدروع بشرية أثناء محاولات الجيش ملاحقة ما يسمى مطلوبين لاعتقالهم أو أثناء مداهمة منازل.

ونشرت 'مانديلا ' تفاصيل موثقة بشهادات مشفوعة بالقسم عن الوسائل المستخدمة بحق المعتقلين الفلسطينيين أثناء التحقيق معهم وفي مقدمتها العزل، موضحة أنها سياسة ثابتة تقضي بعزل الأسير لفترات طويلة (العزل الانفرادي) وحرمانه من لقاء محاميه، وفقا لأوامر عسكرية بأمر مسؤول طاقم التحقيق بإصدار تمديد توقيف المعتقل لفترة 15-30 يوما، وكما أن القاضي العسكري يأمر بتمديد أمر التوقيف لفترة أطول بناء على ذلك.

وذكرت أن المحققين يقومون بممارسة أسلوب الشبح فترات طويلة، وتقييد المعتقل بأوضاع مؤلمة وأوضاع قاسية جدا، مترافقا مع الضرب واستخدام الصدمات الكهربائية، والعنف الجسدي، والهز العنيف، وهو هز المعتقل بشكل منظم وبقوة كبيرة بحيث يهتز العنق والصدر والكتفين، الأمر الذي تسبب باستشهاد العديد من الأسرى.

وأعربت 'مانديلا' عن قلقها الشديد من مخاطر أساليب التعذيب النفسي والإهانات التي يهدف المحققون من خلالها إلى تعذيب المعتقل نفسيا وتحطيم إراداته، ومن بينها بث الشائعات بإنزال بيان للتشهير بسمعته، وإساءة المعاملة والتهديد بإحضار أفراد العائلة أو إعطاء المعتقل حكما عاليا، إضافة إلى الحرمان من النوم لفترات طويلة ومنعه من تناول الطعام وقضاء الحاجة أو تعريض المعتقل لضوء خافت، إضافة للضغط على الحواس من خلال استخدام موسيقى صاخبة، ذات ضجيج عال ولفترة تزيد عن 24 ساعة، وتعريض المعتقل لتيارات هوائية باردة أو ساخنة، وإجبار المعتقل على التصرف بطريقة حاطة بالكرامة الإنسانية (الانحناء لتقبيل الحذاء)، أو إجباره على تناول الأكل على الأرض ويداه مقيدتان إلى الخلف.

وأشارت إلى اتساع نطاق استخدام غرف العملاء أو ما يطلق عليهم العصافير، وحرمان المعتقل من العلاج كوسيلة للضغط عليه في فترة التحقيق، وسط ممارسة حرب الأعصاب والحرب النفسية من خلال استخدام 'آلة فحص الكذب'، أو مهاجمة المعتقل باستخدام كلاب متوحشة.

وطالبت 'مانديلا' مؤسسات حقوق الإنسان، بالتحرك لحماية الأسرى ومنع إسرائيل من استخدام هذه الأساليب، التي تعتبر موتا بطيئا ومبرمجا لكل أسير، علما بأنها استخدمت مع أسيرات وأطفال قاصرين.