خبر يوم القدس العالمي .. مأثرة جهادية للدفاع عن القضية الفلسطينية وعروبة القدس ..أكرم عبيد

الساعة 02:01 م|24 أغسطس 2011

يوم القدس العالمي .. مأثرة جهادية للدفاع عن القضية الفلسطينية وعروبة القدس ..أكرم عبيد

تستقبل اليوم جماهير شعبنا الفلسطيني المقاوم وشرفاء الأمة وأحرار  العالم الذكرى الحادية والأربعين لإحراق المسجد الأقصى الشريف والتي تترافق مع يوم القدس العالمي الذي يعتبر  من أهم انجازات الثورة

الإسلامية الإيرانية التي فجر ها  سماحة الإمام القائد الخميني طيب الله ثراه المقدس والتي شكلت أهم حدث في التاريخ المعاصر على  الصعيد العالمي و مفصل تاريخي ما بين عصر التبعية للاستكبار الصهيوني الأمريكي وعصر التحرر والاستقلال الوطني بعدما حطمت أعظم إمبراطورية في الشرق واهم ركائز تحالف الشر الصهيوأمريكي العالمي ونقلت الشعب الإيراني العظيم من دائرة التبعية للعدو إلى الدائرة الوطنية التحررية والإسلامية المقاومة و الانتصار لقضايا الأمة العادلة وفي مقدمتها قضية فلسطين التي  حازت  على مكانة مميزة و هامة في قلب وعقل الإمام القائد قبل وبعد انتصار الثورة الشعبية الإيرانية  الذي أطلق العنان لمآثره الجهادية والأخلاقية منذ اللحظة الأولى لوصوله ارض الوطن بتاريخ السابع من آب عام 1979  من المنفى ليعلن انتصار الثورة وقال ( الحمد لله اليوم إيران وغداً فلسطين ) بعدما وصف الكيان الصهيوني المحتل بأنه غدة سرطانية يجب إزالتها من الوجود بالقوة ليستعيد الشعب الفلسطيني حقوقه الوطنية والتاريخية المغتصبة في فلسطين كل فلسطين وعاصمتها القدس.  وقد اعتبرت الجماهير الإيرانية الثائرة هذه المقولة رسالة لها لتتوجه لوكر الجاسوسية العالمي الممثل بسفارة الكيان الصهيوني وتسقط العلم الصهيوني وتحرقه وترفع العلم الفلسطيني وتعلن للعالم اجمع تحويل هذه السفارة إلى أول سفارة لدولة فلسطين في العالم

  ولم يكتفي بذلك بل تعمد إعلان يوماً عالمياً للقدس في أخر جمعة من شهر رمضان المبارك بعدما وضع كل الأمور في نصابها أمام العرب والمسلمين وأحرار العالم ليتحملوا المسؤولية الأخلاقية تجاه القضية الفلسطينية بشكل عام وقضية القدس بشكل خاص بسبب المخاطر الجدية التي تتهددها

لذلك فقد تجاوزت هذه المآثر الجهادية حدود الجمهورية الإسلامية إلى مختلف بلدان العالم لتصبح منهجاً أممياً على الصعيدين الفكري والعقائدي تتبناه كل الشعوب المقاومة وحركاتها التحررية العالمية وأصبحت في جوهرها ومضموننا مشروعاً تحريرياً عالمياً يقرع جرس الإنذار بشكل مبكر بعد التهديدات الجدية للمقدسات الإسلامية والمسيحية

لكن القدر غيب الإمام القائد في أوج عطائه وبالرغم من ذلك استمرت مفاعيل وتفاعلات الثورة الإسلامية بقيادة خلفه المجاهد سماحة الإمام علي الخمنائي وعلى نفس المنهج والمبدأ الثوري الخلاق في دعم ومساندة قضايا الأمة العادلة وفي مقدمتها قضية فلسطين التي كانت وما زالت تتعرض للمحاولات الصهيو أمريكية لتصفيتها مستغلين حالة الانقسام الخطيرة بين أبناء شعبنا وامتنا وتداعياتها لطرح المزيد المبادرات الصهيو أمريكية القديمة الجديدة التي ترافقت مع تحركات السلطة الفلسطينية المشبوهة وبعض الأنظمة العربية المهرولة وخاصة اللقاءات السرية والعلنية مع مجرمي الحرب الصهاينة

 والتي تمهد لحل ما يسمى الدولتين كمقدمة لشطب وتصفية القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني وفي مقدمتها حق عودة  أكثر من سبعة ملايين لاجئ فلسطيني في الشتات بعد الضغوط الصهيو الأمريكية على هذه الأنظمة المعتلة للاعتراف بيهودية الكيان الصهيوني وحسم موضوع القدس كعاصمة أبدية للكيان الصهيوني المصطنع في فلسطين المحتلة مقابل كيان فلسطيني هزيل في معازل مقاطعة أوسلو على 40% من أراضي الضفة الغربية المحتلة منقوصة السيادة والاستقلال وهذه حاجة صهيونية أمريكية ضرورية وملحة للخروج من المأزق الأمني والسياسي و الاقتصادي المتفاقم الذي فرضته عليهم قوى المقاومة الباسلة بصمودها الأسطوري من فلسطين إلى لبنان إلى العراق وأفغانستان بدعم مساندة كل شرفاء الأمة وفي مقدمتهم سورية والجمهورية الإيرانية الإسلامية

وهذا مايثبت صحة رؤية الإمام الراحل الذي شخص طبيعة المخاطر الجدية التي تتهدد القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني المظلوم وفي مقدمتها قضية القدس أولى القبلتين وثالث الحرمين ليوحد شرفاء الأمة وأحرار العالم في جبهة عالمية واحدة للدفاع عنها بشكل مبكر ويذكرهم بواجبهم الديني والإنساني والأخلاقي تجاه هذه القضية العادلة  وخير مايثبت تخوفات سماحة الإمام القائد ما قاله مؤسس الحركة الصهيونية تيودور هرتزل قبل إعلان قيام الكيان الصهيوني المصطنع بعشرات السنين حول القدس: «إذا حصلت يوماً على القدس.. فسوف أزيل ما هو غير مقدس لدى اليهود. وسوف أحرق الآثار التي مرت عليها قرون». وقد أخذ اليهود بنصيحته. وقاموا بحرق الأقصى عام 1969 ووضعوا الخطط لهدمه وبناء هيكلهم المزعوم وخاصة بعدما توحد اليمين الصهيوني المتطرف والاحزاب والقوى العنصرية الدينية التي ننهل من أيديولوجية عنصرية واحدة،

 وبالرغم من هذا السلوك العنصري الصهيو أمريكي تعمد بعض سماسرة الأمة من ضعاف النفوس والضمائر تشويه هذه المأثرة الجهادية لسماحة الإمام الخميني ومواقفه الخلاقة التي جسدت المقولة الشهيرة للإمام علي ابن أبي طالب كرم الله وجهه عندما قال

    ( كونوا للمظلوم عوناً وللظالم خصماً ) وهذه المبادرة بصراحة أحرجت هذه الأنظمة العربية والإسلامية المرتبطة بالمشروع الصهيوأمريكي وفي مقدمتهم النظام المصري المخلوع الذي اخرج مصر من معادلة الصراع العربي الصهيوني بموجب اتفاقيات كامب ديفيد الخيانية التي أسست لانقسام الأمة العربية ومهدت الطريق لتوقيع اتفاقيتي أوسلو ووادي عربة التصفوية والتي شجعت مجرمي الحرب الصهاينة لفك ارتباط مدينة القدس بالقضية الفلسطينية ومحيطها العربي  والإسلامي  والتحرري  العالمي وخاصة بعد التهام المزيد من الأراضي الفلسطينية المحتلة لبناء وتوسيع المستعمرات وجدار الفصل والعزل العنصري ومصادرة مئات المنازل وبعض إحياء القدس وتدميرها وتشريد سكانها العرب الفلسطينيين لتهويدها بتواطؤ معظم النظام الرسمي العربي والدولي

لكن شرفاء الأمة العربية والإسلامية وفي مقدمتها الجمهورية الإسلامية الإيرانية بقيادة سماحة الإمام الخمنائي وسورية قلب العروبة النابض بقيادة الرئيس بشار الأسد  كانت ومازالت القاعد الإستراتيجية لدعم ومساندة قوى المقاومة والصمود من فلسطين إلى  لبنان والعراق وغيرها ن القوى  المناهضة  للاحتلال الصهيوأمريكي وكل مشار يعهم ومخططاتهم الاستعمارية القديمة الجديدة وفي مقدمتها ما يسمى  النظام الشر ق أوسطي الذي تحطم على  صخرة قوى الصمود والممانعة لشرفاء الأمة  وفي مقدمتها سورية والجمهورية الإسلامية الإيرانية التي حققت أهم انجاز على  صعيد الأمة تمثل في الانتصار  العظيم الذي حققته المقاومة من العدوان العالمي على لبنان عام 2006 والعدوان على قطاع غزة المحاصر الصامد بداية هذا العام 2009 التي مرغت انف جنرالاتهم وكل من راهن عليهم من العملاء الصغار  في الوحل العربي المقدس من الجنوب اللبناني إلى جنوب الجنوب على  ارض غزة المقاومة في فلسطين بالرغم من الحصار

لذلك فإن الهدف الحقيقي من إعلان يوم القدس العالمي لسماحة الإمام الراحل لم يكن مناسبة إيرانية لإحيائها ولا حتى إسلامية لأنه يدرك ان القدس فيها معالم دينية مسيحية فأعلن يوم القدس يوماً عالمياً وهذا ليس موقفاً للمزايدة على احد بل مبادرة لحشد طاقات وإمكانيات كل شرفاء الأمة وأحرار العالم لحماية القضية الفلسطينية والمقدسات الإسلامية والمسيحية من المخاطر الجدية التي  تتهددها وفضح الممارسات الإجرامية الصهيونية الدامية التي تستهدف الشعب الفلسطيني ومقدساته التي تتعرض للمساس تحت الاحتلال منذ اغتصاب فلسطين عام  1948حتى اليوم وفي مقدمتها القدس التي تعرض ما بعد توقيع اتفاقيات أوسلو الخيانية لأبشع حملة استيطانية كمقدمة لتهويدها وخاصة بعد المساس بمقدساتها الإسلامية والمسيحية وفي مقدمتها المسجد الأقصى الذي يتعر ض للعدوان المباشر  من قبل سلطات الاحتلال بعد الحفريات تحت جدرانه وبناء عشرات الكنس في الإنفاق وبالقرب من أسواره وفي مقدمتها ما يسمى  كنس الخراب التي تهدد وجوده في ظل الصمت المريع لا بل تواطؤ معظم الأنظمة العربية الإسلامية والعالمية وفي مقدمتها لجنة القدس المزعومة والجامعة العربية ومنظمة ما يسمى  المؤتمر  الإسلامي ومؤسسات الأمم المتحدة وفي مقدمتها مجلس الأمن والجمعية  العامة  التي تحولت في هذا الزمن لمكتب صغير  من مكاتب وزارة الخارجية الأمريكية التي اعتر فت بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني المصطنع في فلسطين المحتلة بعد توسيع حدودها الإدارية لمساحة بلغت ثلث مساحة الضفة الغربية المحتلة

 وانطلاقا من هذه القاعدة كان ليوم القدس العالمي الأثر  البالغ على  شعبنا وشرفاء امتنا في مواجهة  سلطات الاحتلال بدءا من انتفاضة الحجار ة الكبر ى  إلى عام 1987  انتفاضة  الأقصى  المباركة عام 2000التي زلزلت الأرض تحت أقدام الغزاة  مجرمي الحر ب الصهاينة

وبالرغم من الظروف الصعبة لجماهير  شعبنا الفلسطيني المقاوم تحت الاحتلال الصهيوني بشكل عام وأبناء مدينة القدس بشكل خاص الذين يتحدون بصمودهم الأسطوري كل الضغوط ومشاريع الاستيطان والتهويد والاقتلاع ويتطلعون لشرفاء الأمة لدعم صمودهم في بيت المقدس  ودعم مؤسساتهم الوطنية لإفشال كل المشاريع والمخططات الصهيونية التي تتسابق مع العامل الزمني لرفض المزيد من الضغوط على  سلطة  معازل أوسلو للعودة للمفاوضات العبثية لانتزاع اعترافها بما يسمى  يهودية الدولة وعاصمتها القدس كما يحلمون ويتوهمون

 لذلك المطلوب اليوم من كل شر فاء الأمة العربية والإسلامية وأحرار العالم ترجمة الأقوال إلى أفعال حتى لا تضيع القدس أولى القبلتين وثالث الحرمين

 وفي النهاية لابد من كلمة حق من اجل الحق أقول لابد أن يدرك القاصي والداني أن سر الموقف الصهيوأمريكي المعادي للجمهورية الإسلامية الإيرانية وسورية وقيادتها المجاهدة هو دعم ومساندة القضية الفلسطينية العادلة وحقوق الشعب الفلسطيني التاريخية في فلطين كل فلسطين ولو قبلت القيادة الإيرانية فك ارتباطها بالشعب الفلسطيني وحقوقه الوطنية وقواه المقاومة وسورية الصمود لامتلكت القنبلة النووية على طبق من الذهب الصهيوأمريكي وأصبحت النموذج الديمقراطي الذي يحتذي به كالديمقراطية الصهيوامريكية في فلسطين المحتلة  العراق وأفغانستان الملطخة بدماء الأبرياء وفي مقدمتهم الأطفال 0