خبر شلل سياسي يجر شللا عسكريا- يديعوت

الساعة 08:48 ص|24 أغسطس 2011

شلل سياسي يجر شللا عسكريا- يديعوت

بقلم: دوف فايسغلاس

الجريمة النكراء التي ارتكبها ارهابيون غزيون استدعت ردا عسكريا مناسبا – قاسيا وأليما – تجاه حماس وعلائم حكمها، وذلك لان حكومة حماس في غزة هي التي تتحمل المسؤولية عن العملية الوحشية والمتحدية. التفسير الاسرائيلي – الذي يتلوى في تفاصيل تعريف المنظمات المعربدة في غزة – كم هي حماس غير "مسؤولة" عما حصل، بعيد عن الاقناع؛ واضح جدا انعدام الرغبة في الرد على حكومة حماس كما تستحق. فلا أهمية للهوية الدقيقة للعصابة التي ينتمي اليها الوحوش البشرية المجرمة؛ حماس هي الحكم الفاعل في غزة؛ وهي تعرف، أو يفترض بها أن تعرف، أمر الجريمة المخطط لها. وهي تتحمل المسؤولية وملزمة بان تقدم الحساب على ذلك.

هذا لم يحصل.

لنعترف بالحقيقة: اسرائيل تخشى المس بحماس. مثل هذا المس، كما اعترف باستقامة وزير الدفاع في مقابلة مع القناة الثانية، هو مثابة "شرك استراتيجي" لاسرائيل.

ايهود باراك كان محقا: الجمود السياسي في القناة الاسرائيلية – الفلسطينية أدى الى تدهور العلاقات مع معظم دول العالم. النزاع الذي لا يعالج – وعلى أي حال لا يسوى – هو الذريعة التركية والمصرية لتفاقم العلاقات مع اسرائيل. اسرائيل تفهم بان خطوة عسكرية أليمة في غزة – كما تستحق حماس – من شأنها أن تؤدي الى خطوة مصرية وتركية متطرفة في شدتها، وتشجيع دول في العالم على تأييد المبادرة الفلسطينية في الأمم المتحدة.

تركيا، مصر ودول اخرى تعرف جيدا الواقع الذي علقت فيه اسرائيل: فهي تشعر بوهن موقفها في العالم، وتقدم على أي حال بانه عندما تنزل على اسرائيل، باستثناء الولايات المتحدة – التي قوتها أيضا، لشدة الاسف، وهنت بقدر كبير – فان احدا لن ينهض للمساعدة والتأييد للدولة المسببة للضرر، عن حق شديد للساعين الى نزع روحها. يخيل أن همس "الاحتجاج" العالمي، الضعيف والواهن، على عملية القتل النكراء، يؤيد هو ايضا الاستنتاج البشع بان عملية اسرائيلية في غزة لن تحظى بالتصفيق. وبالفعل هذا "شرك استراتيجي" تملصت منه الحكومة بنجاح، ولكن امتنعت ايضا عن محاسبة القتلة أبناء الموت.

منذ الأزل اشترطت القوة العسكرية لاسرائيل بقدرتها السياسية على العمل: قوتها هي ليس فقط في نوعية سلاحها وكميته، بل بطول "الحبل السياسي" لتفعيله. ما العمل، ولكن موقفنا السياسي في العالم يتقرر فقط حسب ما يجري في القناة الاسرائيلية – الفلسطينية؛ خيرا كان أم شرا – هذا هو الموضوع الاساسي الذي بين اسرائيل وأمم العالم.

انعدام الفعل السياسي للحكومة الحالية في السياق الفلسطيني قصر الحبل جدا. حكومة اولمرت بادرت الى خطوتين عسكريتين واسعتين وموضع خلاف؛ الرد الدولي – بما في ذلك المتحفظ أيضا – على تلك الخطوتين كان معتدلا للغاية وذلك لانه الى جانب نار المدافع وجدت مبادرة سياسية ذات مغزى. اليوم، في صفر الفعل السياسي، كل رصاصة تطلقها اسرائيل تثير جلبة عالمية.

بالفعل، هذا شرك استراتيجي: شلل سياسي يجر بالتدريج الى شلل عسكري.