خبر ريح شريرة من الجنوب- معاريف

الساعة 09:35 ص|25 أغسطس 2011

ريح شريرة من الجنوب- معاريف

بقلم: نداف هعتسني

1- في المشهد المحلي ايضا يبرز على نحو خاص هجوم كبار مسؤولي حزب كديما على الرد الاسرائيلي على الهجمات من الجنوب.

فاذا كان ثمة من فقد حق الحديث الى الأبد في كل ما يتعلق بالكارثة في الجنوب، فهم اولئك الذين صبوا الماء على يدي اريئيل شارون – منفذو الهرب والفرار، مُحدثو ريح الاسناد للارهاب. كل اولئك الذين بسببهم يخضع أكثر من مليون نسمة الآن بالفعل للتهديد المستمر، لصواريخ حماس.

2- بقدر ما نتلوى ونتعذب، في نهاية المطاف لن يكون مفر من تبني طرق الصهيونية الكلاسيكية في جنوب البلاد. دولة اسرائيل لا يمكنها أن تواصل العيش تحت التهديد الذي بنته حماس في غزة، التهديد الآخذ في الاتساع باتجاه قلب غوش دان (منطقة تل ابيب).

عدة جولات اخرى من الكاتيوشا فنضطر الى أن نقيم من جديد اجهزة الامن التي أُقيمت بعد حرب الايام الستة وكانت تحت تصرفنا حتى آب 2005 – الحد الشمالي ومحور فيلادلفيا.

3- وزير الدفاع وإن قال هذا الاسبوع بأن الذخر الاستراتيجي الأكبر لاسرائيل هو "السلام" مع مصر، إلا أن هذا الذخر ليس قائما حقا. كي نفهم ذلك يكفي أن ننظر الى صور الكراهية لاسرائيل التي تطل من القاهرة، الكراهية التي كانت فظة في عهد الدكتاتورية المباركية، ولكنها اندلعت مزبدة بالذات في "ربيع الشعوب" لاوباما.

هش هذا الذخر لدرجة أننا نتجلد على قطع نصف الكهرباء لاسرائيل، نوافق على خرق تجريد سيناء من السلاح، والآن ايضا أوقفنا النار مع حماس "لارضاء" الطغمة العسكرية.

تنازلنا عن الذخر الاستراتيجي الحقيقي – سيناء نفسها، منذ سنين ونحن نتصدى لتهريب السلاح والمتسللين والآن ايضا لارهاب آخذ في التصاعد. واضح أنه في كل يوم يمكن لوهم "السلام" مع مصر أن ينهار، وعليه فقد حان الوقت لاستيعاب البث من القاهرة. فالبث يجسد مرة اخرى كم هو متعذر أخذ المخاطر في هذا المربع غير المستقر عندنا. فقط تصوروا ماذا سيكون مستقبل تل ابيب والقدس اذا ما استقر هذا الخليط بين حماس، غزة وحارقي الأعلام في القاهرة في جبال يهودا والسامرة.

4- متلازمة المُشهرين بغالن باك – من لم يسمع غالن باك يتحدث هذا الاسبوع بجانب حائط المبكى وفي قيسارية، يمجد الشجاعة الاسرائيلية ويكشف النقاب عن ازدواجية اوروبا والامم المتحدة. من لم يتعرض للتقدير والثناء، لم ير المحبة الخالصة في أي يوم من ايامه. نسمع ولا نصدق. عمليا، لا يوجد متحدث وناطق أفضل لدولة اسرائيل في العالم من غالن باك. من مساهمته غير قابلة للتقدير على الاطلاق.

وبالذات لهذا السبب تبلور لدينا نوعان من المشهرين بباك: اولئك الذين طوروا متلازمة ماسوشية خطيرة ولم يعد بامكانهم أن يُقدروا من لا يضرب بنا. فواضح بأن غريبا لا يُشهر هو شخص عليل، يخفي مؤامرة كبيرة خلف الظهر.

ونوع آخر – كل الكارهين لذاتنا، اولئك الذين حسب فكرهم نحن نحيق ظلما، نحتل ونقتل، وعليه فمن يحبنا هو بالضرورة سلبي مثلنا. هؤلاء مثل اولئك لا يستحقون غير الشفقة.