خبر أين خيام الضائقة الأمنية- هآرتس

الساعة 09:33 ص|25 أغسطس 2011

 

أين خيام الضائقة الأمنية- هآرتس

بقلم: يسرائيل هرئيل

في الجنوب وقعت هذا الاسبوع معجزة: في منصف آب اللهاب، هطل، بمبادرة منظمات الارهاب، المطر. مطر من الصواريخ. والمطر، مرة اخرى بمبادرتهم، تحول الى تنقيط – حتى الجولة التالية، التي ستقرر موعدها وحجمها،كالمعتاد في العشرين سنة الاخيرة، المنظمات.

والآن يمكن لقادة الدولة العودة لتركيز اهتمامهم على الأمر الحقيقي: حل الآلام التي لا تطاق للطبقة الوسطى، والتي يُعبر أفرادها بأصالة شديدة جدا عنها بالخيام (التي تفرغ) في جادة روتشيلد وفريق الخبراء الراديكالي – البديل.

سكان الجنوب يفترض بهم أن يهدأوا، فهم معتادون على العيش في وضع من تلقي الضربات على نحو دائم. في الجولة التالية ايضا سيعودون ليشرحوا لهم، بأن الارهاب لا يمكن الحاق الهزيمة به، هكذا هو النشيد منذ عشرات السنين، ضربة وانتهينا. وأن يواصلوا الشد على الاسنان. فما الذي تبقى لهم ليفعلوه، أن يضربوا خياما؟ حذار أن يفكروا في ذلك. الاحتجاج مشروع فقط عندما يركز على الضائقة الاقتصادية، الحقيقية (توجد كهذه ايضا) أو الوهمية.

صحيح أن الصواريخ ستواصل تهديد حياتهم، ملكهم، رزقهم، توازنهم النفسي وكرامتهم الذاتية – ولكن مقابل هذه المعاناة لا تُقام في اسرائيل خيام احتجاج. مثل هذه الخيام من شأنها أن تؤثر لا سمح الله على الحكومة وتشجعها على العمل. وعليه، فانه لم تعد شرعية في اسرائيل لـ "من ينهض لقتلك إسري لقتله".

صحيح بأن اعتبارا سياسيا ذا أهمية استراتيجية عليا يبرر احيانا الامتناع عن رد فعل ردعي. ليس هكذا عندما يُستخدم، دون مبرر، لعشرات السنين. واذا كان تحت ظل "الاعتبار الاستراتيجي" (الطغمة العسكرية في مصر لن تلغي معاهدة السلام؛ فهي بحاجة لها بقدر لا يقل عن حاجة اسرائيل لها، وإن كان فقط بسبب المساعدات الامريكية)، لحقت معاناة جسدية، نفسية واقتصادية لسكان الجنوب – فعلى القيادة السياسية، المقررة، أن تعطي الحساب.

لماذا بعد كل سنوات المعاناة، كما يسأل اسرائيليون كثيرون، لا تمنع الحكومة استمرار القتل، الاصابة، الدمار والخوف، التي تبعث على الاحباط، فقدان الثقة بالجيش الاسرائيلي ("في حالة سقوط صواريخ يجب الاستلقاء ووضع الأيدي فوق الرأس لحمايته")، بالدولة وبالمستقبل الشخصي؟ ما معنى تنفس الصعداء الذي انطلق في ساحة الحكم والأمن بعد أن بادر رجال الارهاب الى "وقف النار" الأخير بينما يواصلون اطلاق النار على مواطني اسرائيل؟.

كانت هناك اخفاقات تكتيكية في التصدي لمنفذي العمليات قرب ايلات. ولكن ليس عليها، بل على الوهن الذي ألم بالجيش الاسرائيلي منذ حرب لبنان الاولى، ويتسبب باخفاقات مشابهة في السنوات الاخيرة، ينبغي أن يتركز الانتقاد الجماهيري. الجيش الاسرائيلي، بـ "رأسه" الدفاعي، لا يمكنه ألا يفشل، حتى عندما تكون هناك معلومات استخبارية فائقة، موضعية، مثلما كان هذه المرة ايضا. والدليل: الجيش يسمح اليوم لمليون مواطن – ولعدد مشابه قبل خمس سنوات في حرب لبنان الثانية – أن يكونوا رهائن لمنظمات الارهاب.

الجيش الاسرائيلي فشل في التصدي لها في الشمال (أنظر تقرير فينوغراد)، مثلما فشل عشرات السنين في الجنوب بسبب ضعف أصيل. هذا ما ينبغي أن يعالجه وزير الدفاع، لا أن يضخم خطأ اللواء تال روسو بفتح الطريق الى ايلات.

اخراج العدو عن توازنه قبل أن يخرج الى عملية بمبادرته، وليس "تسهيلا" واغلاقا لطرق، هو الذي يمنع العمليات في المستقبل. استعادة قدرة الردع هي ايضا ستجعل زائدة لا داعي لها عمليات على نمط حرب لبنان الثانية وحملة "رصاص مصبوب"، بل وربما الضرر الامني والسياسي للمظاهرات الجماهيرية على نمط تلك المتوقعة في الشهر القادم.