خبر حيال أطفال يحملون كلاشينكوف- يديعوت

الساعة 09:30 ص|25 أغسطس 2011

حيال أطفال يحملون كلاشينكوف- يديعوت

بقلم: تسور شيزف

"أهلا وسهلا الى ليبيا"، هتف نحونا بالانجليزية الحراس في الحواجز التي تحيط بطرابلس، وأضافوا بالعربية: "الله أكبر".

في الطريق الى طرابلس، توقفنا في مقهى صغير يبيع الاسبسو الايطالية اللذيذة مع الحليب بنصف دينار، وفي الخلفية اشتعلت الالعاب النارية في سماء الليل. وكان الطريق مليئا بأكوام الرمل المتروكة، بعضها كانت تحمي مؤيدي القذافي وبعضها الآخر الثوار. سافرنا في قافلة طويلة، بينما كانت سيارة تندر مسلحة للثوار تتصدرنا وتوجه طريقنا بواسطة علم كبير لليبيا الحرة. سافرنا ببطء، ولكننا لم نشعر بعدم الأمان.

الليلة طالت. هنا وهناك اصطدمنا بحواجز مأهولة بحراس مسلحين، ولكن فقط مع ولوج الصباح عندما اقتربنا من الزاوية بدأنا نشم رائحة الجثث المحروقة. رائحة كل من اجتاز حربا يعرفها. تعفن مثير للاشمئزاز، وعندما كثرت الحواجز، فهمنا بأننا وصلنا الى طرابلس. كل 50 مترا وقفت مجموعة من الشباب المسلحين بالكلاشينكوفات، بعضهم فتيان بل واطفال، وكانوا يوقفون كل سيارة بتهديدات مسدس. "نحن صحفيون"، قلنا، "ستة". سمحوا لنا بالمرور.

طرابلس بدت مثل القاهرة في الايام الاولى للثورة، ولكن في أجواء احتفالية أكثر بكثير. الاحساس هو أن هذه على ما يبدو هي النهاية، وليست البداية غير المعروفة. في شارع عمر المختار، أحد الشوارع الرئيسة لمدينة طرابلس المؤدي الى القسم القديم والمحوط بالسور، التقينا بشخص كبير في السن. فقد وقف في منتصف الطريق، قفز بفظاظة على صورة القذافي وبصق عليها. خلفه وقفت مجموعة من الشباب الى جانب سيارة تندر مسلحة بمدفع رشاش ثقيل، وهتفوا له. المدينة غيرت وجهها، وفوارق الأجيال لا يحس بها أحد. الماضي مات.

نحن مسلحون بالطاسات والستر الواقية، ولكن لم نسمع سوى القليل من العيارات النارية. وبين الحين والآخر تمر في الشارع سيارة تندر ويخيل أنه قد تندلع معركة، ولكن أصوات النار تندثر بذات السرعة التي برزت فيها. ليس واضحا دائما من أين تطلق النار ولماذا. انعدام اليقين يتواصل، ولكن في الليلة التي تلت سقوط باب العزيزية بدت طرابلس هادئة. الفتيان المسلحون الذين يفحصون السيارات ينجحون أغلب الظن في الحفاظ على النظام.

فندق "كورنتيه"، الفندق الجيد في المدينة، لا يزال يقف بكامل بهائه كالبقايا الاخيرة لعهد لن يعود. في المدخل يتجمع الصحفيون الذين لم ينجحوا في ايجاد غرف فيه، يبحثون عبثا عن رجال طاقم الفندق الذين فروا الى بيوتهم. المدينة تبدلت الأيادي، عاصمة القذافي تبحث عن وريث. أحد لا يعرف ماذا سيولد اليوم.