خبر لماذا تُخفي « إسرائيل » نتائج التحقيقات في هجمات « إيلات »؟

الساعة 06:35 ص|25 أغسطس 2011

لماذا تُخفي "إسرائيل" نتائج التحقيقات في هجمات "إيلات"؟

فلسطين اليوم- وكالات

أعلنت مصادر عسكرية رفيعة في إسرائيل أن نتائج التحقيق في عملية إيلات دلت على أن ثلاثة مواطنين مصريين على الأقل كانوا بين المهاجمين، وأن جيش الاحتلال الإسرائيلي تفادى قدر الإمكان إصابة الجنود المصريين عند مطاردتهم لبعض المهاجمين، وأن معرفة هوية مصادر النيران التي قتلت الجنود المصريين يتطلب تشريح الجثث الموجودة بحوزة المصريين.

 

وقالت هذه المصادر إن نتائج التحقيق الإسرائيلية نقلت إلى مصر يوم الاثنين الماضي بسرية، بواسطة اللواء أمير إيشل، رئيس قسم التخطيط في رئاسة هيئة الأركان. ولكنها امتنعت عن نشرها «حتى لا تحرج القيادات المصرية».

 

وأضافت أن قائد العملية هو مواطن مصري ينتمي إلى تنظيم مرتبط بالقاعدة يعمل في سيناء، وقد كان معتقلا في السجن وهرب من معتقله مع المئات أمثاله الذين استغلوا الفوضى التي عمت في سيناء منذ بداية ثورة 25 يناير؛ فقد جنّد معتقلين سابقين من زملائه وعمل مع خلايا تابعة للجان المقاومة الشعبية العاملة في قطاع غزة وفي سيناء. وعملوا في سيناء وتدربوا لعدة أسابيع في مناطق خاضعة لسيطرة بدو سيناء، وسط تعاون ومساندة محلية واضحة، و«عندما باتوا جاهزين، دخلوا إلى المنطقة الإسرائيلية على مرأى من الجنود المصريين، المرابطين في أحد المواقع العسكرية الحدودية، الذين لن يحركوا ساكنا لمنعهم».

 

وجاء في التقرير الإسرائيلي أيضا أن المسلحين ارتدوا زي الجيش المصري خلال عملياتهم، ومع ذلك فإن قادة الجيش الإسرائيلي في الميدان تلقوا تعليمات صارمة بأن لا يُطلق الرصاص إلا على مصادر النيران. وأن الطائرات الإسرائيلية المقاتلة لم تقتل أيا من المسلحين، وحرصت على إطلاق الرصاص من حولهم خوفا من أن يكونوا جنودا مصريين.

 

وأضاف أن الجنود المصريين الستة ينقسمون إلى قسمين؛ ثلاثة منهم قتلوا من قيام مسلح بتفجير نفسه بالقرب منهم، وآخر فجر عبوة ناسفة، والثلاثة الآخرون قتلوا بعد أن كانوا قد شاركوا في اشتباك ثلاثي، حيث إن المسلحين أطلقوا النيران عليهم وعلى الجنود الإسرائيليين فرد المصريون والإسرائيليون، وبذلك أصيب جنود من الأطراف الثلاثة.

 

ولمعرفة مَن قتل برصاص مَن، ينبغي فحص الجثث. وهذه مسألة بأيدي المصريين. وقال المصدر المذكور إن الجيش الإسرائيلي قدم تقريره موثقا بالصور الفوتوغرافية وصور الفيديو وتسجيلات أخرى كثيرة، بينها تسجيل لصوت قائد اللواء الجنوبي وهو يصدر الأوامر بالامتناع عن إطلاق الرصاص على المصريين إلا إذا أطلقوا هم أولا وبشكل مؤكد.

 

وأبدى الجيش الإسرائيلي استعدادا للتعاون في مواصلة التحقيق مع المصريين وتقديم كل ما يلزم لذلك، مؤكدا أنه ينفذ بذلك سياسة القيادة السياسية في إسرائيل المعنية بصيانة اتفاقيات السلام. وقال إن إسرائيل لجمت نفسها ولم تبادر إلى عملية واسعة في قطاع غزة، بسبب احترامها للأوضاع في مصر ورغبتها في الامتناع عن التسبب في توتر جديد إضافي معها.

 

وجاء نشر هذه المعلومات أعلاه، في الوقت الذي كان فيه المجلس الوزاري الأمني المصغر في الحكومة الإسرائيلية قد اجتمع لمدة ست ساعات لبحث الأوضاع في الجنوب وأخطار التدهور الأمني. وأعلن بعد الاجتماع أن المجلس قرر تغيير سياسة إسرائيل في هذه المنطقة، بحيث تصبح الحدود مع مصر محط مراقبة مشددة.

 

ونقل عن رئيس أركان الجيش، بيني غانتس، قوله إن «الحدود مع مصر لم تعد حدود سلام، ويجب تغيير التعامل معها». وفسروا أقواله على أنها «تحتاج إلى الحذر والنظر إليها كما لو أنها حدود معادية، إلى حين تتضح صورة النظام الجديد في مصر ومدى التزامه باتفاقيات كامب ديفيد».

 

وأكد ناطق عسكري أنه من اليوم فصاعدا سيتبع الجيش الإسرائيلي نموذج العمليات الأخيرة في التعامل مع النشاطات العسكرية العدائية؛ فكلما يهاجمون إسرائيل من سيناء سترد عليهم بقصف مواقعهم الأصلية في قطاع غزة. وكانت القيادات الإسرائيلية قد أعلنت حالة الطوارئ، أمس، في الجنوب، خوفا من رد فلسطيني على اغتيال القيادي في سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، إسماعيل الأسمر، الذي اغتيل بقصف طائرته بصاروخ من طائرة من دون طيار في رفح.

 

وادعت مصادر أمنية في تل أبيب أن قرار اغتياله جاء «عقب معلومات استخباراتية» تدعي أنه كان يخطط لتنفيذ عملية أخرى تنطلق من سيناء في الأيام القريبة.